15 نوفمبر، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

ما بين (قبة) العقيلة و (قبة) البرلمان .. رسالتي لعموم المُرشحين للإنتخابات النيابية

ما بين (قبة) العقيلة و (قبة) البرلمان .. رسالتي لعموم المُرشحين للإنتخابات النيابية

مع إنطلاق الحملات الإعلانية والدعائية للكـُتل والقوائم المتقدمة لخوض ضِمار الإنتخابات البرلمانية في العراق , وكالعادة كما في كل كَرة , تغزو بغداد بل وعموم المحافظات العراقية الآلاف من الصور مختلفة الآلوان متماثلة الشعارات , حتى يكاد لا يخلو جِدار لمؤسسة حكومية أو دائرة محلية أو حتى محل سكن لمواطن  فقير من دعاية إنتخابية لأحد المرشحين أو المرشحات لا سيما (الصاكات !!!) منهن واللواتي بات الجدال في أمرُهنَ  (حديث البلد) كما يُعبر أهل الشام .

وتجنباً للغوص في بحر الغايات والشعارات والمقاصد الإنتخابية , وقبل آيام قلائل , وقعت عيني على جدار من جدران العاصمة بغداد . وعلى الرغم من إمتدادته لأكثر من عشرين متراً إلا إنه كان حافلاً بالعشرات بل المئات من اللافتات والصور الإنتخابية . لم أولي الأمر إهتماماً حتى أوقفتي جُملة من صور الشهداء البَررة الذين قضوا دفاعاً عن (قبة) السيدة زينب بنت علي بن آبي طالب (عليهما السلام) , صور تداخلت بلافتاتٍ لمرشحين ومُستقتلين لـ(قبة) البرلمان , وشتان بين (القبتين) !! , عندها شَجَنَني الموقف وآخذتني العِبرة , فاليوم وعلى هذا الجدار البالي تلتقي وجوههم  وأسمائهم . وغداً في (دار السلام) ستجتمع أجسادهم لا محالة , فلا مصفحات ولا مُسميات تحول دون المرء وهذا المصير , عندها يُستبان الأمر وينقشع القتام عن حقيقية (الشعارات) و (المواقف) و (يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) فطوبى لِمن ضمن العُقبى وآلسن العوام , فكلا الأمرين مرهونٌ بما ستأتيه يد الفرد خلال قادم الأيام .

وفي خِتام الحَديث , وإستنتاجاً لما تَقدم . أقول ولِعموم المُرشحين دون إستثناء (اتقوا الله في أنفـُسكم) قبل أن (تتقوا الله في الناس) فقد وضعتم أنفسكم وبـ(إرادتكُم) على مُنحدر هوى فيه الكثير من قبلـِكم , فاحذروا السقوط صوب دَرَك التاريخ الذي لم ولن يرحَم أحداً مهما كان وأينما كان . واجعلوا مِن منصبكم (إن تَحقق) وسيلةً لتحقيق الغاية إلا وهي خدمة المواطن العراقي بالتنفيذ أو التشريع , لا أن تجعلوا من المنصب بذاته وسيلة وغاية فتكونوا كمن سبقكم في السقوط . ولا تلتفتوا لإرجاف من حولكم فيما يخص إعلان الموقف وإبداء الرأي وإتمام الواجب والتكليف الوطني , فِرضى الناس غاية لا تـُدرك ورضى الله غاية لا تـُترك , فاجعلوا كل هَمكُم نيل ما لا يترك وترك ما لا يدرك , والسلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات