التنويه باجحاف المقارنة بين المجرم صدام وبين حكومتنا المنتخبة وبين جيش صدام والجيش العراقي اليوم والمدعوم بقوات الحشد الشعبي .
المشهد الاول : قبل ٢٥ سنة من الان أعطى صدام عفوا للمنتفضين في الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ وقتها استهزئنا بالعفو لأننا كنا موقنين بانتصارنا على الطاغية والظلم خصوصا ابان سيطرتنا على أربعة عشر محافظة عدا ( البيضاء) منها وفي تجمع للمنتفضين كنت احد حضوره سمعنا هذا العفو قلت وقتها مستهزئا “بان على صدام ان يطلب العفو منا وليس العكس ” الكل أيد كلامي .بعد قمع الانتفاضة وقتل من قتل وقبر بمقابر جماعية تلك المقابر التي لم يستثنِ صدام فيها حتى الذين لبوا نداء العفو الذي أطلقه .
المشهد الثاني : ارهابي داعش او( المجاهدين ) حسب مؤيديهم اليوم وبعد سيطرة داعش على المحافظات ( البيضاء) وبسط أحكامهم ( الاسلامية ) وارتفاع معنوياتهم الحسية وتمدد احلامهم بتكوين خلافتهم الاسلامية الموعودة والمسددة بقوى غيبية والمؤازرة قلبيا ومعنويا من قبل جمهور إسلامي عريض رغم رفضهم للتشدد الذي ينتهجه التنظيم كونه يمثل تطلعات الشعوب المغيبة في ظلم الفقر والدكتاتورية حيث يعتقدون فيه الخلاص كما الغريق الذي يتمسك بقشة، غائبة عنهم فكرة انهم يحتمون بالرمضاء من النار ، فهؤلاء الذين يعتقدون بان جيش من الله يقاتل بصفهم ( ما رميت اذا رميت لكن الله قد رمى ) واحدهم يقول ” حين اشتد بنا الجوع واذا ببطيخ ليس في موسمه يكون قربنا من اين أتى لا نعلم وقمنا بقضم قطع منه واذا به طعم لا مثيل له في اللذة وكل منا يأكل قطعة صغيرة فتعطيه احساس بالشبع التام والطاقة الكبيرة للقتال فنعاود القتال ببأس شديد ” فداعش الان من المؤكد تستهزا بعفو العبادي لرمي السلاح والالتحاق بالصف الوطني فقط سيذعنون حين لات مناص . حينها هل سيقبرون في مقابر جماعية ؟.
” الدنيا دوارة ”
مقارنة بين آذار ١٩٩١ سأشير اليه بالاول وبين آذار ٢٠١٥ وسأشير اليه بالثاني .
الاول : ثلاثة عشر محافظة والتي تشمل كل المحافظات جنوب بغداد حتى البصرة ومحافظات كردستان انتفضت ضد الطاغية صدام وزبانيته وجاهدته بالسلاح ، وجزء من بغداد ( الشيعي) كان متأهبا لخوض المعركة ضد الطاغية ، عدا التي سماها صدام آنذاك بالمحافظات البيضاء ( ديالى ، الأنبار ،صلاح الدين ، الموصل ) وجزء بغداد ( السني ) وقد شكلت القوات التي قمعت الانتفاضة من ابناء تلك المحافظات البيضاء.
الثاني : المحافظات البيضاء ( ثوار العشائر ) الأنبار وديالى والموصل وجزء من بغداد ( السني ) حملت السلاح واحتضنت داعش وقوات صدام والبعثيين وأمدتهم بالبيئة الخصبة والإعلام المعبأ بالضغينة ضد الحكومة المنتخبة التي يطلقون عليها تسمية الحكومة الشيعية وجيشها بالمليشيات الشيعية ، الثلاثة عشر محافظة الباقية وجزء من بغداد ( الشيعي ) يشكلون القوات التي تقاتل داعش وحلفاؤه .
الاول : أمريكا وقفت بجانب النظام الذي سمحت له بقمع الانتفاضة بالموافقة على طلب صدام الذي قدمه سلطان هاشم والوفد المرافق له في خيمة سفوان المشينة آنذاك بالسماح لطائرات الهليكوبتر بالتحليق وكذلك السماح بتحرك قطعات الجيش .
الثاني : أمريكا تقف بجانب القوات العراقية ضد داعش ومناصريه (تدريب وطيران )
الاول : لم يعدم اي أسير الا نزر يسير من الذين حكم عليهم الشعب نتيجة اجرامهم بحق الشعب وهم من ابناء نفس المحافظة ونفس الطائفة ولم يهجر اي عائلة ولم يغتصب اي امراءة .
الثاني : قتل وبوحشية الآلاف من الطوائف الاخرى وهجر واغتصب وباع واشترى بالأسرى .
الاول : منع عنه الماء والغذاء والدواء والعلاج بل احرقت مستشفيات بكاملها من قبل قوات صدام .
الثاني : لم يمنع عنه شيء بل حتى رواتب الموظفين الذي يقتطع منها داعش لتمويل ذاته تصل بالوقت المناسب فضلا عن الغذاء والدواء وما الى ذلك .
الاول : لم يكن له لا قائد ولا مرجعية ميدانية ويطلب الشهادة .
الثاني : له قائد ( ابو بكر البغدادي ) ومرجعية ميدانية ويطلب الشهادة .
الاول : قصفت القوات الصدامية المحافظات المنتفضة بصورة عشوائية وبغض النظر عن موت المدنيين والذين لم يشاركوا المنتفضين انتفاضتهم والاخرين في ( البيضاء) مهللين وفرحين ( حيل وأبو زايد )
الثاني : لحد الان لا نعرف مالذي سيحصل لان المعركة في بدايتها رغم ان في تحرير ديالى لم تسجل قتل عشوائي وكذلك المؤشرات كلها تقول بان ليس هناك قصف او قتل عشوائي رغم ان هناك اصوات كثيرة تطالب بالثار من مبدأ ( حيل وأبو زايد ) .
الغرض من هذه المقارنة الدخول الى المقاربات النفسية والتصرف على هذا الاساس لان الموضوع النفسي خاضع للفكر والتفكر فالمشاعر هي وليدة الأفكار فالحرب اذا أردنا الانتصار فيها علينا تحشيد كل الفرص الممكنة واهمها التثقيف وبثه بكل الوسائل الممكنة واهمها الاعلام . والتي تفرز بالضرورة مسؤوليتنا الواجبة في الحفاظ على الأبرياء وعلى المغرر بهم عاطفيا فليس كل موصللي داعشي وليس كل اهل الموصل وصلاح الدين والانبار راضين عن داعش واخواتها .
وكما قالوا ” احب جارك ، شرط ان لا تحن رأسك له ”
[email protected]