17 نوفمبر، 2024 4:46 م
Search
Close this search box.

ما بين البعث والمجتمع حنين للفساد

ما بين البعث والمجتمع حنين للفساد

 سؤال يجول في مخيلتي، وأقرأه في عيون الغير ،لماذا الحنين إلى الماضي؟ ،وهل هناك طعم كان يرتجى من عيش رغيد واحترام متبادل؟ ،أم هل كان احترام للحرية والتعبير عن الرأي ؟،ما السبب الذي يجعل البعض يروج لفكرة يا ليت صدام وبعثه في الحكم ؟.

 إن من يجمل صورة الماضي و يحن لأيام السنين الغابرة، ما هو إلا إمتداد لتلك الحقبة العفنة التي بذرت بؤر الفساد والتضليل ، تهميش وقتل وتشريد لأغلب المكونات ،وما هدفهم إلا وضع الإستفهام والعلامات الفارغة، في جبين الإسلاميين ممن تصدى لدرء خطرهم و امتدادهم، ليغمزوا الإسلام ويغازلوا تاريخهم العفن، و يضعون إشارة الاتهام حول الأحزاب والتيارات المعارضة لحكمهم سابقاً و حاضراً، ليضعوا إكليل ورد حول طغيانهم وهدامهم وبعثهم، لكن هيهات لهم ذلك و للتاريخ أشهاد و شواهد. 

الفساد والفوضى ليس وليد الساعة، ومن يعزوه إلى ما بعد 20033 فهو قد تناسى تماماً، ما فعل النظام السابق وكيف أسس بنيان خاطئ انهارت منه المنظومة الحكومية الحاكمة، أستشرت الرشوة وبشكل علني من أعلى الهرم الى موظف الخدمات، و وصل الحد في أيام الحصار والسنين العجاف ،إلا طالب المدرسة وهو يتلقى العلم يدفع لمعلمة الرشا! ،مقابل العلامات الجيدة في الامتحان، واقع حال لا يمكن أن نتناساه.  فساد وخطف وقتل وسلب وتشريد،كانو يبثون سمومهم من على تلفزيون الحكومة الوحيد آنذاك، يبث مسلسلات في كيفية المساعدة على أن تكون مجرم وقاتل وتعلمك شتى الوسائل، والشاهد على ذلك مسلسل “أبو جحيل،والذيب “، تبنت الحكومة وبشكل علني ورسمي كيف تشكل أساس للفساد دون رادع، ويضعون أصابع الاتهام على الأحزاب الإسلامية ،مع أخذ النظر بالاعتبار أن هناك اليوم من يقتل ويسب و يقوم بأعمال أشد وحشية من السابق ،لكنها ممارسة فردية وربما هناك أحزاب تتبنا أعمالهم .

الاعتداء على المعلم  والطبيب والموظف ،ليس من طبقة تمتلك عقل أو علم ،بل من عشائر وشيوخ سماهم نظام البعث بشيوخ التسعين، مما ساعد على التفكك الأسري ومحاربة البعض للبعض ممن يوالي البعث، عشائرنا وشيوخهم الاصلاء، براء من هذا وما يحدث ،لكن الدخلاء منهم تبنوا هذا بشكل واضح.

 من يحن للماضي علية، أن يسأل من هم أكبر منه سنا، هل كانوا يأمنون على حياتهم؟ ،والحديث في داخل العائلة الواحدة كان يشوبه الخوف ،والعبارة الأكثر ترددا في العائلة “اسكت للجدار أذان”!،عجباً وصل الحد إلى أن العائلة الواحدة لا تأمن لبعضها، عكس اليوم تعبير عن الرأي واحترام للرأي الآخر دون غيض أو مضض.

عندما نتحدث لنضع لغة الأرقام والواقع يتحدث لكي نحن إلى الماضي المرير، قبل 20033 كان عدد المرافئ والملاعب الرياضية 25 ملعب ،أما اليوم فلدينا 54 ملعب أغلبها ملاعب دولية، ولتكن نظرتنا إيجابية أيضاً، عدد المدارس ما بين ابتدائية ومتوسطة ورياض اطفال حسب مراكز الإحصاء،قبل 2003 كان حوالي 9000 مدرسة وحضانة و رياض اطفال و أغلبها عبارة عن ثكنات عسكرية لحزب البعث ،أما اليوم فهناك 15806 مدرسة وحضانة ورياض اطفال أي نسبة الزيادة في أعداد المدارس حوالي 80% عن السابق ، وأيضا اذا تحدثنا عن الخدمات الأخرى ما بين عدد الجسور في المحافظات حميعآ وأغلبها في بغداد العاصمة، قبل 2003 هناك ما يقرب 50 جسر في عموم العراق ،أما اليوم أكثر من 200 جسر تم إنجازها والبعض الآخر قيد الإنجاز ،غيض من فيض لكي نحن إلى الماضي .

 ليس اليوم كالبارحة، وليس الجيل كالجيل، وليس التقدم الإلكتروني كما كان سابقاً دكتوراه في الجامعة ولم يمتلك حاسوب،أما اليوم تقدم إلكتروني واضح .

علينا أن نحكم عقولنا كيف لنا أن نميز ممن يريد بنا العودة والحنين إلى الماضي ، مالذي يرجوه ومن الذي يؤيد ومن يدعم؟ ، للعراق أعداء كثر منهم من داخله ومنهم من خارجه، والهدف يجمعهم واحد وهو عدم استقرار الوضع والعودة للماضي، وتشوية صورة الإسلام.

أحدث المقالات