22 ديسمبر، 2024 10:11 م

ما بين المجلس والحكمة، ثمة ركودٍ وإنطلاق

ما بين المجلس والحكمة، ثمة ركودٍ وإنطلاق

” لقد كان لدينا رؤية ومنهجاً، إعتمد على مساراتٍ تاريخية، أمتدت لنحو مائةِ عام، رسخها شهيد المحراب وعضدّها عزيز العراق، وعملنا على تطبيقها، والسير على خطاها، وفق آليات جديدة ومناهج حديثة، لكنّها(للأسف) إصطدمت بمعرقلات كثيرة، حالت دون تطبيقها على أرض الواقع”. من خطاب زعيم تيار الحكمة _ عمار الحكيم _ في بيان التأسيس.
وضعُ آلياتٍ وستراتيجيات وبرامج، من لوازم قيام الكيانات السياسية، وغالباً ما يتفق أعضاء تلك الكيانات على هذه الأمور، لكنهم يختلفون في التطبيق، لاسيما مع إمتداد الفترة الزمنية، التي تصحبها تغيرات كبيرة وتطورات خطيرة، لذا تظهر الزعامات السياسية لتحسم الأمر، بإتخاذ القرار المناسب…
جاء في القرآن﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[آل عمران:159]﴾، حيثُ كان النبي يشاور أصحابه، فإذا رأى الأختلاف بينهم، كان قرارهُ يعتبرُ هو النهائي والحاسم، وعلى الجميع طاعتهُ حينئذ، وبما أن(الشيخ جلال الصغير) رجل إسلامي، فهو لا يعتقد بأن عمار الحكيم يستحق هذه المكانة، لأنه ليس فقهياً(مجتهداً)، ولنا أن نسأل: أين كان الشيخ طول تلك الفترة من إستلام السيد عمار الحكيم قيادة المجلس الاعلى؟ وهل كان السيد عبد العزيز الحكيم فقيهاً؟
لعلَّ قائلاً يقول: لم يكن ثمة إختلافٍ في تطبيقات آليات وبرامج المجلس الاعلى، لكن عندما وقع الإختلاف ظهر هذا الشئ، أي أن الشيخ الصغير يعتقد بزعامة الفقيه، وفق متبنياتهِ الفقهية السياسية… وهذا الكلام محل بحث ليس هنا مكانه…
من الفقرة المقتطعة من خطاب السيد الحكيم، ومما بيناه في الفقرات التي تلتها، نستطيع أن نستنتج أن المجلسيين لا يستطيعون أن يضعوا قرار حسم الأمر بيد الحكيم، وهنا يتبن لنا قرار السيد الحكيم بإنشاء وولادة تيار جديد، يؤمن بهِ زعيماً، لما يحملهُ من رؤية وبرنامج، والقدرة على تطبيقهما، بدون شرط الفقاهة، فكان قرار تركهِ المجلس ضرورة، فكما يقال:” لا أمر لمن لا يطاع”، فبحث الحكيم عن تيارٍ يطاعُ فيه…
بقي شئ…
نتمنى أن يكون ما حصل في ولادة تيار جديد، هو إنشطار خلايا، تضيف نقطة ضوءٍ في مسار العملية السياسية العراقية، وأن لا تأخذ أبعاداً شخصيةً عدائية، ويبقى القرار النهائي للشعب، من خلال صناديق الإقتراع…