18 ديسمبر، 2024 5:03 م

ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا

ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا

منذ اكثر من اربعين عام وسوريا مبتلية بالكوارث والشعب السوري من شقاء الى بؤس بسبب النظام الذي ارتكب ابشع الجرائم بحق هذا الشعب العظيم، ولكن ما الذي تغير في سوريا النظام حتى تتقاطر الوفود للتضامن مع من صنع المآسي لهذا البلد بدءً من قصف حماه بالمدفعية والطائرات وقتل اكثر من 40 الف مواطن، ومن ثم جاء الابن الضال ليكمل مسلسل الاجرام بالبراميل المتفجرة وبالاسلحة الكيمياوية بمرأى ومسمع من دهاقنة حقوق الانسان في العالم الذي يدعي التحضر ولا احد يحرك ساكن لان المطلوب بقاء هذا النظام الذي اسدى أعظم الخدمات للغرب الاستعماري حيث تم تسليم الجولان الى اسرائيل بلا قتال وبعدها الاعلان عن سقوط القنيطرة قبل احتلالها، مما يعني ان تدمير سوريا كان هدف غربي امريكي اسرائيلي ايراني، أي عندما انطلقت انتفاضة عام 2011 ايقنت تلك القوى ان النظام غير قادر على ايقافها ولابد من شيطنتها بادخال داعش في صفوفها ومن ثم تشجيع امريكا على دخول ايران ثم روسيا لتكونا ادوات تدمير لمكامن القوة في شتى مفاصل الدولة السورية ليتسنى اضعاف سوريا الدولة وسوريا الشعب العنيد لان الشعب السوري كان منارة العمل العروبي والفكر القومي والشعلة التي انطلقت منها حركات التحرر، ولهذا كانت سوريا مصدر قلق لاسرائيل ولابد من تدميرها بايدي تلك الجهات التي استقوى بها النظام على الشعب بعدما قايض الدولة بكرسي الحكم ليكتمل مسلسل ذبح سوريا تحت يافطة المقاومة، وما زيارة الوفد البرلماني العربي ليس الا دعم لهذا النظام المجرم على حساب الشعب، اي ان تقاطر الوفود ليس الا كونهم مأمورين لتنفيذ مشروع عالمي جديد واصطفاف دولي وفق معطيات الحرب الاوكرانية لجعل العالم في دائرة القطب الواحد لمجابهة روسيا والصين واكيد بدءً من الشرق الاوسط الحلقة الاضعف فضلاً عن كونها المنطقة الاغنى في العالم لهذا الكلاب المسعورة تحوم حولها منذ عقود لانها بنك التمويل وصاحبة السلعة الاستراتيجية التي لازالت تتحكم في الاقتصاد والاسعار العالمية، لذلك اصبح ترتيب المنطقة من الاولويات بما يخدم مصالحهم فضلاً عن جعل ايران البعبع والخطر الاكبر، ولا بد وان ترتمي دول النطقة باحضان اسرائيل حسب مقولة من يريد تدمير ايران لابد وان يمر باسرائيل مثلما بالمقابل تقول ايران طريق التحرير يمر بكربلاء وصنعاء ودمشق وبيروت والبرازيل، دون الادراك ان ايران واجهة لخداع دول المنطقة لانها منذ عقود وهي تتظاهر في العلن بالعداء الى امريكا والغرب واسرائيل بينما في الخفاء التعاون معهم قائم على قدم وساق، واليوم بات الجميع يسمع الاسطوانه التي تطرب اصحاب الخيال الواسع بأن هناك خمس نقاط فرضتها امريكا على حكومة العراق بسيف الدولار الذي باتت تلوح بة الخزانة الامريكية وادت الى عودته لبيت الطاعة الامريكي وهناك خمس تهديدات امريكية وجهت الى سوريا نقلها الوفد البرلماني العربي واولها الابتعاد عن ايران والعودة الى الحضن العربي والمضحك في هذا الامر ان الذي يقود هذة الحملة هو العراق الغارق في عسل الحضن الايراني وبرضى امريكي مما يعني ان موضوع اعادة سوريا الى الحضن العربي اضحوكة كما هو العراق الذي عاد الى الحضن العربي المزعوم عن طريق ركلة كرة القدم في خليجي 24 والاكثر سخرية اصبح حكام العراق هم من يروجون الى جر سوريا لهذا الحضن العربي الدافئ الذي لا يعدو سوى توزيع ادوار لتحقيق غاية اكبر وهي اصطفاف دولي وراء القطبية الامريكية وفق نظرية من لم يكن معي فهو ضدي خوفاً من الميل نحو اقطاب دولية صاعدة بعد تهاوي النظام الدولي الاحادي وتآكل القدرة الامريكية المتهاوية .. لهذا الموضوع ليس الا ضحك على الذقون وتمنيات لانتشال سوريا من المركب الروسي الايراني الى المركب الامريكي بحجة دوافع انسانية للمساعدة على ما خلفه الزلزال من دمار، بينما الجميع يعلم ان النظام السوري ليس بصاحب قرار والامر لا يعدو سوى تمثيلة لجر السائرين وراء التوهان الى حواتيت ما انزل الله بها من سلطان حيث نجد كل يوم قصة، مرة اللهثان وراء التطبيع، ومرة الجري وراء الديانة الابراهيمية، ومرة تتراكض هذة الجموع الى ايوان بشار الاسد بحجة المساعدات الانسانية، بينما النظام السوري اول من تاجر بالمساعدات الانسانية ومنع وصولها الى المناطق المنكوبة، حيث شوهدت تلك المساعدات معروضة للبيع في الاسواق المحلية .. أيعقل ان تستغفل عقولكم لهذا الحد ياممثلي الشعوب المبتلية فيكم لماذا هذا الانقياد وراء الخداع الامريكي فأنكم بهذا العمل تقدمون الدعم للنظام السوري والايراني وليس للشعب السوري فالاولى اصلاح انفسكم ومساعدة شعوبكم قبل اصلاح احوال الغير .. والله المستعان.