22 نوفمبر، 2024 10:30 م
Search
Close this search box.

ما جرى بعد الرسول…

ما جرى بعد الرسول…

من يسعى إلى سبيل الهداية ليرى الحق حقاً، عليه إن ينفض غبار المعصية من بصيرته، ويجلي قلبه بنور الإيمان المطلق لله بأنه عادل،، كما انه جل وعلا أراد لهذه العدالة إن تبسط بين خلقه، وذلك من خلال إتباعنا لمن يقيم تلك العدالة في الأرض. فالعقل والمنطق يحتم علينا، إن النهج السوي والإدارة الحقة، استودعها الله تبارك وتعالى لدى أوليائه الصالحين.. وبما إن الأنبياء قد ختموا بمحمد بن عبد الله(ص) ولم تقف عجلة الحياة، فكان حقاً على الله إن يجعل من صلب النبوة أئمة يهدون للتي هي أحسن،، فللحبيب المصطفى(ص) امتداد طبيعي في الأرض بلا شك، وذلك لحكمة الخالق جل شأنه، فهم خير من يمثله، ويحيوا شريعته، ويطبقوا أحكام السماء لأنهم ترجمان الوحي والقرآن، وقد جاء بهذا الخصوص آيات عدة، مثل أية المباهلة، والتطهير، وغيرهما، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، التي تملأ كتب مختلف مذاهب المسلمين المسندة، مثل حديث الكساء، والثقلين، وغدير خم الخ… إن كل تلك الآيات، والأحاديث المقدسة جاءت لتكرس معنى واحد هو: إن للصادق الأمين(ص) نسل، ذهبي، رسالي، متسلسل، أولهم محمد وأوسطهم محمد وأخرهم محمد، وبحق إنهم دعاة سلام وأئمة هدى وعلى الخلق إتباعهم إذا ما أرادوا النجاة. لكن انحراف قسم من الذين دخلوا الإسلام آنذاك، في التطبيق لهذا الخط المحمدي الأصيل، وتركهم الحق الواجب إتباعه، وانحيازهم إلى من نصبوهُ عنوة على رأس هرم الأمة الإسلامية، بعد استشهاد الرسول(ص) مباشرة أدى إلى شرخ كبير وصدع بليغ في جسد الأمة، فعند إذ أصبح من البديهي أن تلقى الناس الضعف والهوان، وان يتعرضوا إلى مختلف أنواع الاستبداد والاستعباد والتعسف، بإعراضهم عن كل تلك الوصايا وضربها عرض الجدار والعمل بخلافها تماماً، وهذا ما يعكس صورة مغايرة لفحوى الرسالة الإسلامية التي إرادة للإنسانية المجد والرفعة ، وان شلالات الظلم التي صبت على أبناء الهادي البشير(ص) عبر الإقصاء والمصادرة والتنكيل والقتل، إلا دليل سافر بابتعاد تلك الفئة الضالة ومن تولتهم عن المنهج والمسار الصحيح، كما انه يعتبر خيانة عظمى وجناية كبرى وذنب لا يغتفر ولا يمكن غض الطرف عنه بأي شكل من الإشكال، فظلاً على انه يشير بوضوح الشمس، على إنهم تسلقوا منبراً هم ليسوا أهلاً ولا كفئاً له،، وليس لهم فيه شيء إلا لطلب السلطة على مقدرات العباد ورقابهم، كما ويدلل عملهم هذا على أنهم لم يكونوا قد دخلوا بالإسلام رغبة وطوعاً، وإنما اتخذوه رداءاً ومطية، ليجدوا ضالتهم. لأنهم قوم قد تقمصهم الشيطان واستعبدهم فأطاعوه، وتواكل عليهم الحسد والبهتان والضغينة بما أوصى الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بأهل بيته الطيبين الطاهرين(عليهم الصلاة والسلام أجمعين).

أحدث المقالات