23 ديسمبر، 2024 10:16 ص

ما بين التسوية التاريخية وحكومة الأغلبية..ضَعُفَ السنة ورفضَ الكورد 

ما بين التسوية التاريخية وحكومة الأغلبية..ضَعُفَ السنة ورفضَ الكورد 

في وقت ينتظر الجميع فيه تحرير نينوى ، وما ستؤول إليه الاوضاع ما بعدها ، والنتائج  التي ستتمخض عنها وتداعياتها محلياً وإقليمياً ودولياً، طرح صاحب المبادرات الكثيرة ومشاريع المصالحات الوطنية والتي عود الشارع عليها قبيل كل إنتخابات تجري في هذا البلد مشروعاً أطلق عليه “التسوية التأريخية” صاحب هذه التسوية هو صاحب الحل والعقد في العراق والممسك بزمام الامور منذ احتلال العراق ولحد هذه اللحظة ” التحالف الوطني” وتحديداً السيد عمار الحكيم .
مبادرة السيد الحكيم في باطنها تسعى إلى لملمة البيت العراقي المشتت، من خلال جمع كل الأطراف العراقية، سواءً المشاركة في العملية السياسية أو المعارضة لها، حول مشروع سياسي شامل وجامع يخفف من حدة ووطأة التحديات المقبلة التي ستفرزها مرحلة ما بعد «داعش، لكن هل كل التحالف متفق عليها وراضٍ بها هذا هو السؤال ، لان كما يقول المنطق اذا أردت طرح شيء ترغب بتطبيقه فعليك الإيمان به من الداخل ثم طرحه للعلن .مبادرة التسوية لا تزال تراوح مكانها منذ إنطلاقتها ولحد الأن ، فما بين مرحب ورافض اطلق إئتلاف دولة القانون الذي يزعمه السيد المالكي مبادرة اخرى بضرورة تشكيل حكومة الأغلبية السياسية وان تكون الأطراف الاخرى ” السنة ، والكورد” معارضة قوية داخل البرلمان كما صرح بذلك السيد صلاح عبد الرزاق في حواره يوم أمس مع احمد الملا طلال في برنامج بالحرف الواحد والذي جمعه أيضاً بالنائب عن تحالف القوى الوطنية لقاء وردي ورئيس الديمقراطي الكوردستاني السيد خسرو كوران.المتابع  للشأن العراقي يجد رفضاً كوردياً لمبدأ حكومة الأغلبية وضعفاً سنياً واضحاً في القيادة والأفراد والصورة المستقبلية قاتمة فيما إذا بقي الحال كما هو عليه ،  فلا نينوى تحررت كما وعد السيد العبادي قبل بزوغ فجر العام الجديد 2017 ، ولا التسوية التاريخية أبصرت النور بعد،  ولا السنة توحدوا حول قائد قوي واحد .

وبالعودة بالحديث عن التسوية التاريخية التي طرحها السيد الحكيم ، برزت العديد من التساؤلات حولها، “وما ستقدمه لإنجاح العملية السياسية في بلد يعاني من تأزم مزمن، سياسياً وأمنياً واقتصادياً””فمن القراءة الأولى لفقرات ومواد هذه المبادرة يتضح أنها تختلف عن سابقاتها، من حيث أنها اعتمدت مبدأي العمومية والشمول، لمعالجة كل المشاكل التي يعاني منها العراق وتحديداً موضوع أزمة الحكم ونظام تمثيل المكونات وإدارة الدولة، وأن الأساس الذي تقوم عليه هو إيجاد عقد اجتماعي جديد يقوم على أساس المواطنة والهوية والانتماء، والتأكيد على مفهوم دولة المؤسسات، واعتماد مبدأ المساواة في التمثيل، وجعل الالتزام بهذه التسوية يقوم على عدة مسارات تبدأ بالمصارحة والمكاشفة وتنتهي بعقد اتفاق سياسي شامل برعاية أممية وأوروبية وإسلامية وعربية، وفضلاً عما تقدم، فقد وضعت هذه التسوية عدة مبادئ رئيسة”مقابل هذا كله برزت  العديد من الإشكاليات التي يمكن أن تشكل تساؤلات عامة قد تقف عائقاً أمام نجاح هذه التسوية لخصها  الدكتور فراس الياس أستاذ في كلية العلوم السياسية – جامعة الموصل- العراق من أبرزها:أولا: لا يخفى على أحد إن التحديات التي ستفرزها مرحلة ما بعد «داعش» ستكون كبيرة جداً، بل هي أكبر من قدرة القيادات السياسية العراقية على استيعابها، التي ستنعكس بصورة مباشرة على المشهد السياسي العام، ما قد يؤخر طرح هذه المبادرة في الوقت المناسب، فضلاً عن أنها قد تطرح متغيرات جديدة، قد تعيد صياغة هذه المبادرة من جديد، وهذا ما يترقبه العالم بعد استلام دونالد ترامب لمقاليد حكم الولايات المتحدة .ثانياً : على صعيد الوسط السني بدأت المنافسة بين القيادات السنية التقليدية (الحزب الإسلامي وإئتلاف متحدون) وبين القوى السنية الصاعدة (جناح عبدالرحيم الشمري وعبدالرحمن اللويزي والمشروع العربي  الذي يتزعمه الشيخ خميس الخنجر) والذي استبشر به السيد مقتدى الصدر بالقول ” المشروع العربي اسم رنان أتمنى أن يكون من رحم الشعب” وذلك في تصريح سابق ، ما يعني طرح إشكاليات جديدة امام التحالف الوطني في موضوع اختيار الجناح الذي تتفاوض معه باسم السنة.
ثالثاً: رغم أن المبادرة أشارت في خطوطها العامة «ألا عودة لحزب البعث ولا حوار معهم»، إلا أن الكثير من المصادر من داخل التحالف الوطني أشارت إلى أن المبادرة الجديدة لن تتحاور مع حزب البعث كتنظيم حزبي، ولكنها ستتفاوض مع البعثيين (جناح عزة الدوري وجناح محمد يونس الأحمد) كأشخاص، إلى جانب ذلك أشارت المصادر إلى أن هذه المبادرة ستشمل فتح باب الحوار مع وزير المالية الأسبق رافع العيساوي ونائب رئيس الجمهورية الأسبق طارق الهاشمي. وفضلاً عن هذا كله أشارت التسوية إلى أن المصالحة ستكون مع الجميع، سواء المشاركين في العملية السياسية أو المعارضين لها، حتى الفصائل والجماعات المسلحة، وهنا يبرز الحديث عن الفصائل السنية المسلحة كـ(الجيش الاسلامي، كتائب ثورة العشرين، جيش المجاهدين، انصار السنة، جيش رجال الطريقة النقشبندية… الخ ) بالاضافة إلى (هيئة علماء المسلمين) التي تعد الممثل الشرعي لكل هذه الفصائل المسلحة، أو على الأقل البعض منها، وهذا ما يعني أنه من أجل جلب هذه الأطراف إلى طاولة المفاوضات، تقديم الكثير من التنازلات أقلها، تعديل بعض مواد الدستور التي تحظر الحوار مع هذه التنظيمات، ما يعني الدخول في أزمة دستورية جديدة قد تدخل البلاد في خندق المجهول.التحالف الوطني جدد اليوم  رؤيته بمشروع سياسي “جامع ومطمئن” للجميع بعد يوم من كلام ائتلاف دولة القانون عن ضرورة تشكيل حكومة أغلبية سياسية ليبقى الوضع يراوح مكانه لأشهر أخرى او لسنوات طوال …