19 ديسمبر، 2024 6:01 ص

 ما بين .. موكب عدي وموكب وطبان ؟. وموكب وزير تعاسة الإنسان !؟؟

 ما بين .. موكب عدي وموكب وطبان ؟. وموكب وزير تعاسة الإنسان !؟؟

شرطي المرور في العراق الجديد .. هل من وقفة ونخوة وطنية تضامنية معه تعيد له هيبته وكرامته على ما يقوم به من دور كبير في الحفاظ على نظام السير في عاصمة مكتظة بالمركبات والمشاة , وما يتعرض له في المقابل كرد للجميل وأداء الواجب من اهانات متكررة ومتعمدة من قبل المسؤولين , خاصة في حقبة ما بعد غياب القاوانين والأعراف واللياقة الأدبية والأخلاقية لدى جميع سياسي الصدفة  .

كم أنت مسكين وخائب وممتهن ومصاّدر الكرامة والحرية .. يا شرطي المرور , والذي كنت ومازلت تحمل هذا العبء وهذه المسؤولية التي تخاطر بها بحياتك  من أجل تسيير وتنظيم حركة المرور في بلد  مضطرب تعمه الفوضى والتعدي والاعتداء على حقوق المواطن العراقي , بالإضافة للخطف والقتل والتفجيرات , ودولة حمودي  ومشتقاته , وبلد كلمن إيدو إلو , فكم و كم شرطي مرور تهان كرامته يومياً أو يقتل أو يدهس عنوة على يد هذه العصابات المتهورة , وهنالك العشرات أو حتى المئات ممنْ قتلوا  منهم خلال هذه الفترة منذ عام 2003 وحتى الآن بدون أي ذنب  .
ولماذا كنت ومازلت .. يا شرطي المرور الحلقة الأضعف في حلقات الأجهزة الأمنية والخدمية والإدارية  في مؤسسات الدولة العراقية , وعلى ما يبدو ربما ستبقى  هكذا , لأنك تعيش في بلد تحكمه شريعة غاب همجية سادية , رعاع بلا ذمة ولا ضمير !؟. فبالرغم من صبرك وتحملك لأقسى وأشد الظروف التي عصفت وتعصف بالبلاد والعباد , بما فيها الطبيعة القاسية , سواء حر الصيف الحارق الذي تصل درجة حرارة الأسفلت إلى أكثر من 60 درجة مئوية , أو برد الشتاء القارس , مقابل راتب بسيط ودراهم معدودة من أجل تأمين لقمة العيش وحياة كريمة لأسرتك , مقارنة بالملايين من الدولارات التي يتقاضاها سياسي الصدفة وحماياتهم الذين يعتدون عليك ويهينون كرامتك بدون ذنب وبدون أي وجه حق .

بالأمس القريب كنا نتهم ونوجه اللوم إلى النظام الدكتاتوري كما يحلوا للبعض تسميته ؟؟؟, ولبعض الأشخص المقربين من رأس النظام وخاصة الأبن والأخ وأبن عمو .. وأبن خالو … وهلم جره , ناهيك عن الخال نفسه  خير الله طلفاح رحمه الله , أو ( خيرُ من الله طل وفاح ) كما كان يتندر البغداديون , وما تخللته فترة حياته من حكيات , حول اصابته بمرض الطمع  وجشع !, خاصة حب الإستيلاء على ممتلكات الناس وخاصة البيوت الجميلة والمزارع والبساتين , ولكن والحق يقال كان الرجل يدفع حقها مضاعفة ولا يبخس حقوق اهلها بالرغم من أنه يشتريها عنوة  أو بالإكراه , حسب شهادة من سمعنا أو تحدثوا لنا عن مثل هكذا أمور حدثت فعلاً !, ناهيك عن تصرفات بعض الأشخاص السيئين في بعض الأجهزة الحكومية والأمنية والمخابراتية التي سنأتي على ذكرهم خلال هذا السرد , فقط لللمقارنة بين زمنين وعهدين !؟, وكيف كانت تتم  معاقبتهم وردعهم بل وأحياناً حتى إعدامهم .
خاصة من أولئك الذين لم يستطيع أحداً أن يوقفهم عند حدودهم أو يردعهم إلا الرئيس الأسبق نفسه لأنهم كانوا من الدائرة الضيقة للعائلة , وهنالك من الشواهد الموثقة بالصوت والصورة التي رد واستجاب لها  الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله خلال دقائق وليس ساعات أو أيام , عندما عاقب المسيء والمعتدي ورد الاعتبار للمعتى والمساء إليهم , وقدم لهم الاعتذار شخصياً , وعوضهم تعويضات مجزية كرد اعتبار , لا يستطيع أحد أن ينكرها بالرغم من سياسة التعتيم والتدليس والدجل الذي يمارسه المنافقين والدجالين الجدد , الذي استولوا على إرشيف الدولة العراقية بالكامل وقاموا بتزويره وتهريبه بل حتى بيعه لكل أعداء العراق والأمة وعلى رأسهم إيران والكيان الصهيوني , ناهيك عن استرئهم على كافة مقدرات وثروات وخيرات وآثار البلد , ولم يتوقفوا عند ذلك بل صادروا حرية وكرامة وحتى أرواح أبناء شعبه في غفلة من هذا الزمن التعيس والأغبر .

حالياً نذكر على سبيل المثال من تلك الحوادث حادثتين مشهودتين فقط :

الأولى : ويرويها أحد شهود العيان حيث يقول … في (صيف 1983): جُمعنا، نحن ابناء واخوة المسؤولين العراقيين (من احمد عزة ابراهيم الدوري مرورا بابناء اعضاء مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية وصولا لابناء الوزراء ومن هم بدرجة وزير). ماذا يريد الرئيس منا؟ سألت نفسي.
التجمع كان في استعلامات المجلس الوطني (كانت اول مرة ادخل للبناية). جاء ضابط من حماية الرئيس يبدو انه مهم وطلب من الجميع ركوب حافلات اعدت لهم . وبعد دقائق كنا داخل بناية القصر الجمهوري (وهي المرة الاولى والاخيرة التي ادخل فيها تلك البناية). وفي قاعة السينما للقصر (كما اعتقد) كانت تتربع شاشة تلفزيون كبيرة وجهاز فيديو بدا غير متناسبا مع حجم الشاشة.
دخل رئيس الديوان في ذلك الحين طارق حمد العبدالله وهو رجل دمث الخلق كان من الواضح انه قد كلف بمهمة لا تتناسب مع امكاناته.
بدأ بالكلام بنبرة فيها الكثير من العنف قائلا ان الرئيس صدام حسين يريدكم ان تشاهدوا الفيلم التالي وانه (العبدالله) سيتحدث الينا بعد انتهائه.
بدأ الفيلم. اقل ما يقال عنه انه مرعب. تحقيق مع ثلاثة رجال وشاب. عرفنا الشاب فورا. كان لؤي خيرالله طلفاح: ابن خال الرئيس واخو زوجته (خال الشهيدين عدي وقصي) واخو وزير الدفاع في حينها عدنان خيرالله رحمه الله .
شاهدت لؤي في اكثر من مناسبة من قبل. كان شابا في التاسعة عشر من عمره. مغرور ويريد ان يقول لكل العالم من هو. ولكن لم يكن كثيرون يعيرونه اهمية. كان في عمر مقارب جدا من ابني اخته عدي وقصي، فمن يعيره اهمية وابنا الرئيس عادة ما يتواجدان في نفس مناطق تواجده (على الرغم مما كان يقال، فان المتنفسات الوحيدة في بغداد الثمانينات لم تكن تزيد على ناديي الصيد والعلوية ومدينة الحبانية السياحية القريبة و3 فنادق في قلب العاصمة – بالطبع كان التواجد في أي منها يعد رفاهية ما بعدها رفاهية بالمقارنة مع بقية ابناء الشعب).
فهمنا من التحقيق ان لؤي كان قد تسبب بازمة مع استاذ في كلية الهندسة قرر طرده من قاعة الامتحان لانه تغيب عن المحاضرات بنسبة تزيد على 10%. كانت كلية الهندسة في العراق تتعامل في هذا الشأن مثلها مثل المدارس الثانوية.
اراد لؤي الانتقام من الاستاذ الذي طرده (غير عابئ بمركزه المفترض) من الامتحان معتبرا انه رسب بسبب الغياب. في نفس يوم الطرد او بعده (لا اعرف)، اقتاد لؤي وثلاثة من حراسه او حراس ابيه او اخيه (لا اعرف) الاستاذ المسكين الى طريق فرعي واوسعوه ضربا ودفعوه على الارض مما ادى الى كسر ذراعه وتركوه.
حمل الاستاذ نفسه بعد العلقة ورفض التوجه الى مستشفى اليرموك القريب، واصر الى التوجه الى استعلامات القصر الجمهوري طالبا مقابلة الرئيس وهو يحمل ذراعه المكسورة.
لا نعرف ما قاله الرئيس صدام حسين للاستاذ الذي اهدرت كرامته. لكننا شاهدنا عقابه للؤي وعصابته. شيء فظيع. صدقوني.
وضع كل واحد منهم بين اربعة او خمسة رجال من اضخم حماية الرئيس جسدا يحملون انابيب مطاطية (صوندات باللهجة العراقية). وانهال هؤلاء على كل واحد منهم ضربا لا يمكن تصوره حتى اشك ان بقعة من اجسادهم نجت من الجلد المبرح. بقوا يصرخون ويستغيثون طلبا للرحمة.
تعالى صراخ بعض الجالسين من المشهد. كان يفوق الاحتمال لكثيرين خصوصا ان اغلب الموجودين كانوا بين اعمار 15 و25 سنة.
كانت البداية فقط. فبعد انتهاء الجلد، جاء دور كسر عظم الذراع (بالضبط نفس الذراع وفي نفس المكان الذي كسرت فيه ذراع الاستاذ الضحية). اثنان من الحراس يمسكان لؤي (الذي كان قد فقد القدرة على الحراك من قسوة الجلد). يتقدم الثالث وهو يحمل هراوة غليظة (توثية باللهجة العراقية). يضربه. لا تنكسر الذراع من اول ضربة. يفحصها طبيب موجود. تعاد الكرة وهذه المرة تنكسر. ويتكرر العقاب للثلاثة الاخرين.
انتهى المشهد. العبدالله ينهال علينا بالتقريع ويقول اننا لا نفهم ان الرئيس صدام حسين لن يتساهل مع منْ يسيء لاي من ابناء الشعب وان هذا مصيره ايا كان.
قلت في نفسي: وما دخلي انا ولم امد يدي على بعوضة.
من يومها لم نعد نسمع عن لؤي طلفاح.

الثانية : يرويها نفس شاهد العيان أيضاً .. حيث يقول : في (شتاء 1984): جاء سائق الوالد الى الكلية مسرعا. انا واخوتي كنا في كليات متقاربة. وضعنا في السيارة وانطلق سريعا. عرفنا ان القضية مهمة جدا هذه المرة. وفي بناية المجلس الوطني جلسنا في قاعة الانتظار. لم نكن لوحدنا، بل شاهدنا عددا من الوزراء.
تحولنا الى القاعة الرئيسية للمجلس الوطني مع تعليمات بترك الصفوف الثلاث الاولية. جلسنا، ثم دخل الوزراء وبعدهم اعضاء القيادات العليا في الحزب. ثم دخل الرئيس صدام فقمنا جميعا احتراما له.
بدأ الرئيس صدام حديثه. قال “يبدو انكم لم تتعظوا من الدرس السابق وها انتم تكررونه. من يسيء الى أي مواطن عراقي فهو يسيء الى صدام حسين.”
تحسست ذراعي اودع استقامتها. فالدرس السابق ما يزال طريا في ذاكرتي. “ولكني لم افعل شيئا” قلت بيني وبين نفسي. كل من حولي اصفرت وجوههم. هل هي عقوبة جماعية. اكيد، والا لماذا استدعوا اباءنا معنا.
قال الرئيس “ساحدثكم بعد مشاهدة الشريط.” واتى حسين كامل بالشريط ووضعه في جهاز الفيديو وبدأ المشهد على الشاشة.
مفاجأة. انه قصي صدام حسين. وضعه حراس الرئيس وسطهم وانهالوا عليه ضربا بقصب خيزران. بعد ضربات كثيرة، تكسر فيها عدد كبير من العصي، سقط قصي ارضا واستمر الحراس بضربه. لم يقل “آه”. كيف كان يحتمل كل هذا الضرب؟ لا ادري؟
امر الضابط المشرف بايقاف الضرب لان قصي كان بين الوعي والاغماء.
تحركت الكاميرا. واذا بها تتجه الى ركن الغرفة. كان الرئيس واقفا يشرف بنفسه على عقاب ابنه. قال لحراسه “عفارم (كلمة تشجيع دارجة في العراق ربما من اصل فارسي او تركي)! اطعتم الاوامر حتى وان كانت بحق ابن الرئيس. احسن من دربكم. اشكركم”.
حمل قصي على نقالة، وعرفنا لاحقا انه قضى اكثر من شهر في مستشفى ابن سينا لكي يتعافى. واختفى عن الحياة العامة لسنوات بعد تلك الحادثة ولم اشاهده ثانية الا عام 1986 وهو يقود سيارة في الكرادة ببغداد من دون مرافق او حراسة.
قال الرئيس معقبا “شاهدتم ما حل بقصي. اقسم ان اساء احدكم لاي عراقي فان مصيره سيكون مشابها. وها انا اتحدث امام ابائكم لكي لا يقولون لاحقا انني لم ابلغهم.”
عرفنا ان السبب كان بعيدا بعض الشيء عن قصي. احد اصدقائه وبحضوره “تحرش” بزوجة ضابط عراقي صغير كان قد اتى في اجازة من جهة الحرب مع ايران. يبدو ان الامر كان اساءة ادب، لكن الضابط حمّل ابن الرئيس المسؤولية لان صديقه ما كان ليجرؤ على فعلته لولا احساسه بالحماية. ذهب مشتكيا الى استعلامات القصر الجمهوري.
عاقب الرئيس ابنه على فعلة صديقه.
 
غضبي كان كبيرا. كنت شابا يافعا واعتبرت التحذيرات والتنبيهات اهانة لم استحقها شخصيا لاني واغلب الحاضرين من ابناء المسؤولين كنا نقول “يا رب الستر. الستر من غضب ابائنا اولا قبل غضب الرئيس.” والدي ذلك اليوم كسب حليفا اخرا وحجة جديدة لكي يضيق علينا.
اليوم افهم رسالة الرئيس صدام حسين واضحة. حتى عندما ظهرت صورة لؤي على التلفزيون اثناء شهادته في محاكمة الرئيس صدام حسين، لم ترتبط بذهني صورة لؤي الشاب النزق بصورة لؤي الاسير، لولا ملاحظة الاستاذ الجنيدي. تلك العقوبة مسحت صورته من ذاكرتي تماما ولم يعد يرتبط بصورة الشاب الذي اساء لاستاذه. لقد دفع فاتورة الاساءة كاملة يومها: تربى كما يقول العراقيون.
ومع ما حدث للؤي وقصي تربينا اكثر. اصبحنا نعرف ما هي حدودنا حتى وان لم يكن كثير منا قد تجاوزها. بقيت اساءات تبرز هنا وهناك واستطيع الجزم بان نسبتها لا تتجاوز معدل الاساءات التي يشهدها أي شارع في أي مدينة عراقية. عركة هناك وسباب هنا، ولكنها ضمن “نشاطات الشباب”. لكن اساءة وتعديا وتجاوزا: لا. فمنْ يجرؤ. وحتى من تجاوز الحد (سمعت عن سجن زياد طارق عزيز واحد ابناء سعدون حمادي بامر من الرئيس)، فان العقاب كان لا يوفر احدا.
سمعت لاحقا عن عقوبات مرعبة حلت بعدي صدام حسين، ولكني كنت قد ابتعدت عن نادي ابناء المسؤولين ولم تتح لي فرصة مشاهدة فيلم مماثل (لا اعرف ان كان ثمة فيلم اصلا) ولم اعد في حاجة الى توجيه من هذا النوع .

بالعودة إلى عنوان المقال .. شرطي المرور ما بين الأمس واليوم .. ما بين موكب عدي وموكب وطبان ؟. وموكب وزير تعاسة الإنسان العراقي  ( حقوق الإنسان ) المدعو ” محمد مهدي ” الذي وصل لهذا المنصب ليس فقط بالصدفة بل بالحلم الذي أصبح  فيما بعد حقيقة .

أغلب العراقيين يتذكرون جيداً ماذا حل بـ شرطي المرور المسكين الذي أوقف موكب وطبان الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين , ليسمح لموكب عدي صدام حسين بالمرور , وكيف تمت معاقبة هذا الشرطي وزملائه بطريقة وحشية سادية من قبل حماية المقبور وطبان , والتي أشرف عليها شخصياً , وهو يتلذذ بتعذيب هؤلاء التعساء الذين لم يكن لهم ذنب سوى تنظيم عملية السير كما ينبغي , وحسب قانون المرور المعمول به , ولم يكونوا يعرفون بأن في الموكب المقابل .. الفيلد مارشال – رومل أو مونتجمري ( وطبان أبراهيم الحسن ) ؟؟؟, وحدث ما حدث لهم , وله فيما بعد على يد عدي والقصة معروفة , وغيرها من التصرفات اللا إنسانية والأ أخلاقية التي كان يتصرفون بها بعض المقربين للرئيس صادم حسين , والذين أساءوا له رحمه الله أيما إساءة , والذين أيضاً .. لولاه وكما أفادة كريمته السيدة رغد صدام  بما فيهم المقبور زوجها حسين كامل طبعاً , لما كانوا هؤلاء الحثالات عرفاء في الجيش أو الشرطة العراقية آنذاك .

لكن المصيبة السودة والطامة الكبرى والكارثة التي حلت بهذا البلد وبهذا الشعب هي ما بعد 2003 , والتي لا توصف ولا تقارن بأي مرحلة أو حقبة من حقب الطغيان والفلتان الامني والاستهتارعلى كافة الأصعدة , فأصبح لدينا في العراق الديموقراطي الجديد .. مليون وطبان ومليون عدي ومليون برزان للأسف , والشعب العراقي مكيّف ويلطم  ويضرب قيمة وقامة , ونايم على خر أذنه كما يقول المثل لا يحرك ساكناً ..  وينتظر خروج الامام المهدي كي يخلصه من هذا الظلم والطغيان وهذا البلاء !؟؟؟.

إن ما أقدمت عليه  حمايات هذا الصعلوك الجديد المدعو ” محمد مهدي ” وزير تعاسة الإنسان العراقي البائس والنازح والمهجر له غيض من فيض . فهنالك من تم قتلهم  وسحلهم  أو زجهم  في غياهب السجون في حال تأخروا في قطع طرق السير والمارة , أو لم يفسحوا المجال والطرقات على مصراعيه أمام موكب .. نوري أو أبن صخيل أو رفيقه حسين كامل المالكي الجديد … ومن لف لفهم , وهنالك من التجاوزات والانتهاكات لآدمية الإنسان العراقي ومسخ هويته وإهانته لأتفه الأسباب لا تعد ولا تحصى , بما فيها القتل والخطف على أيدي من يسمون أنفسهم رجال دولة القانون وأبنائهم وأصهارهم وحماياتهم , الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد , الذي لم يسبقهم يه حتى طغيان قوم لوط وآل فرعون , ناهيك عن ما قام به نجل وزير النقل هادي العامري من سابقة خطيرة لم تحدث حتى في جمهوريات الموز وأحراش وغابات إفريقيا , عندما آمر سيادته  هاتفياً بعدم السماح للطائرة اللبنانية ( خطوط الشرق الأوسط ) بالهبوط في مطار والده ” الفيلد مارشال هادي العامري ” , لأن فخامته لم يستطيع الوصول إلى مطار بيروت في الوقت المحدد وقبل الإقلاع بساعة على أقل تقدير !, وليس التأخر أكثر من ساعة بعد موعد الاقلاع !؟.

ولهذا كعراقيين علينا أن نندب حظنا التعيس ونترحم على زمن الدكتاتورية الجميل , ونترحم على الدكتاتور العادل والرحيم بشعبه والذي لم ولن تأخذه بالحق لومة لائم , ولم ولن تأخذه الرأفة حتى بفلذات كبده , المرحومين عدي وقصي , وهنا أقولها وللأمانة التاريخية كنت قبل الاحتلال أكرههما ولا أطيقهما أبداً , بسبب تصرفاتهم وخاصة تصرفات وحماقات المرحوم عدي , لكنهما عندما وقفا تلك الوقفة المشرفة والشجاعة وقاتلا واستبسلا بالقتال مع أبن قصي الحفيد البطل الطفل مصطفى رحمه الله  ذو الـ 14 عشر عاماً , والذي قتل لوحده 13 عشر علجاً من علوج الاحتلال الأمريكي الصهيوني , ولم يسلموا أنفسهم تسليم الأذلاء , بل قاتلوا قتال الصحابة حتى آخر اطلاقة نار واستشهدوا , فالرحمة على أرواحهم ا … والله غفور رحيم .

أخيراً لا يسعنا إلا أن نختتم بالقول .. شتان ما بين مرحلتين وزمنين : زمن الدكتاتورية العادل الذي يردع كل ظالم وكل عتل زنيم , ويرد الحقوق لأصحابها بغض النظر عن قوميتهم أو طائفتهم , وهنالك من الوقائع والقصص التي لا يمكن سردها في مقال واحد , والتي سيتفاجئ البعض وخاصة الشباب وأجيال الحصار والاحتلال , بأنها حدثت في ذلك الزمن الذي كان فيه المواطن العراقي المخلص … الذي لا يتجسس ولا يتآمر على وطنه , ولا يسرق أو يعتدي على حقوق الناس يمشي بطوله ولا يخشى أو يخاف أحد , ويستطيع أن يسافر إلى أين يرغب من زاخو حتى الفاو , ومن طربيل حتى المنذرية  , ويتنقل بكامل حريته ليل نهار , ولم نسمع بخطف مواطن أو مواطنة أو ابتزاز غني أو مصادرة حق فقير , أو نسمع بالقاعدة أو داعش أو الإخوان , ولم يقتل عراقي واحد بسيارة مفخخة .. أو تفجير إرهابي ما عدى ثقافة التفجير والخطف والدمار التي جلبها لنا حزب الدعوة العميل بعد 2003 , وقبلها على يد عملائه المعروفين , كتفجير الجامعة المستنصرية في بغداد وغيره , وتفجير السفارة العراقية في بيروت بتدبير وتحت إشراف وتنفيذ  الإرهابي نوري كامل المالكي , المقامة عليه منذ أشهر دعوة قضية  في لبنان , بسبب التخطيط والتنفيذ لهذا العمل الإرهابي والإجرامي الجبان الذي راح ضحيته أكثر من 60 عراقي بريء ناهيك عن تدمير السفارة العراقية بالكامل .
كان الله في عون العراقيين عامة وشرطة المرور والداخلية وغيرهم خاصة , الذين يسهرون ويجازفون بحياتهم وأرواحهم من أجل تأمين الحد الأدنى للنظام والأمن في هذا البلد المستباح من قبل عصابات الجريمة المنظمة التي تقودها هذه العناصر الإرهابية من أمثال هذا وغيره من وزراء الصدفة وحماياتهم المسعورة , الذين  عبثوا ومازالوا يعبثون به هؤلاء الأوباش … وللجرائم بقية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات