18 ديسمبر، 2024 9:08 م

ما زالت الروح التي تقتلع أبواب الحصون

ما زالت الروح التي تقتلع أبواب الحصون

ما خفي كان أعظم، إنما منابرهم صداحة تعلن النصر الخبيث، تبوح بمكرهم الذي به يتباهون ويتفاخرون، ولسان حالهم وأحوالنا بما بيتوا يفصح: حاربناكم وسنحاربكم، ولكن لا يذهب بعيدا ظنكم، فلسنا مثلكم، مستبسلين. تعلمون.. فنحن كما قال الرب في قرآنكم ( أحرصُ الناسِ على حياة) و (لا يُقاتِلونكُم جميعاً إلا في قُرىً مُحَصنةٍ، أو مِن وراءِ جُدُرٍ.. ) وقد صدق الرب. مؤكد. كانت لنا حصون، كانت لنا جدران، إنما كان من يقتلع.. ولكن بقينا، إذ عرفنا كيف نبقى، وعلمنا أن ما عندكم من فضل لا بد أن لنا يؤول. لم يفقه “فقهاؤكم” حتى معنى ( وأَعِدوا لَهُم ما استطَعتُم مِن قُوةٍ.. ) هم من جعلناهم فقهاء الهوى لحكامكم الذين صاروا يعدون الموائد العامرة بالدهون.. بدلاً من أن يرهبوا عدو الله وعدوكم، بل صاروا يرهبونكم ويقتلونكم وأبناءكم، حتى نساءكم، فهم لا يستحيون.علموكم أن تتركونا، وتغضون النظر عن مكرنا وكيدنا، فنحن من خنا أخانا من أبينا النبي ابن النبي، وجعلتم تتهمون أنفسكم، ولخيبتكم، صار همكم (هن) إذ ترون فيما لا ترون (إن كيدكن عظيم). لقد عرفنا وفهمنا وعملنا بينما أنتم عنا غافلون، وعن الظلم ساكتون، قانعون، وعلى هوى السلطان تعاليم دينكم تُؤَوِلون، وعلى حسب هذا الأفاق، وذاك تكفرون.عزمنا أن تكون لنا قوة نرهبكم بها، والأهم، قررنا أن تكون لنا حصون، ولكن هذه المرة حصوننا وجدراننا ستكون منكم. حماتنا حكامكم، ما نملي عليهم سيفعلون. باسم الدين سيقتل بعضكم بعضا، وتشردون، ستنزحون، وإلى حيث نريد بعيدا ستهاجرون، ستنشدون أعداءكم، من تعاونوا معنا عليكم، ستفرون من حكامكم، من صنعنا، وستجدون عند أحلافنا الملاذ، وستفرحون بهم، وستعدون فراركم من أرضكم إنجازاً ما بعده إنجاز، وستشهدون ان العيش في بلاد يوما ما ستنكركم فخاركم وهو الهناء. والأرض من بعدكم ستكون لنا. قاتلناكم بأيديكم، ما سقطت منا قطرة دم، وما ذرفت عيوننا دمعة على فقيد. الحرب منكم وعليكم، أدواتها أنتم، أسلحتها فيكم. سرقناكم في وضح النهار بعلمكم وبارادتكم، أغرينا، وقتلنا علماءكم. انتم عاجزون، ضائعون، ما بقي لكم ما به تتفاخرون، فبتم خضر المرابع تبكون، بسود الوقائع وبيض الصنائع تحلمون، وحمر المواضي تفقدون، أما الأمَر، فمجدكم ذاك العظيم صار منكم له منكرون. مضحك أمركم. سترحلون وتخلوا أرضكم لنا. ها قد نسيتم قضية لطالما اقلقتنا، كم كنتم ترعبوننا حينما كنتم تنادون، فلسطين عربية.. قادمون يا فلسطين..ولكن ما الذي حدث، كنا قليل، كنا ضعفاء، كنا غرباء، أما اليوم فنحن بفضل من إئتمنتم صرنا كثير، أقوياء، وأصحاب الأرض. أما أنتم، فتبحثون عن أرض أمنة، عن وطن، عن دين عن هوية، عن أي ما به تتشبثون. اسمعوا وعوا يا من تقولون انكم اتباع (محمد)، اليوم ما عدتم كذلك، صرتم اتباعنا نحن “بنو صهيون” ما دام فيكم كيهوذا يبيع، ما دامت النفوس الزكية تغتال في أرضكم، والدماء الطاهرة تراق، ما دام من جعلناهم أئمتكم على العروش يتربعون. ولكن لا

نستطيع أن نخفيكم سرا لأمرٍ لطالما ضج مضاجعنا، وأثقل كواهلنا، ستبقى عيوننا مترقبة خائفة، وستبقى في قلوبنا رجفة، وأية رجفة، وستبقى في نفوسنا رهبة، ويا لها من رهبة، فما زال فيكم من يكبرون الله، بصدق به يؤمنون، ما زال من بـ يا (حسين) ينادون، ما زالت الروح، تلك التي تقتلع أبواب الحصون .