23 ديسمبر، 2024 1:20 م

ما حك جلدك مثل ظفرك ..   

ما حك جلدك مثل ظفرك ..   

لايبدو ان العراق سوف يشهد ما أطلق عليه ” الربيع العربي ” في كناية الى حركة الاحتجاجات والانتفاضات التي آلت الى رحيل اعتى الديكتاتوريات في العالم بدءاً ” بزين ، ثم صالح ومبارك ومعمر .. وفي الطريق بشار ” ويا لها من اسماء توحي بالتفاؤل والصلاح والاعمار والبركة والبشارة ، انتفاضات دفع ثمنها دماً غالياً وشهداء سقطوا وبنية تحتية مدمرة من اجل البدء بعصر جديد وبزوغ فجر جديد يطلع على هذه الشعوب في غياب الدكتاتورية وحلول عهد الديمقراطية . وقد استبعد المراقبون حصول مثل هذا الشيء في العراق لأن المشهد السياسي العراقي يشهد انقساماً حاداً على المستوى الشعبي وانقساماً اكثر حدة على المستوى الحكومي والسياسي والفئوي . فأصبح من الصعوبة بمكان ان يلتف الشعب حول رسالة اصلاحية تستهدف القيادات الفاسدة وتهدف الى تصحيح المسار السياسي وتغليب صوت المواطنة على الصوت الفئوي او الطائفي او القومي .ويعزز هذا القول الاحتجاجات السابقة والتي عمت معظم مناطق العراق العام الماضي احتجاجاً على سوء الخدمات ونظام المحاصصة والفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة ولم تفضي الى شيء سوى مبادرة رئيس الوزراء بتحديد مئة يوم للوزراء بتحسين اداء العمل في وزاراتهم ، وبعد انقضاء المهلة تبين ان الوزراء يؤدون عملهم على اتم وجه وأن الشعب كان ( متوهماً ) في مطاليبه . وأنفضت الاحتجاجات دون نتيجة تذكر … ومع نشوب هذه الاعتصامات في محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى ورفع المتظاهرين لجملة مطالب على الحكومة المركزية تنفيذها .. وتبين من هذه المطاليب انها مطالب معقولة ولسيت مستحيلة التنفيذ او تعجيزية ، وكان الاجدر بالحكومة معالجة مثل هذه الاشكالات حتى قبل ارتفاع الاصوات المطالبة بحلها او رفع الغبن عن العديد من المعتقلين الابرياء الذين لم يعرضوا لحد الان على القضاء والكف عن الانتهاكات بحق المعتقلات العراقيات من قبل افراد ( عراقيين ) .. ويجدر الاشارة ان العديد من هؤلاء المعتقلات تم اعتقالهن بدلاً من ( شخص هارب او مطلوب للعدالة ) لاجباره على تسليم نفسه .. وهذه مخالفة صريحة لابسط قواعد حقوق الانسان والاعراف الدولية والشرائع السماوية . واذا اقررنا بصعوبة حصول (ربيع عربي) في العراق فان مصير هذه الاحتجاجات سيطويها تغاضي الحكومة وتسويفها ومماطالتها الى ان تزول وتتلاشى .وينفض الجمع وتخرج الحكومة وهي اشد بأساً وأشد تنكيلاً . رغم ان جميع مطالب هذه الجموع التي خرجت لاتتعدى ابسط حقوق الفرد العراقي البديهية .. وليست هي من الكماليات او هي مطالب ترفيهية نرقى بها الى مصاف المواطن في الامارات او قطر .. مع التحذير من استغلال هذه المظاهرات من قبل ” الطارئين ” على العملية السياسية او المغامرين الذين ينوون الدخول في مغامرة الانتخابات القادمة لحشد التأييد لهم ولبرنامجهم الذي لايتعدى سوى ” استبدال فاسد بأفسد منه ” .. ويبقى صاحب الهم الاكبر والمعاناة الأشد والرقم السهل في جميع المعادلات .. هذا الشعب الذي ينجرف لابسط الدعايات الانتخابية ، وكأنه حقل تجارب يستطيع اي صاحب وجهة نظر معادية لمن اَلحق غبناً بالشعب من استمالته وتحشيده .. ثم يتخلى عنه بعد انقضاء معمعة الانتخابات . فالى الجموع الغاضبة والتي خرجت لرفع الظلم والمطالبة بابسط الحقوق ومنعاً من انفراط عقد الاحتجاجات ان تعمد الى تشكيل لجنة من خيرة المشاركين في هذه المظاهرات وتفويضها بمهمة التفاوض مع الحكومة المركزية او تفويض مجلس المحافظة ليطالب بهذه الحقوق المشروعة لأن عامل الوقت يصب في صالح الحكومة المركزية ويبعث الملل في صفوفكم ، وأذا عجزت او رفضت الحكومة تنفيذ مطالبكم فاولى لكم ان تديروا شؤون محافظاتكم بأنفسكم .. وليس ذلك بجرم او خيانة ..