من زاويةٍ ما!
بجاذبية المغزى والأبعاد الأخّاذة استبقَتْ ” ماري ديجفسكي ” وزارة الخارجية البريطانية وادارة قصر باكنغهام الملكي , حيث كتبتْ في صحيفة الإندبيدنت أنَّ رسالة التعزية الأنيقة والبليغة التي وصلت في اليوم الثاني لوفاة الملكة , لم تكن من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون , ولم تكُ ايضاً من الرئيس الأمريكي بايدن , وانما كانت من الرئيس فلاديمير بوتين , والذي كان من اوّل قادة وزعماء العالم الذي بعث بكلمات التعزية الى ولي العهد السابق – الملك تشارلز الثالث , واضافت الكاتبة الصحفية الرشيقة والأنيقة ” ماري ديجفسكي ” أنّ رئيسة الوزراء البريطانية ” ليز تراس ” اضاعت فرصة اقامة خلفية احتياطية لإستئناف العلاقات الروسية – البريطانية في المستقبل , وانه كان يجدر دعوة الرئيس بوتين لحضور مراسم تشييع الملكة اليزابيث , بغية تحسين العلاقات الدبلوماسية بين لندن وموسكو , واكّدت انّ برتوكولات الجنائز الرسمية تعتبر فرصة ومناسبة لعقد اجتماعات تمهيدية وبدايات جديدة , لكنّ ادامة الإدانات العالمية فلا يؤدي إلاّ الى تفاقم الخلافات بدلاً من حلّها .
الى ذلك , اعلنَ المتحدث بأسم الرئاسة الروسية ” ديمتري بيسكوف ” بأنه ومنذ البدء فلم تكن لدى الرئيس بوتين ايّ خططٍ للمشاركة في مراسم التأبين المخصصة للملكة الراحلة , وقد يغدو كلام المتحدث الروسي صائباً ودقيقاً ” وليس لإعتبارات حفظ ماء الوجه ” لكنّ الرئيس الروسي كان يتحسّب مسبقاً للإحراج النفسي حين يقف وحيداً أمام اعدادٍ من رؤساء وقادة دول العالم الذين يناصبوه العداء .!