لا يختلف اثنان على اهمية تحرير الموصل وأنهاء دولة الخرافة التي عاثت فساد وقتل وأرهاب بشكل لا مثيل له بعناوين غريبة بدائية لذلك فأن عودة الموصل الى أصالتها وعراقيتها حدث تاريخي يمثل انتصار العلم على الجهل والنور على الظلام ولكن مابعد التحرير ماذا سيتخذ من خطوات بأتجاه البناء الفكري والمصالحة المجتمعية سيؤسس للعراق الجديد الذي لن يسمح للفكر المتطرف ان يعود بأسماء وصيغ جديدة وهذا مايتأمله المخلصون ولكن ما حدث من جدال وتنازع وتبادل للاتهامات بشكل عدائي بعد تفجير منارة الحدباء وهي المعلم الحضاري ذو الدلالة التاريخية الكبيرة التي جعلت مدينة الموصل يرتبط اسمها بأسم المنارة حتى سميت الموصل الحدباء ورغم كل ذلك رأيت ما لا يبشر بالخير لأنني لاحظت ان عدد كبير يركز على جانب ديني او طائفي في هذا الحدث الجلل بل كان البعض فرح ويشير بسرور ان منارة الحدباء بناها نور الدين زنكي بل حتى تم وصفه من قبل البعض بالحاقد على الشيعة ورجعنا للتوصيفات التاريخية الطائفية البغيضة التي كنا نتمنى ان تنتهي ولكن هؤلاء المرتبطين ببعض العمائم الظلامية التي تريد ان يستمر التباغض والعداء بين افراد الشعب الواحد لازالت تسيطر على قطاعات من الشباب الجهلة وتحركهم كيفما تريد وتجعلهم طعم لنشر الكراهية والظلم وقتل اخوتهم ولذلك نقول اذا كنتم تريدون تدمير العراق وحضارته لماذا لا تدمرون اثار المدائن وهي التي بناها كسرى الذي كان يعبد النار ٠
ان العراق يزهو بجميع الاثار الحضارية من بابل وسومر واكد والمدائن واثار الناصرية ونمرود وهي تمثل اساس التطور التاريخي للعراق ونتمنى ان يكون في رجال الدين صحوة أطال انتظارها ان حدثت في أن يعيدوا الفكر الاصيل للدين ويستقروا في اماكن العبادة ويبتعد كل منهم عن الدولة والسلطة والسياسة ويتركوها لأهلها ويكفوا عن نشر الخرافة والجهل ويتركوا المناصب والمغانم والمكاسب ليكسبوا حب الناس وتقديرهم بدل من لعنهم