حدثني احد شياب محافظة صلاح الدين عن شخصية حقيقية تسمى ( دهيمش ) مجهول الأصل يسكن بين عشيرتين خزرج ( الأنصار ) والبو حشمة في ناحية يثرب في صلاح الدين وكان له الكثير من البنات أعطى قسم منهن زوجات لرجال عشيرة خزرج والقسم الآخر أعطاه كزوجات لرجال عشيرة البو حشمة والتي ترجع أصولها إلى بني تميم وكتحصيل حاصل لذلك صارت العشيرتين تقدره وتحترمه وتستقبله في مجالسها ولان صاحبنا دهيمش كان يعشق الفتنة والطلايب لذلك صار يستخدم كل إمكانياته للإيقاع بين العشيرتين المتجاورتين فتارة يخبر البو حشمة بان خزرج تطعن بهم وتذكرهم بسوء والعكس عندما يرتاد مجالس خزرج حيث يخبرهم بان البو حشمة تذكرهم بكل سوء وهنا تتوتر الأوضاع بين العشيرتين وكلٌ يحمل سلاحه استعدادا لملاقاة الآخر فيقف كل طرف متسلحا متأهبا ينتظر بدء المعركة , وهنا يقوم عقلاء القوم من الطرفين بمحاولات لتهدئة الأمور وتجنيب العشيرتين حرب تأكل الأخضر واليابس , وهنا يظهر صاحبنا دهيمش بين الجموع متبخترا وهو يرفع عباءته ويرتجل الشعر الذي يحض على المعارك لينهيه ب ( هوسة ) شهيرة يرددها أبناء العشيرتين لحد اللحظة ( يا مغيم تمطر لو لا له ) وعندها يبدأ إطلاق النار وتتأجج المعركة بين العشيرتين فيسقط من خزرج بقدر ما يسقط من البو حشمة وعندها يرفع صاحبنا دهيمش عباءته ليهوس ( ما تصفى ودهيمش بيها ) .
الفساد في العراق يسير راكبا مطية الفتنة فلا يدع أحدا من العراقيين إلا آذاه بشره وصدقوني سادتي هناك ألف ألف دهيمش من العراق ومن خارجه لا يتمنى للعراق أن يستقر , ولا لشعبه أن يعيش وهم بألف طريقة وطريقة يحاولون أن يسلبونا حتى أحلامنا , يحاولون أن يسرقوا إرادتنا في العيش , فهذا دهيمش أمريكي وهذا دهيمش سعودي وذاك دهيمش إيراني وكلهم يحاولون أن يقتلوا فينا إرادة الحياة فهم كما قال الشاعر :
للظالمين دروبٌ ليس يحصرها عدٌ
وللحق دربٌ واحدٌ حَكمُ
يجب على جميع العراقيين إخراج كل أنواع دهيمش السياسية الموجودة على سدة الحكم ونبذ كل دهيمش في المجتمع لان البلد يحتضر وإذا لم يتم وضع حد للهراء الذي سببه دهيمش فإننا سنبكي على البلاد بعد أن ندفن العباد ولله در الشاعر عندما قال :
ليس الملوم عدوٌ في مخاصمةٍ هو العدو فلا يرجى بِه سَلمُ نحن الملومون , عهد الله نحمله وليس يحمله من دوننا أممُ
البلاد على أعتاب مرحلة خطيرة للغاية تتوافق مع دعوات التقسيم الذي تبنته فئات ضالة من لصوص السياسة في العراق مع مباركة أمريكية إيرانية لإنشاء دول ثلاثة على أنقاض الدولة العراقية والسورية لذلك يجب ردع مثل هذه الكارثة بكل الطرق والوسائل إذ ليس من المعقول السماح بتقسيم ارض عمرها آلاف السنين واختصار تاريخ شَرَفَ الإنسانية على يد حفنة من
اللصوص وشُذاذ الآفاق , الطريق التي يعتمدها لصوص السياسة في تمرير أجندة التقسيم هي حق المكونات العراقية , فالسياسي الشيعي يُصورُ لجمهوره إن السنة هم العدو الأول للشيعة والسياسي السني يُصورُ لجمهوره إن الشيعة هم العدو الأول ويجب الانفصال عنهم وإنشاء إقليم للسنة وإقليم للشيعة على غرار إقليم الأكراد والأدهى والأمَر أن كل ذلك يحصل بمباركة حكومية وسكوت نستغربه من حكومة العبادي , فاتَ سياسي التقسيم إن بمجرد أن يتم تشكيل الأقاليم في العراق فإن إيران ستستحوذ على إقليم الجنوب بكل خيراته وسيصبح بستانا لها وان تركيا والخليج يستحوذ على إقليم الغربية والوسط بكل خيراته وان حروبا ستستعر بين الأقاليم لها أول وليس لها آخر وان داعش ستنجح في التمدد وسيتم جر البلاد والعباد إلى كوارث لا تُعد ولا تحصى ولله در امرؤ القيس حينما قال :
الحرب أول ما تكون فتيةً
تسعى بزينتها لكل جهولِ
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها
ولت عجوزا غير ذات حَليلِ
المطلوب من الجميع التوحد للوقوف بالضد من ساسة الفساد والتقسيم ومن كل المكونات , فالشعب العراقي بكل طوائفه واحد شاء من شاء وأبى من أبى .
يقول احد أقطاب الماسونية العالمية :
( متحدين نحن محيط , متفرقين نحن قطرات ) .