حقا انه لمثل رائع ،ذلك الذي يقول اذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بالحجارة . وقد كان لطول أنف الرئيس الامريكي ان يكون سببا لتدخله في أمر داخلي لدولة عظمى مثل الصين ، وكان التدخل سافرا وبعيدا عن البروتوكول واللياقة ، حيث هدد الصين بفرض العقوبات عليها ، اذا ماطبقت قانون الامن الوطني الذي شرعه برلمان شعب الصين، وقد أراد الرئيس ان ينقل مشاكل بلده العويصة جدا الى الخارج وليثني الشعب الامريكي عن عزمه في معرفة اسباب تأخر البيت الأبيض للتصدي المبكر لوباء كوفيد 19، كورونا، ولقد كان لبرميل التمييز العنصري ان ينفجر بسبب وفاة المواطن الامريكي جورج فلويد من الاصول الافريقية على يد أحد ضباط ألشرطة ، وقد اتهم وزير العدل الامريكي جهات سماها مندسة بالتحريض على التظاهر والقيام بأعمال العنف، وهو بذلك يقصد منظمة انتيفا العالمية antifa ,وهي منظمة ولدت في إيطاليا مناهضة الفاشية .
ان الرئيس ترامب كشخصية لم يكن على الإطلاق يستحق أن يكون رئيسا لأكبر دولة في العالم ، لا من حيث السلوك ولا من حيث امتلاكه كاريزما تؤهله للقيادة والتوجيه ، فالرجل مزاجي التصرف كثير الكلام قليل الانضباط ، فهو قد أخل منذ تسلمه الرئاسة بالموقع الامريكي في العالم وفتح أبواب كثيرة للصراع مع الكثير من دول العالم ، واداريا كان على خلاف مع الكثير من اركان ادارته مما دفع الكثير منهم للاستقالة ، واليوم وهو في اعلى مراحل تدهور سمتته فتح النار على الصين في مسألة هونكونغ وتاييده للمظاهرات فيها وتدخله السافر انعكس عليه في موقفه من مظاهرات رفض العنصرية ، فاخذ يتبع ما اعاب على الصين ، فاخذ يحرض ويأمر لتدخل الشرطة الاتحادية او الجيش ، وهذا هو سر الفشل في ادارة هذا الرجل للسياسة الداخلية او سياسته الخارجية ، اذ انه ياتي بما انتقد فيه الغير ، وان من علامات فشله تدني شعبيته ، خاصة أثناء المظاهرات الأخيرة ، وربما هذه هي بداية انتهاء وجوده في البيت البيض للأعوام الأربع القادمة,