11 أبريل، 2024 7:53 م
Search
Close this search box.

ما جرى ويجري فى العراق لم يتوقعه عاقل ولا فى الاحلام فاين الحل؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل حوالي نصف قرن ونحن يافعين اتذكر مرة قلتها لاصدقائي (الله يدري كيف سيكون العراق فى سنة 2000 اتوقع ان يكون ارقى بلد فى العالم لما له من مقومات مادية ومعنوية ورزقه الله اكثر من اى بلد فى العالم .) لم يدر في خلدنا ان تتولى امور البلد بفلتة من فلتات الزمن عصابة البعث  همها الوحيد استخدام ثروة العراق  للاستمرار في حكمها الجائر للعراق  وتكريس خيراته  وناسه لماربها الذاتية. ولولا العراق غني جدا لما تمكنت عصابة البعث ان تستمر فى الحكم الذى اغتصبته اغتصابا اكثر من بضعة اشهر بسبب جهلها وجورها وتخلفها . لقد كانت تغطي على اخطائها وسوء ادارتها للامور بواسطة المال بالاضافة  لشراء الذمم. اثبت حزب البعث منذ تاسيسه بانه ليس حزبا سياسيا كباقي الاحزاب من خلال ممارساته واساليبه المافيوية وتكتيكه المبني على الغاية تبرر الوسيلة .وبدا بتدمير العراق منذ خروجه على الاجماع الوطنى باغتيال عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز 1958 ولحد الان. لم يكن الشهيد عبد الكريم قاسم عميلا للاجنبى ولا يعمل لنفسه واهله بل كان يعمل  حوالي 20 ساعة فى اليوم بكل اخلاص وحسن نية لخدمة الوطن والشعب. وبالاضافة فهل يوجد حزب سياسي في العالم يجبر الناس للدخول في حزبه ؟ ولا يهمه قوميتهم وهو حزب قومى ولا افكارهم او عقيدتهم او توجهاتهم او سيرتهم او اخلاقهم او مبادءهم. لانه كاي عصابة او مافيا يسلب ارادتهم ويوجههم كما يشاء كقطعان الماشية وبالضغط والارهاب او بشراء الذمم . وهل يوجد حزب حاكم لا يغار على سلطته ويعلم الناس ويشجعهم على التزوير والغش والاحتيال والغدر والخيانة والوشاية  والفتنة والتلاعب والتهريب وخرق النظام والقانون واستغلال النفوذ للمصالح الشخصية والرشوة وعمل رجال المؤسسات كرجال اعمال في نفس الوقت والدعاوي الكيدية والاغتصاب والسطووالابتزازوالتعذيب حتى الموت ولو للابرياء والبطالة المقنعة ودفع رواتب بدون عمل والتفرغ الحزبي وتحويل اعضاء الحزب الى رجال امن ومرتزقة لحماية النظام وكرسي (القائد الضرورة)واكراه اصحاب المواهب والمواطنيين عامة لتمجيد راس النظام  وبيعته والكيل بمكيالين اي ناس وناس اوبعدة مكاييل واخذ البريءبجريرة المذنب والتهجيروشراء الذمم والسخرة وقطع الطرق والاعتقال العشوائي وغيرها مما افرزت للوضع الحالي بشكل او باخر وبدرجة اكبر او اقل من نفس الممارسات .ولكل نقطة من هذه النقاط هناك دلائل وامثلة عديدة وليست كلاما جزافا او تطلق اعتباطا.ودرجة سوء النظام الحالي يدل على مدى سوء النظام السابق لاننا نحصد ما زرعه النظام السابق خلال عقود من ثقافة الفساد والتربية المنحرفة وخراب النفوس التى تحتاج الى جهود جبارة وزمن طويل لبناء ثقافة جديدة  وخاصة وان البداية كانت خاطئة بعد السقوط. وبالاضافة هل يوجد حزب في العالم يعمل بالضد من مبادئه ويتنكر لشعاراته المعلنة كالوحدة والحرية والاشتراكية ولا يطبق ايا منها ولو بالحد الادنى؟ .اسسوا للفساد وزرعوا ثقافة الفساد بكل اشكاله وخربوا النفوس بشكل متعمد  خلال عقود لدرجة بحيث وقف الذين يديرون البلد من بعدهم عاجزين عن تغيير ثقافة المجتمع  وتطهير اجهزة الدولة فانجرفوا مع تيار الفساد  وبنفس ممارسات النظام السابق وخاصة كونهم اتكاليين على الامريكان الذين تولوا الامور خلال السنتين الاوليتين بعد السقوط باعتبار المسؤولية الرئيسية على الامريكان الذين بدورهم شجعوا الفساد بكل اشكاله ولم يعملوا على الاقل بالايحاء بانهم يبنون ثقافة جديدة ليراجع كل من يحمل ثقافة النظام السابق نفسه .ولا غرابة لان الامريكان تنكروا لاهدافهم المعلنة من غزو العراق ببناء نموذج ديمقراطى يحتذى لتغيير وجه الشرق الاوسط بل انجروا وراء النفوذ الصهيوني فى الادارة الامريكية للامعان بتدمير العراق .بحيث تبنوا شعار الفوضى الخلاقة اوالبناءة لالهاء العراق بنفسه ليكون ضعيفا ذليلا ولا ينهض بامكانياته العظيمة حفاضا على امن اسرائيل.فشجعوا التعصب والتطرف بكل اشكاله لانه يخدم اسرائيل .فحلوا الجيش والاجهزة الامنية وشجعوا النهب والسلب وبذلك شجعوا اعداء العراق الجديد على اخذ موضع الهجوم  بدلا من الدفاع مما خلق ازمة ثقة بين المواطن والحكومة الفاسدة ولم يشجع المواطنين المخلصين التعاون مع الحكومة  خوفا من الاعداء. و فتحوا الحدود لدخول الارهاب من جميع دول الجوار بحجة القضاء على الارهاب على ارض العراق.فتغلغل الارهاب فى اجهزة الدولة خاصة الامنية منها بواسطة الفساد . فالفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة يغذي احدهم الاخر. ومما زاد الطين بلة تحالف وتعاون اعوان النظام السابق مع الارهاب بحجة مقاومة المحتل بحيث مدوا الارهابيين بالحواضن والمعلومات والتمويل لتخريب البلد كما صرحوا قبل سقوطهم المخزي بانهم لم يسلموا البلد الا خرابا.وبالاضافة فان الامريكان عينوا مستشارا امريكيا على كل وزارة بعدما فلشوا هيكلية الدولة بحيث كانت الاقسام الهندسية فى الجيش الامريكى عندما تحيل اى مشروع على اي مقاول عراقى اؤ اجنبى يقوم المقاول وباشراف الجهة الامريكية  باستعمال المواد والمعدات وحتى الكوادر العائدة للدائرة المعنية لتنفيذ العمل والمشروع غالبا. فهل هناك فساد اكبر من هذا الفساد في العالم؟ وكل ذلك ولم تتحرك غيرة وحمية اي من السياسيين او المسؤولين لتحدى الامريكان والاعتراض على اجراءاتهم الخاطئة عدا السيد باقر جبر الزبيدى عندما كان وزيرا للاعمار والاسكان فطرد المستشار الامريكى ولم يقبل بوجوده فى الوزارة  .                                              .المتعاطفين مع النظام السابق واعوانه واخرون يدعون بان الطائفية جائت مع الامريكان كما الارهاب . في حين ان نظام البعث هو من اسس للطائفية وكرسها :الم ينقل مئات العوائل باللوريات الى الحدود الايرانية وتركها في العراء لتهجيرهم الى ايران بحجة التبعية ؟ وبدون ان يسمح لهم باية امتعة وصادر جميع ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة بدون اي ذنب عدا كونهم من الشيعة؟ الم يصدر كتب رسمية تقضي بعدم توظيف اي من الشيعة او الكرد او المسيحيين فى اجهزته الامنية الخاصة؟الم يمنع الشيعة من احياء مناسباتهم المذهبية ومن زيارة العتبات ؟الم يسحب ائمتهم من الحسينيات الى المعتقلات وتعذيب قسم منهم لحد الموت وخاصة الشهيدين الامام محمد باقر الصدر واخته بنت الهدى؟الم يقم النظام باعمال الابادة الجماعية للاكراد والشيعة خاصة قبل انتفاضتهم وبعدها؟ وماذا يعني ان تقوم المحافظات الشيعية والكردية بالانتفاضة على النظام من دون المحافظات السنية؟ بالرغم من ان النظام كان جائرا بحق الجميع ووزع ظلمه على جميع مكونات الشعب العراقي ولكن خص الشيعة والاكراد باستهداف واضح .وماذا يعني تاسيس احزاب دينية مذهبية كالحزب الاسلامى للسنة وحزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى للشيعة؟ وحتى الارهاب الم يجلب النظام الاف الارهابيين الى العراق قبل السقوط للدفاع عنه؟ الامريكان عادة يتماشون مع واقع الحال الذي يطفوا على السطح ويكسبون مراكز القوى وخاصة الاقوى لتمشية مصالحهم ومخططاتهم ولا يامنون بالشعوب واصالتها.على الشعب العراقي الا ينسى المجرم الحقيقي الذي دمر البلد سابقا ولاحقا ولحد الان وهو عصابة البعث وهى التي افرزت لنا طاغية ارعن لا يحمل لا دين ولا مذهب ولا عقيدة او مبدا وانما راى فى حزب البعث ذاته الشريرة للتنفيس عن مركب جنون العظمة لديه.الم يسترخص الانسان العراقى ويذله بحيث كنا نتندر زمن النظام السابق بالقول ان ارخص شىء بالعراق الانسان والبنزين خاصة عندما كان السوق يرتفع والتضخم يصل الى 4000 دينار للدولار الواحد بسبب سوء الادارة والجهل والفساد اكثر مما بسبب الحصار.وبعدها رفع النظام سعر البنزين وابقى المواطن العراقى ارخص انسان فى العالم ولحد الان.مع العلم ان ابسط مقياس للحكم على اى نظام بمدى تمثيله لشعبه هو مقدار ما يعطي من قيمة وقدر لمواطنه.وان راس البلاء فى تدمير العراق هو الفساد لان المحاصصة الطائفية تهون لو كان الجميع مخلصين فى واجباتهم ولو بالحد الادنى حينها كل سيقدم احسن ما لديه لادارة البلد كخدام للشعب ويتنافسون على كسب ود ورضى المواطن وليس بيع المناصب فى المزاد وخاصة كما فى حالة كتلة القائمة العراقية. ولن يتنافسوا على المغانم  بصورة فاضحة ولن يفضلوا اسقاط وافشال الاخر على المصلحة العليا للوطن فيكونوا ايجابيين دائما عندما تقتضي المصلحة العامة وان كانوا معارضين وخاصة بما يخص مكافحة الارهاب.وعندما يتولى احدهم المسؤولية العامة من اي كتلة اوحزب كان ان يعمل لكل العراق والعراقيين لا ان يفضل مصلحة جماعته على المصلحة العامة .السيد مفيد الجزائري كان استثناءا عند توليه وزارة الثقافة بحيث عندما زاره قسم من الشيوعيين قال لهم لا تحسبوني شيوعيا وانا على هذا الكرسي بل ملك لكل الشعب ولن انحاز لكم وانا في هذا المنصب.
   لا يخفى بان حزب البعث  باعتباره زمرة صغيرة لدى اغتصابه السلطة عكف على جعل كل العراقيين بعثيين بالترغيب والترهيب الا عدد قليل ممن قاوم اغراءاته وضغوطه بعقلانية ليكفى شره او هاجر عن العراق.علما بان الكثيرين ممن تركوا العراق والتحقوا بالمعارضة لم يكونوا معارضين حقيقيين للنظام وانما عليهم قضايا جنائية او خوفا من الملاحقة لسبب او لاخر وتبواو مناصب مهمة بعد السقوط فى حين الذين قاوموا مغريات النظام وارهابه وضغوطه ولم ينتموالحزب البعث وحافظوا على احترامهم لانفسهم ولم ينجرفوا مع تيار الفساد هم المهمشون الان بالرغم من ان العراق احوج ما يكون اليهم .
فهل يتوقع عاقل وصول العراق للوضع الحالي تحت اي حكم كان ملكي جمهوري دكتاتوري لحكم اي حزب او فئة او جماعة عدا زمرة البعث؟
    الحل الان لاختصار الزمن اعادة وضع العراق والعملية السياسية على السكة الصحيحة بانقلاب فوقي يقوم به الوطنيون المخلصون ممن فى سدة المسؤولية وخارجها خاصة من القوات المسلحة .بحل البرلمان وتجميد الدستور واعلان حالة الطوارىء والاحكام العرفية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب