ما يجري الآن في ساحة الوغى السياسية في العراق من مواقفٍ ومحاولاتٍ وتصريحاتٍ ناريّةٍ , معروفٌ ومكشوفٌ سببها للجمهور , والتي امست محطّ تندّرٍ ساخر , فإنّه يعيد للأذهان وبقوّةِ دفعٍ عجلى الى ما كانت الحكومات السابقة ” اللائي اعقبت الإحتلال او افرزها الغزو الأنكلو – امريكي ” الى ما كانت تنادي وتدعو وتهتف به تلكُنّ القيادات الحكومية ” : الى اجراء < مصالحة وطنية وحوار وطني > , الى الحدّ الذي صدّعت به رؤوس وسائل الإعلام المحلية في ذلك , وبلغ التمادي الى تشكيل ” الهيئة الوطنية لهذه المصالحة ” , وثمّ ابتكار منصب ” وزير الدولة للحوار الوطني ” حيث بموجب ذلك تشكّلت فروع ودوائر لهذه الوزارة في كلّ المحافظات < وبقيَ مجهولاً للإعلام عدد وكلاء الوزير والمدراء العامين ورؤساء الأقسام والشُعَب مع موظفيهم , بينما الأهم والأشدّ مجهوليةً في ذلك هو الميزانية المخصصة لهذه الوزارة وتكاليف المؤتمرات والدعوات والإجتماعات المنعقدة في هذا الشأن مع لوجستياتها , حيث بقيت هذه الوزارة في نضالها وكفاحها لبضعة سنوات > , ودون أن يفهم او يعرف الشعب العراقي مع مَن تكون هذه المصالحة .!؟
قد لا يدخل كلّ ذلك في الجانب الستراتيجي لهدر الأموال ” الذي كأنّه ممنهج ومبرمج ! ” , لكنّ الأبعد بُعداً في أبعاده الوطنية واللاوطنية