كانَ بائساً , وكانَ فاقدا “ً للّون والطعم والرائحة ” على اقلّ تقدير , ومن كلتا الزاويتين السياسية والعقلية او المنطقية , ذلك البيان – التصريح النقدي والحادّ الذي اصدرته ” السلطة الفلسطينية – الرئيس محمود عباس ضدّ قيادة حركة حماس جرّاء اجرائها مفاوضاتٍ مع جهةٍ اجنبية ” وفق تسمية السلطة الفلسطينية , التي ارتأت عدم تسميتها الدقيقة ” وكأنها تنتابها الخشية المسبقة ” ولا نقول الرجفة او الإرتجاف ومشتقاتهما اللغوية الأخرى ” في ذلك .. فوفقَ تعبيرٍ دارج وسابق ( كلّ القصّة وما فيها ) فإنّ قيادة حركة حماس اجرت خلال الأيام القلائل الماضية مفاوضاتٍ مركّزة مع وفدٍ امريكيٍ خاص في العاصمة القطرية , حول افراج حماس على بعض الرهائن – الأسرى لديها مّمن يحملون الجنسية الأمريكية , وحتما أنّه ليسَ مجّاناً .! انّما مقابل ارغام تل ابيب على اطلاق اعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين , وتمديد مدة وقف اطلاق النار او وقف القصف الأسرائيلي على عموم المدنيين والعوائل في القطّاع , وهذا ما يدخل في كل مفردات ” علم المنطق ” في ادنى واقصى مفاهيمه ومنهجيّته , لكنّ ما تتشارك وتتقاسم كلتا الدراما والكوميديا 50 % 50 فيه , أنّ سلطة الرئيس الفلسطيني ابو مازن اعترضت ودانت يشدة وحدة موقف حركة حماس هذا , بذريعة وحجّة انها لم تحصل ولم تأخذ الضوء الأخضر من ” قيادة السلطة الفلسطينية ” لإجراء تلك المفاوضات .! , ثُمّ ومن دونِ قولٍ لا تستدعيه دواعٍ عن التساؤل بين الرابح والخاسر في تلك المفاوضات , والتي بدا أنّ كلا الجانبين استفادا منها ” بعد موافقة حماس على الإفراج عن رهائنٍ يحملون الجنسية الأمريكية , فماذا فعل وماذا كان دُور السيد ” ابو مازن ” خلال اكثر من سنةٍ ونيف من القصف الأسرائيلي المجنون – المدروس على كلّ مفاصل , وكل شبرٍ وزاوية في عموم القطّاع , سوى التنديدات المتقطّعة بموقف حماس , ونقدٍ متقطّعٍ اكثر للقصف الأسرائيلي على صعيد الكلمات .! , أقلّ ما يقال في هذا المنوال : أنّ ضيق الأفق قد بلغ اعلى درجاته في رؤى ” السلطة الفلسطينية ” التي يراد لها أن تحكم القطّاع لاحقا وبدون حماس , وبكلّ حماس .!