20 مايو، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

ما زالت مشنقة صدام حسين تتدلى بالحق

Facebook
Twitter
LinkedIn

“حبل الجرت نوري نجرك بي” إهزوجة شعبية، ظلت هاجسا يقوم أداء رؤساء العراق تعاقبا، حضرتني اليوم، وأنا اطلع على إحتفالات الطرف الآخر، بميلاد الطاغية المقبور صدام 28 نيسان 1937، وهو يوم يشكل قطعة مستقيم، مع إنشوطة الحبل، الذي عقد، مشنقةً لإعدامه يوم السبت 30 كانون الاول 2006، وهو يوم أتمنى ان يتذكره المتسلطون الان على العراق، وهم سادرون في الفساد! لا يخطر لهم على بال ان الطاغية المقبور صدام حسين، حكم بالحديد والنار 35 عاما، ثم تهاوى ساقطا بقوة فاقت جبروته.
ألهاهم المال السائب، بعد ان حيدوا الملكين الموكلين برفع الحسنات والسيئات الى الله، وما عادوا يحسبون لآخرتهم شروى نقير (عظم ما باعوا وساء ما يشترون). 
لا أهدد.. بل أذكر، وإن إنطوى التذكير على وعيد شر مستطير، بحق المفسدين؛ متمنيا عليهم ان يستحضروا الموعظة الكبرى التي أرادها الرب للعالمين، وهو يمد المبطرين في طغيانهم؛ كي تكون سقطتهم مدوية.
وهذا ما حدث مع الطاغية صدام حسين، حين مكنني الله من تضييق أقطار السموات والارض، تطبق حوله، مختزلة بإنشوطة حبل شنقه، ففغرت جهنم فاها: “هل من مزيد”.
يا إخوتي على سدة الحكم ودفة القرار، انتهز ولادة الطاغية الغابر، لأقول لكم: إتقوا الله بشعبكم؛ فقد بلغ فسادكم حد الجنون، انه هوس بشهوة المال، لا يريد ان يرتوي..
لا تبخسوا شعب العراق حقه بحياة حرة كريمة، فمصائر الظالمين متشابهة، والمشنقة التي مكنني الله من تعليق رقبة صدام فيها، ليست بعيدة عن رقابكم.
ولكي لا يغركم حلفاؤكم في الشرق والغرب، أخبركم بأنهم لا يراهنون على خيل خاسرة، فصدام الذي خدمهم 35 عاما، أسقطوه هم بأيديهم.. تعاون بشأنه الامريكان والخليجيون وتبرأت منه روسيا وسواها، ولن أكشف سرا اذا قلت ثمة من حاول تعطيل اعدامه، لكنني إستطعت لملمة الامور وتنفيذ حكم القضاء باعدامه، فلا تخسروا شعبكم مخدوعين ببهرج وعود براقة.. “كالكلب إن حملت عليه يلهث وان تركته يلهث” انهم يورطونكم وبعد انجاز ما يريدون، ستتوسلون لمقابلتكم فيعتذرون.
إكسبوا ود شعبكم، تأمنوا عدوكم، فلا تظنوا المال الحرام دائم، وإلا لما سقط المستعصم بالله، تحت قرون طاس هولاكو، ولا أوصلت صدام بيدي الى منصة الاعدام، فـ… “لا يحيق المكر السيء الا بأهله” كما ورد في كتاب الله العزيز، وأن “إرادة الشعوب أقوى من الطغاة” تلك الحكمة التي ثبتت بتزامن سقوطه، مع يوم إقدامه على إعدام آية الله محمد باقر الصدر، الذي توعده: “لا تنسى هذا التاريخ 9 نيسان 1979”.
فانتم لستم اقوى من صدام، وحتى لو كنتم اقوى.. وهذا محال.. فالحب أجمل من الكره.. ابنوا مجدكم بإستقطاب ولاء شعبكم والايمان بالله والقناعة بالرزق الحلال، ولا تفسدوا مبطرين، فيخسف الله بكم ما حاق من خسف بقارون.. فالمشنقة فاغرة فاها، تتلقى إشارات جهنم.. ملحفة بالسؤال: “هل من مزيد”؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب