في التاسع من نيسان كنا نشاهد إقدام المحتل وهي تدوس تحت جعجعة السلاح ارض العراق رويدا رويدا وكان المحتلون يتبخترون بين الأحياء حاملين سلاحهم مروعين المدنيين ، رافعين أعيينهم عما يفعله النهابون ، الذين غادروا معاقلهم ونوايا غدر وطنهم تتقدم أنفاسهم المسمومة ، وهم ينقضون على ممتلكات الدولة بدأ من الأسواق المركزية والجامعات والمدارس ، مرورا بالدوائر الخدمية والتعليمية وصولا إلى المصانع العملاقة ومصافي النفط وانتهاءا بمعسكرات الجيش ، ولم يكن النهابون لوحدهم ، بل معهم من هم تابعون لأحزاب ترعرعت في المنافي وجاءت لتلحق بالبلد المنكوب المزيد من الدمار والحرائق وسرقة أمواله ، وقد تكونت بفعل وحدة الهدف وحدة نوعية أخرى جمعت بين السارق المحلي والسياسي الذي حملته على ظهرها مصفحات المحتل ، ليكون الجمع الجديد مادة الحكم الجديد ، لبلد منتهك وبأسلوب فاسد جديد . وصار الناهب المحلي حارسا للسياسي المستورد ، وصارت الدولة الرسمية تدار بوحشية من قبل عناصر الدولة العميقة ، فتم إشاعة الفساد بكل أشكاله وأنماطه وبوحشية تعدت فيه هذه العناصر على درجة الوزير بشهادة مزورة ، أو منها من صار نائبا بشهادة علمية محورة ، وتم تحريف التربية الوطنية باتجاه الأوطنية ، وصارت الوزارات اقطاعيات مسجلة باسم هذا الحزب أو ذاك التيار ، وصارت السوق حكرا على المستورد والمستعار ، وتم تعطيل القطاع العام بوحشية مقابل ترويج منتجات الدول المجاورة ، وصارت أموال العراق تدار من خلال مزاد العملة ليتم غسيلها بالمفرد والجملة ، وصارت عملتنا الأجنبية تذهب الى المنظمات الإرهابية عن طريق مصارفنا الأهلية ، لتعود الينا على شكل عبوات ناسفة أو أحزمة نارية،
أننا هنا لا نريد الا إعادة التذكير بوحشية من تصدى للحكم بعد العام 2003 وأنه لم يكن في هذا الموقع أو ذاك إلا لسببين لا ثالث لهما الإؤل ، الحصول على المغانم ، والثاني تدمير ما هو قائم ، ولا نفرق بالفعل بين أصحاب القبعات والچراويات والعمائم ، كلهم اشترك في وحشية الوضع القائم ، ولا زالوا يتناحرون على المكاسب والمغانم ، وليعلم كل عراقي ، أن البلد خسر خلال حكمهم ما لايقل عن تريليون دولار وهو مبلغ كان كافيا لأن يجعل من العراق بمرتبة اقلها ،، مرتبة تركيا او ايران ، ولكنه اليوم وبسبب وحشية حكامه وتناحرهم على المناصب صار عليلا يعاني شدة الهوان والحليم يقرأ المضمون من العنوان ….