ان ما حدث في كربلاء قد كشف عن حقائق ربما كانت غائبة عنا وقد حددت حقيقة الانسانية من عدمها في نفوس اولئك المتأسلمين او المستشيعين – لو صح
التعبير – اولئك الذين ادعوا انهم ولاة الامة وهم اولى الناس من انفسهم فأين هم مما حصل في ذلك اليوم المفجع ، فأين استنكارهم واين شجبهم ؟
ولو تنزلنا عن ذلك كله وقلنا مع الرعاع ان السيد الصرخي اسرائيلي وصهيوني وبعثي وما الى ذلك من افتراءات وتهم لا تمت للإنسانية بصلة وسبحان الله فهي كالنار في الهشيم عند البهائم ، فاين حماة الدين واين المدافعون عن الاسلام وعن مذهب امير المؤمنين عليه السلام ؟ كيف يرضوا هؤلاء ممن يدعي انهم مراجع ان يأتي مندس وعليه آلاف الشبهات وهو يقلّب بالتاريخ الاسلامي ويصحح العقيدة المذهبية ويشخص العلل والسقم في جسم التاريخ ؟؟ عيب عليكم
وايما عيب هو ؟ فأين علمكم واين وعيكم ؟ لماذا التخاذل عن نصرة الاسلام ؟؟ يكفي ما لحق الدين عبر هذه الازمان حتى يأتي الصرخي فان تخاذلتم عن ذلك فأنتم شر الاشرار وحقا انكم ائمة الضلال ، وبئس الدين والمذهب ان كان الاسرائيليون والارهابيون – على حد زعمكم – يغيرون على تاريخكم وعقائدكم؟
فان سكتم فلي الشرف ان اقتنع واتبع السيد الصرخي وان رددتم فلا تردوا بالمجازر والتمثيل بالجثث وحرقها بل ردوا الفكر بالفكر فالحديث يقول (اذاظهرت الفتن في امة محمد فعلى العالم ان يظهر …) ماذا يظهر ؟ هل يظهر انتهازيته ؟ ام يظهر عنجهيته ؟ ام يظهر اضطلاعه بالقتل والترويع ؟ ام يظهر فراغه وجهله ؟ ام الحديث يقول ان يظهر علمه ؟ فاعتبروا ان الصرخي فتنة نعم اعتبروه فتنة واظهروا علمكم ودافعوا عن اسلامكم ومذهبكم وعقائدكم ودينكم واخلاقكم وعرضكم وشرفكم ؟ هيا ماذا تنتظرون يا ايها المراجع الاعلام ؟
ولكن ما حدث في كربلاء انعكس يقينا ان هؤلاء تجار الدم والسياسة فسكوتهم رضا وامضاء بل مشاركة في الجريمة شاءوا ام ابوا ؟ ولكن مادام الجهل سائد في عقول الامة ويصدقون كل ما يقال بالكذب والافتراء ويرون التصنيم والتقديس الا معقول فحتما كل ما يجري في العراق من سيل للدماء هم يسيرون في ركبه وهم احد الاطراف لأنهم سلموا زمام امورهم للنكرات للا وجود لهم
الا في حالات الخندقة الطائفية والتعصب المذهبي.
بالأمس صدام كان يفعل ما يفعل وكنا نقول ان سكوتهم كما يروجون هم (تقية) ولكن اليوم وان السلطويين اتوا بفتوى وبحث من الرموز الدينية فاصبح كل ما يجري في العراق بسببهم وبسبب سكوتهم وفتاواهم العشوائية ولكن العتب كل العتب على الاتباع الرعاع فالعراقيين صناع الطواغيت ومعمل انتاج الفراعنة لذا فالاستخفاف بهم وتجويعهم سمة السلطويين والرموز الدينية ومع هذا
الاتباع الرعاع يوالونهم بكل جهل وتعصب لأنهم كـ(البزازين) و(البزون يحب خناكة) .
على كل حال ففي كربلاء كشفت اللثام عن الحقيقة وصار على كل عراقي ان يميز بين الغث والسمين وبين الابيض والاسود فان سكتوا كما سكت رموزهم فلا يلوم احد الا نفسه ففي الدنيا تفجير وتفخيخ وتقتيل وغدا في الاخرة سعير واليم.