22 ديسمبر، 2024 7:05 م

ما بينَ بيونغ يانغ وموسكو وافرازاته .!

ما بينَ بيونغ يانغ وموسكو وافرازاته .!

 ما اعلنته او ما صرّحت به الإدارة الأمريكية ” يوم امس ” بأنّ زيارة رئيس كوريا الشمالية السيد ” كيم جونغ اون – Kim Jong Un ” الى موسكو , بدعوة من الرئيس الروسي بوتين , ما هو إلاّ عملية استجداء روسيّة من كوريا .! , فلا نصف هذا التصريح بالهراء والإبتذال السياسي واللغوي والصحفي فقط , ولا ننحدر الى هذا المستوى الإعلامي غير المحسوب على لغة الإعلام , < فالذي يستجدي من دولة اخرى يذهب او يسافر اليها , ولا يوجّه الدعوة الى رئيسها كيما ” يتصدّق ” عليها .! >

   لم تكن العلاقات الستراتيجية بين موسكو وبين ” بيونغ يانغ – Pyongyang العاصمة الكورية ” بمثل ما هي عليه اليوم , وقد تضاعفت فيها المصالح المشتركة المقترنة بالضغوط الأمريكية ودول الناتو , وهذه الزيارة التي موعدها خلال الأيام القليلة القادمة , فإنّها بحدّ ذاتها , وقبل ما ستفرزه من تفاصيل واتفاقيات ولوجستياتٍ عسكرية وسياسية , فإنّها رسالة شديدة اللهجة موجّهة ” كصفعة عن بُعد ” الى ادارة بايدن .! , أمّا نتائجها العملية الأوليّة فلابد ان ستغدو ملموسةً عن كثب على الجبهة الأوكرانية – الروسية خلال الأسابيع القلائل القادمة …

    لا يمكن لموسكو أن تتقبّل وتتحمّل ما استهدفته وقصفته طائراتٌ مُسيّرة اوكرانية في قلب واروقة العاصمة الروسية , فمن النشاز السياسي ان يرتقي نظام زيلينسكي الى هذا المستوى في التعرّض الى دولةٍ كبرى كروسيا , بالرغم من أنّ الذين يقودون العمليات الأوكرانية هم ضباط وخبراء بريطانيين وامريكان ومن بعض دول الناتو الأخرى , وازاء ذلك من المنتظر والمتوقع حدوث نقلة نوعية عسكرية روسية سواءً على صعيد الجبهات المتقابلة او على صعيد تغيير تكتيك وستراتيجية القصف الجوي , حيث من الملاحظ أنّ القيادة العسكرية الروسية لم تستخدم منظومات صواريخ ارض – ارض إلاّ بأقل من الحد الأدنى , ومصانع الصواريخ تعمل على مدى الساعة على تخزين اعدادٍ هائلة مختلفة المديات للأيام المقبلة , وتتجسّم الحالة الساخنة التي ستواجهها اوكرانيا , بأنّ كوريا الشمالية هي الدولة الأكثر انتاجاً وتصديراً ومبيعات لمنظومات صواريخ ” سكود ” ومرادفاتها ومشتقاتها , وقد حان الظرف السياسي الكوري الآن لتنفيس اطلاق وانطلاق هذه الصواريخ كرسائلٍ متعددة لأطرافٍ غربيةٍ متعددة , وافرز ذلك ما يمكن اعتباره كتزاوجٍ سياسي – عسكري و ” عاطفي ” بين بيونغ يانغ وموسكو .!

الرأي العام العالمي ” على الأقل ” يترقّب مفاجآتٍ ما .!