11 أبريل، 2024 2:39 ص
Search
Close this search box.

ما حجبه الله عنا كان اعظم!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحكى عن رجل مسن خرج في سفر مع إبنه، إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائما ما يردد قول: ما حجبه الله عنا كان أعظم! وبينما هما يسيران في طريقهما، كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم! فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق.
بعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جراً فقال:ما حجبه الله عنا كان أعظم!فقام الإبن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره، وإنطلقا يكملان مسيرهما الطويل، وفي الطريق لدغت الإبن أفعى سامة، فوقع على الأرض وهو يتألم، فقال الرجل:ما حجبه الله عنا كان أعظم! وهنا غضب الإبن وقال لأبيه:أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟!
عالج الوالد المسن ولده بعلاج، ضد لدغات الأفاعي كان يحمله معه، وشفي الإبن وأكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمَنْ فيها، فنظر الرجل لإبنه وقال له: إنظر يا بني: لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا الطويلة، لكنا وصلنا في ذلك اليوم، ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع مَنْ هلك!
أيها الجهلاء القابعون في فنادق وحواضن الأردن الإرهابية، وأنتم تتشدقون بخطابات فارغة بإسم الوطن، تذكروا أنكم مَنْ بعتم وطنيتكم للخارج، فالزلزال أولى أن يصيبكم، كما أصيبت عقولكم وضمائركم، لكي تستريح القلوب من طائفيتكم المقيتة، ومخططاتكم الخبيثة، ولولا كلمة سبقت من ربنا لأصابنا ما هو أعظم، لكن فتوى الجهاد الكفائي المقدس، التي أطلقها زعيم المرجعية الرشيدة، حجبت عنا ما كان أعظم!
دخلت الأفاعي والجرذان من مناطقكم، وإحتضنتم كل رذيلة، متوهمين بأن الحقوق المغتصبة ستسترجع، وكأن الشريك الآخر في الوطن قادم من المريخ الأحمر، فجعلتم أيامنا حمراء من كثرة الدماء، ولياليكم حمراء من فجوركم، فشتان مابين الثرى والثريا، ثم أن السفر لمدينة الديمقراطية والحرية، يحتاج لتضحيات جسام، والنفوس القوية لاتعرف اليأس أبداً، لأن مع العسر يسراً، لذا حجب الله عنا ماكان أعظم!
هل يعتقد بعض السذج، بأن أوضاع العراق أمس أفضل من اليوم، أم على قلوب أقفالها؟ فدماء الأبرياء سالت بصمت، وممنوع حتى العزاء والبكاء، والشعب رهين المحبسين(الموت والعزلة)،حيث تعسكرت حياتنا على يد القائد الضرورة، والآن بعد سقوط صنمهم، وضعوا بديلاً لداعش وأخواته لإبادتنا، لكن هناك أموراً تبدلت، فحضور المرجعية الرشيدة وتوجيهاتها، ووجود الدولة، والدستور، والإنتخاب، كلها دفعت عنا ما كان أعظم.
العراق يستعيد عافيته شيئاً فشيئاً، وبدا دوره الإقليمي واضحاً، ومازيارات رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، إلا الحلقة الأهم بإستعادة هذا الدور الريادي، بالمنطقة العربية الساخنة، وهو أمر نابع من عمق رؤيته، بضرورة محو الصوررة المشوهة عن تبعية العراق لإيران، كما تصب على تعميق العلاقات الإقتصادية، والثقافية، والسياحية بين البلدين، فعندما تتكاتف الجهود وتتوحد المواقف، سيدفع الله عنا ماكان أعظم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب