9 أبريل، 2024 12:40 م
Search
Close this search box.

ما جرى في الانبار امس6/2/2022

Facebook
Twitter
LinkedIn

بتقديري المتواضع .. ان القصة بدأت لحظة انهاء السيد الحلبوسي لكلمته (( لا نريد استنساخ الفشل )) والارجح انه كان يقصد التوافقية ، وبالتالي حسبت على انه يقصد بالفاشلين هم من يؤمن بالتوافق وضد حكومة الاغلبية ، وبما ان الإطار التنسيقي أعد نفسه كحامي للحشد الشعبي من جهة ، والفصائل المسلحة خارج اطار الدولة من جهة اخرى فضلا عن كونه يؤكد على مشاركة الجميع في العملية السياسة مما يعني افراغ الاغلبية من محتواها السياسي والوطني ، وهذ ما اكد عليه السيد الحكيم حين اعد الاغلبية تضيع استحقاقات المكون الاكبر ، ويبدوا انه كان يتصور ان التوافقية قدمت الكثير للمكون الاكبر وهذا ما يجانب الصواب حقيقة .

الذي انا متأكد منه ان اغلبية الصدريين ككتلة بثمانين مقعد تقريبا تأتي بعدها كتلة تقدم والتي فازت على غير العادة بعشرين ضعفا من بعض احزاب البيت الشيعي ، وكل ذلك خلق امتعاضا كبيرا لدى بعض تلك الاحزاب والفصائل ولا الومهم فقد كانت النتائج صادمة خصوصا بعد ان اكد السيد مقتدى على حكومة الاغلبية والتي اعدوها هم تدميرا للمكون الاكبر كما اسلفنا .

هذه هي الخلفيات ، وجاءت كلمة السيد الحلبوسي لتؤكد لهم بشكل غير مباشر ان التحالف الجديد يمتلك قوة غير معهودة ، وأن هناك نوايا جدية في التغيير الذي هو بكل الاحوال سيكون ليس في صالح غير الفائزين حتى لو لم تنفذ الاغلبية كون مقاعدهم سوف لن تعطيهم ثلث ما كان لهم وخصوصا دولة القانون التي امتلكت يوما 72% من الدرجات الخاصة حسب تصريح السيد حميد معلة حينها .

المشكلة لا تكمن في كل ذلك فقط بل في موضوع اساسي آخر وهو تراجع غير طبيعي للفصائل المسلحة خارج اطار الدولة في الانتخابات يضاف اليها شعور تلك الفصائل بوجود نية صادقة لدى (النظام) الجديد كتعبير ادق من تعبير الحكومة الجديدة في حل تلك الفصائل او دمجها في الحشد الشعبي على الأقل .

العراق بضعفه وعجزه امام 33 دولة قاتل 45 يوما في الحرب الاولى وعشرين في الحرب الثانية بعد حصار مجرم لأكثر من عشرة سنوات ، فهل نتوقع ان الفصائل المسلحة خارج الدولة سترمي سلاحها بمجرد صدور القرار بذلك ؟؟؟ ام انها ستنتظر ساكتة لحين صدور القرار لتتخذ اجراءاتها ؟؟ بالتأكيد هي ستقوم بالطرق على الحديد وهو ساخن لأن عامل الوقت ليس في صالحها ابدأ وعلى كافة الصعد الداخلية والاقليمية والدولية .

وهذا ما حصل .. تحرك احد الفصائل كرد فعل لما جاء في اعلاه الى شرق الانبار وبطريقة استعراضية لتقول نحن هنا .. وبالتأكيد كانت تتوقع ان رد الفعل لن يكن بهذا المستوى الراقي المتوازن والسريع ، فقد اختاروا الانبار لأنهم اوصلوا حالة اهلها الى انهم فقط يبحثون عن الاستقرار الامني من هول ما عانوه ، ولذلك كانت كلمة الحلبوسي وتصريحات مجلس شيوخ الانبار والسيدان احمد ابو ريشة ويحيى المحمدي تحتوي على القدر المناسب من الشجاعة والوضوح مما يؤكد استعداد اهل الانبار للمنازلة ان اجبروا عليها للحفاظ على الاستقرار والأمن وما تحقق من انجازات بضمنها انهم اليوم باتوا يشعرون انهم مواطنون من الدرجة الاولى ، ولعله من المفيد القول انه لا شعور احلى وأثمن من هذا الشعور لدى اي مواطن في العالم خصوصا عند يكون قد اعد حراكه الشعبي الاكثر سلمية في ذلك الوقت (فقاعة نتنة)

عاش العراق منذ تأسيسه دولة المواطنة دون مكون اكبر وأصغر فالمواطنة اعلى من اعلى مكون في الكون ، وأن كان لا بد من ثقافة المكونات فالمكون صاحب الاغلبية في العراق هم العرب يأتي بعدهم الاكراد ثم التركمان ثم باقي الاطياف العراقية الرائعة … فلم نسمع يوما ان الدين مكون فهو عقيدة ربانية فكيف بالمذهب ضمن الدين الواحد عندما نعده مكونا اساسيا نفصل فيه اغلبيته العربية الى قسمين متناحرين يلهثون خلف بيضة القبان ؟؟؟ خصوصا عندما يمتلك مذهب واحد عشرات الفصائل المدججة بالسلاح الموالية لدولة غير عربية لا نتفق معها الا بالمذهب الذي هو اصله عربي تطور ونمى في مدارس البصرة والكوفة وهو مذهب التشيع الذي يؤمن بولاية الامام علي العربي واسباطه العرب (ع) وامهم العربية بنت العربي محمدا (ص) وكلهم اجدادنا . بل ان كلمة شيعة وسنة لم لم يجر ذكرها منذ العام 1921 لحد الآن حيث انهما مسجلين في دوائر النفوس على انهم عرب مسلمون ولم تذكر تلك الدوائر مذهب العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية لحد لحظة كتابة المقال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب