في الوقت الذي يواجه فيه العراق هجمة عنيفة لامثيل لها باتت تهدد كيانه ومستقبله ووجوده ، وفي الوقت الذي تسيل فيه دماء خيرة أبنائه كالأنهار في ساحات القتال والشوارع والمقاهي وفي كل مكان تطاله يد الارهاب الآثمة , وفي الوقت الذي هجًر وتشرًد فيه الملايين من العراقيين من بيوتهم ومدنهم وقراهم بعد أن أصبحت بيد تنظيم داعش وباتوا يعيشون في العراء بلا مأوى أو طعام أو شراب ,وفي الوقت الذي أستشرى فيه الفساد ، وتفاقمت الازمات ،واصبح الوطن على حافة الانهيار والضياع وراح الشباب يهاجرون ويفرون منه بالآلاف عابرين بحار الموت بحثاَ عن حياة كريمة وآمنة..وسط كل هذه الظروف العصيبه والقاسية كان المنتظر من مجلس النواب العراقي أن يلتفت الى هذه الازمات الخطيرة التي يعاني منها البلد فيشرع فوراَ بسن وتشريع القوانين التي تحد من معاناة الناس ، وتحل أزماتهم ومصائبهم ,ولكن الغريب والعجيب أن مجلس النواب الموقر تجاهل كل هذه الويلات والمحن فأتحفنا بقرار فريد من نوعه ولاحد لصفاقته وسماجته ،وفي غير وقته ولا محل له من الاعراب ، ويدل دلاله واضحة على ان مجلسنا الموقر بجميع أعضائه يعيش في وادِ بينما الشعب يعيش في وادِ آخر ..وألا فما معنى أن يصدر مجلسنا العتيد في هذا الوقت بالذات قراراَ بحجب المواقع الاباحية ..
أن هكذا قرار وفي ظل هذه الظروف العصيبه الراهنة التي يمر بها العراق لا يصدر الا عن عقول مريضة وقاصرة،ونفوس ميته لا تعي أو تدرك هول المعاناة والمأساة التي يعيشها المواطن العراقي ,وتريد فقط ان تظهر بمظهر المدافع عن الاخلاق والفضيلة متناسية ان السلوك الاخلاقي الصحيح يكمن في توفير الحياة الحرة الكريمة للمواطنين,وسن التشريعات والقوانين التي تحفظ وتصون حقوقهم وتوفر فرص العمل للعاطلين منهم,وتعيد النازحين الى بيوتهم أو على الاقل توفر لهم المأوى والمسكن اللائق ,وتلتفت الى آلاف الاسر التي فقدت معيلها وتوليها الرعاية والاهتمام الذي هي بأمس الحاجة اليه حتى تعود البسمة الى شفاه الآلاف من الاطفال الذين فقدوا آبائهم,والأمهات اللواتي فقدن أبنائهن,والزوجات اللواتي خسرن أزواجهن لا أن تصدر قراراً بحجب المواقع الاباحية.
لقد كان الاجدى و الاجدر بكم يا أعضاء مجلس النواب المحترمين أن تلتفتوا الى كل هذه المطالب وغيرها والتي ظل المتظاهرون طيلة شهر ونصف ينادون ويطالبون بها وتسارعوا الى تحقيقها لا أن تصدروا هكذا قرار لا معنى له ..
أن قراركم هذا يدل على أنكم جميعاً وبلا أستثناء مجردين من أيه فضيلة ولا تمتلكون ذرة أخلاق .
