7 أبريل، 2024 2:28 ص
Search
Close this search box.

ما حقيقة “قصة اغتيال الكاظمي (من الألف الى الياء)، التفاصيل الكاملة لما قبل الحادث وما بعده”؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تدور في وسائل التواصل الٱجتماعي هذه القصة المفعمة بالإثارة والتشويق (المصدر 1)، ويتداولها المتعلمون والمثقفون لأنها “تكشف أسرارًا خطيرة” و “مسرحية ٱحتيال” عن محاولة ٱغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التي حدثت بعد منتصف ليلة يوم السبت 6 على يوم الأحد 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، بثلاث طائرات مُسيَّرة ٱستهدفت منزله في المنطقة المعزولة (الخضراء). وبعد البحث والتنقيب عن أصل القصة وراء القصة وتحليل المقالة، وجدنا ما يلي:

 

1. ٱِنفردَ موقع “بغداد تايمز نيت” بنشر هذه المقالة المنشورة بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 (المصدر 1)، ثم نشرتْها مواقع أخرى، مثل “مجلة العصر” (المصدر 2) و “المعلومة” (المصدر 3) و “كنوز ميديا” (المصدر 4) و “أمة واحدة” (المصدر 5)، وهي مواقع تديرها الحكومة الإيرانية، وتُطلِق على نفسها صفة “المستقلّة”. ولم أعثر على المقالة في أي مكان مستقل ومعروف بٱستثناء المتداوِلين في مواقع الفيسبوك والواتساب.

2. يستعير الكاتب ٱسم “سلام عادل” وهو الٱسم الحركي لشخص حسين أحمد الرضي السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي (1956 – 1963)، وذلك للتعمية على الناس بأنه شيوعي بينما هو إيراني يجيد العربية إلى حدٍ ما، ويَتبَع لما يُسمّى “ولاية الفقيه”.

3. برغم حرص الكاتب على إخفاء هُويته الإيرانية فإن بعض الكلمات تفضحه؛ من قبيل الإشارة إلى الإرهابي قيس الخزعلي بأنه “الشيخ قيس الخزعلي”، والجريمة التي ٱرتكبتها عناصر الأحزاب الإيرانية عندما حاولت ٱقتحام المنطقة المعزولة (المُسمّاة الخضراء) والٱعتداء على القوات الأمنية العراقية بأنها “جريمة قتل متظاهرين ينتمون لحركة عصائب أهل الحق”، ويشير إلى الكاظمي بدون “أل التعريف”، أي “كاظمي” على الطريقة الإيرانية، ويذكر الوقت هكذا، “وعلى الساعة الثالثة فجراً”، بالإضافة إلى عدد كبير من الأخطاء الإملائية التي لا تليق بأي كاتب باللغة العربية. ويختتم الكاتب مقالته الخيالية بقوله إن “العملية لم تكن (اغتيال) وإنما (احتيال).

4. وتُصِرّ العناصر التابعة لإيران على وصف المجرمَين المُعتديَين الذَين قُتِلا أثناء ٱشتباكهم مع القوات الأمنية بأنهما شهيدان، ولكنهم في الواقع يستخدمون لغة الجمع لتهويل الموضوع برغم وضوح الجريمة.

5. سارع الإعلاميون المرتزقة التابعون للأحزاب الطائفية العميلة الحاكمة إلى تبنِّي ونشر المقالة وتداولها في وسائل التواصل الٱجتماعي لتصلَ إلى أكبر جمهور ممكن في الفيسبوك والواتساب وتويتر.

6. التفاصيل الواردة في المقالة تُوحِي وتَدلُّ بشكل مباشر على شيء واحد، وهو أن الكاتب ربّما هو المرافق الشخصي الخاص لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ويعلم كل كلمة وحركة عنه وربّما يرافقه حتى في نومه وذهابه إلى الحمّام. أو أن هذا الكاتب هو في الواقع واحد من الجواسيس والعملاء الإيرانيين المزروعين في كل مفاصل “دولة العصابات” وهي “الدولة الفاشلة” في العراق. وإلّا من أين له كل هذه المعلومات الدقيقة عن تحركات مصطفى الكاظمي وغيره؟

7. وإذا كان الكاتب لا يتمتع بهذه الوظائف الأمنية الخاصة فإن مقالته بكل تفاصيلها خيالية مُختلَقة وإعادة صياغة للأحداث بعد حدوثها بما ينسجم تمامًا مع موقف الحكومة الإيرانية من عصاباتها الموجودة ضمن “هيئة الحشد الشعبي” والوزارات ومجلس النوّاب والتي خسرت كثيرًا من مواقعها بعد الٱنتخابات الأخيرة بتاريخ 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وتريد الآن فرض إرادتها بالعنف. وقد أشرنا في مقال سابق قبل الٱنتخابات (المصدر 6) بأن الٱنتخابات مزيَّفة من أساسها ومبدئها وقوانينها. أما من الناحية الإجرائية وعدد الأوراق في صناديق الٱقتراع والقوائم فهي نتائج واقعية وحقيقية وصادقة إلى حدٍ كبير، ولا داعي للتشكيك بصحتها إطلاقًا.

8. أظهر عملاء إيران في العراق كل ما لديهم من مهارات كلامية وإعلامية وتنظيمية للتشكيك بصحة نتائج الٱنتخابات وتوجيه الٱتهامات للكاظمي بأنه عميل أمريكي يحكم العراق، وروّجوا كثيرًا لكل أنواع “نظريات المؤامرة” لإقناع الغافلين من الناس. وحسب زعمهم، فإن كل ما يحدث الآن هو “مجرّد أفلام” و “مسرحية مكشوفة” من إخراج مصطفى الكاظمي والسفارة الأمريكية في بغداد. ولعل الإرهابي قيس الخزعلي، زعيم ما يُسمّى “عصائب أهل الحق”، هو واحد من أشرس العملاء المجرمين الإيرانيين وأكثرهم عنفًا، إلى جانب ما يُسمّى “كتائب حزب الله” و “حزب الدعوة الإسلامية” وغيرها من التنظيمات التابعة لإيران.

9. إن مجرّد تداول عبارات، مثل، “روايات متضاربة، مسرحية مكشوفة، قصة مفبركة، تدويل القضية، الكاظمي هو المستفيد الوحيد، أمريكا هي المستفيدة الوحيدة”، وغيرها من العبارات التي أبدعت العناصر الموالية لإيران بصياغتها ونشرها في كافة وسائل الإعلام (المصدر 7)، هو ليس تسخيفًا للعقل الإنساني وحسب وإنما أيضًا لإرباك الناس وتهيئتهم لقبول الروايات الرسمية الإيرانية ولكن بطرق غير رسمية.

10. منذ بداية الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني (سنة 2003) أكَّدنا أن الحرب الأهلية في العراق ليست بين العرب والأكراد والسنة والشيعة وغيرهم، وإنما هي بين المقاومة الوطنية وبين العملاء وقوات الٱحتلال. والصراع الدائر حاليًا بعد كل ٱنتخابات هو ليس بين الشيعة والشيعة، أو السنة والسنة، أو الأكراد والأكراد، أو التركمان والتركمان. وإنما الصراع هو بين العناصر الأشد طائفية وعمالة للدول الأجنبية، لا سيما إيران، وبين العناصر الأقل عمالة، أو التي تريد الٱستقلال عن التبعية لإيران على وجه التحديد، كما هي الحال مع عصابات مقتدى الصدر. وتفاقمت هذه المعضلة سنة بعد أخرى، وخاصة بعد ٱنهيار العصابات الوهّابية الإرهابية (العواهر) المُسمّاة “داعش” في مناطق وسط وشمال العراق. وخلالها أصبحت العصابات المسلحة التابعة لإيران جزءً أساسيًا مِمّا يُسمّى “هيئة الحشد الشعبي” التي أسَّسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وذلك بثلاثة أشهر قبل صدور فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف.

11. إن الصراع الطائفي الحزبي الدائر بعد كل ٱنتخابات عامة (مزيَّفة) هو بالأساس صراع العصابات الإجرامية على ٱقتسام الغنائم المادية والسياسية والمعنوية، كلٌّ حسب قوَّته المسلَّحة ونفوذه في السلطة الغاشمة. ولأنّ الدستور باطل والقوانين باطلة منذ البداية، فإن المتصارعين يتظاهرون بأنهم يستندون إلى تلك المنظومة القانونية الفاسدة، ويُسَخِّرون وسائلهم الإعلامية المتنوعة و “الخبراء والمحلِّلين السياسيين” أن تنقل جانبًا من الصراع أمام الناس، على أساس أن “البلد يمرّ بأزمة دستورية خانقة”، والموضوع “يمرّ في عنق الزجاجة”، ونحن الآن “في الدقيقة الأخيرة من الساعة الحادية عشرة ليلًا”، وكأن يوم القيامة سيحدث في بداية اليوم الجديد إذا لم يتوصّلوا إلى “ٱتفاق الأشراف”. وحالما يتوصّلون إلى “ٱتفاق الأنذال المجرمين” خلف الأبواب المغلَقة ويقتسمون الغنائم حسب نظام المحاصصة الطائفية وتوزيع الوزارات والسفارات والمقاولات الضخمة يُعلِنون في وسائل الإعلام عن توصّلهم إلى “ٱتفاقات صعبة” في اللحظة الأخيرة، وكأنهم أصحاب الفضل والمِنّة على الشعب العراقي، لأنهم “أنقذوا البلاد من حرب أهلية وشيكة وٱنهيار الدولة”، وغيرها من التخرُّصات السخيفة المعهودة منهم.

 

لذلك عَودًا على بَدء، فإن “التفاصيل الكاملة لما قبل الحادث وما بعده” لتوضيح “قصة اغتيال الكاظمي (من الألف إلى الياء)” من تأليف الشخص المزيَّف “سلام عادل” هي في الواقع تخاريف من نسج خيال الحكومة الإيرانية على لسان عملائها في “هيئة الحشد الشعبي” ومجلس النوّاب والوزارات والمؤسسات الأمنية والإعلامية المنتشرة في كل مكان وبشتى اللغات، وتهدف بشكل سافرٍ إلى السخرية من عقول المتعلمين والمثقفين في العراق.

الكاتب: الدكتور علي جاسم العبادي

الأربعاء، 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

 

المصادر:
1. Accessed: Tuesday, November 16, 2021
https://www.baghdad-times.net/2021/11/11/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b8%d9%85%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%a1/
قصة اغتيال الكاظمي (من الألف الى الياء) التفاصيل الكاملة لما قبل الحادث وما بعده
كتب / سلام عادل
اخبار العراق السياسية
بغداد تايمز

2. Accessed: Tuesday, November 16, 2021

قصة اغتيال الكاظمي (من الألف الى الياء) التفاصيل الكاملة لما قبل الحادث وما بعده

3. Accessed: Tuesday, November 16, 2021
https://almaalomah.me/2021/11/12/563963/

4. Accessed: Tuesday, November 16, 2021

قصة اغتيال الكاظمي (من الألف الى الياء) التفاصيل الكاملة لما قبل الحادث وما بعده

5. Accessed: Tuesday, November 16, 2021
https://www.ommahwahda.com/?p=237176

6. Accessed: Tuesday, November 16, 2021

الدكتور علي جاسم العبادي: تنبؤات غير فلكية عن الٱنتخابات العراقية في 10 تشرين الأول 2021


تنبؤات غير فلكية عن الٱنتخابات العراقية في 10 تشرين الأول 2021
الدكتور علي جاسم العبادي
الأربعاء، 06 تشرين الأول/أكتوبر 2021

7. Accessed: Tuesday, November 16, 2021
https://www.alaraby.com/news/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-62909
روايات “متضاربة” حول محاولة اغتيال الكاظمي.. تورط إيراني أم مجرد “مسرحية”؟
الثلاثاء 9 نوفمبر 2021
التلفزيون العربي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب