7 أبريل، 2024 3:03 م
Search
Close this search box.

ما بين اليقظة والاحلام‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنت قد نمت متأخرا تلك الليلة كعادتي فحب السهر له نشوة خاصة في قلبي , ومنذ ان غفت عيناي وخرافات وكوابيس تجول في منامي بحرية لا قيد لها .
, حلمت انني اجلس مرتاحا في بيتي لم ار حزنا على محيا البشر فمنذ نشأتي والحياة بهيجة من حولي, والجو مشوب بالاستقرار, اخرج في نزهة نهارية ثم اعود لإشاهد التلفاز حينا واتطلع صفحات الانترنيت حينا بلا ملل فكل ما اريد متوفر حولي وكل ما يشاؤه قلبي قريب , حتى اذا حل الليل اتطلع نحو السماء , أنوار النجوم تزينها الكهرباء , حلمت ان الارض خضراء وعصافير السماء تغرد بجمالها والارانب تلعب بمرح وانا ممسكا فنجان قهوتي , اتطلع لمثل هذه المناظر الخلابة متفكرا بإبداعات هذا الخلق العظيم وهذا البلد الامين فالامن موجود والحياة ترقص بين ايدينا نتنعم بخيراتها , وافكار الحب امنة تسير بين حارات عقلي , فجأة همس رقيق يداعب اذني لأستيقظ من هذا الحلم الجميل , ما زال الوقت مبكرا على الاستيقاظ وعدت لأنهي حلمي.
حلمت انني اسير بروية في شوارع منطقتي التي لم ارها منذ دهر طويل في ليلة ظلماء فإذا بي اسمع اصوات الانفجارات , متتالية تزحف بعنفها نحوي , وانا اركض حتى وصلت غابة كثيفة فولجت اليها, وها انا اسير بين اشجارها التي قد ذبلت اوراقها وكهلت سيقانها , فأصبحت مرتعا للوحوش , ارى فيها اثار توحي كأنها كانت يوما عامرة بالاشجار موشحتا بالخضار, وارى من بين اغصانها هياكل لطيور الحب , اتسائل ما الذي حل هنا بهذه الغابة ؟ هل هجم عليها الضباع واغتصب برائتها , فعم الحزن محياها .
اسير برعب لا اعرف الطريق فقد فقدت علامات العودة , اي عودة , هل اعود الى تلك الهجمات المخيفة ام ابقى هنا في مكاني وانا اسمع خطوات الضباع ونباح الكلاب الجائعة  تقترب مني وبدأت الرياح تشد عصفها و تدفع بي بقوة نحوهم فغدرت بي وسلمتني لوحشيتهم , وها هم يحيطون بي من كل حدب مكشرة انيابهم , لا احمل بيدي سوى قلم كنت ادون به شعري , اين حل القلم , ليس بيدي شيئا ادفع به ضرهم , تناولتني النياب وبدأت تنهش في قافيتي .
ايقظني رفيق سكني السوري الذي جمعتني معه رياح الغربة في هذا البلد البارد الذي لا تغرب الشمس فيه . هزني بعنف : مهند … مهند قوم صار وقت الفطور .
فتحت عيني ببطئ : يا فطور , اجابني : فطورك .
نهضت من فراشي متطلعا الى الساعة التي تشير بوضوح الى 8:22 دقيقة اي فطور هذا الذي يتحدث عنه فوقت اذان المغرب لا زال مبكرا في هذه البلاد , غسلت وجهي وعدت الى هاتفي لأرى اخر المستجدات , استغربت , لم يتصل بي احد لا بريد الكتروني ولا فايبر او وتساب ولا اشعارات وسائل الاتصال .
الامر غريب : ارسلت رسالة الى ابي الذي تفصل بيني وبينه مئات الالاف من الاميال (هلو بابا .. اشو ماكو انت ) بلا جواب , ليس كعادته بإجابتي فورا او ربما بعد دقائق قليلة .
قلت ربما سيكون الاتصال خير من يهدء الشر في ظني : الهاتف يرن ومعها نبضات قلبي فقد وقع الخوف فيه .
الو : هلو بابا اشو ماكو اليوم ؟
ليش بابا ساعة بيش هسه ؟
ساعة بيش مو ب8 وشوية .
اي بابا الصبح .
انا : استغفر الله ربي
وانتهت مكالمتنا وبيني وبين نفسي زفرات راحة وانزعاج , ارتحت لأن الموت لم يكن له خبر في اتصالي ,  وانزعاج من الخطأ التفسيري , هل الوم اللهجات ؟ فزميلي ليس بعراقي لا يعرف معنى (الريوك) من (الفطور) ونحن في الشهر الفضيل , ام اللوم من جعل الاخضر يابس وحملنا الى هنا .
اكملت نومي متأملا ما جرى متمنيا ان ترأف الاحلام بي في قادمها 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب