23 ديسمبر، 2024 3:21 م

كل مواطن عراقي تمنى عند استيقاظه ان يتفاجأ بشارع معبد (مبلط) او كهرباء تستمر او ماء لا ينقطع او اي شيء آخر يتفاجأ بوجوده عند استيقاظه صباحاً تنجزه له حكومته المحلية او المركزية في ليلة وضحاها، لكن لم نتفاجأ بأي تغيير نحو الأفضل ولله الحمد الا مفاجأة صباح ١ نيسان ٢٠١٤ عندما رأينا الشوارع والأزقة انقلبت رأساً على عقب بالصور والألوان وبذخ للأموال! كان إنجازاً كبيراً منهم فقد أثبتوا أنهم إن تكاتفوا لاستطاعوا تحويل العراق إلى عراق آخر في ليلة وضحاها.

كنتُ أقلّب بعض الكتب القديمة في مكتبة ملأتها الأتربة والحشرات فوجدتُ ديوان للمرحوم الشاعر عبود الكرخي، فأعجبتني قصيدة يتحدث بها عن البرلمانيين آنذاك ربما في عشرينيات القرن المنصرم فيسخر منهم بكلمات تسرّ المسامع، لذا أحببت أن يطلّع عليها القارئ الذي أجهد نفسه في الحصول على بطاقة الناخب. ملاحظة: أنصح الناخب الكريم أن يقرأها بلحن المربّع البغدادي التراثي:

أقسم بالّذي ألقوه بقعر الجب * نائب ما بهم عن مصلحتنه يذب

نعم.. أشهد إلى منفعة ذاته يحب * يقبض راتبه ويلعن أبو الأوطان

قبل هذا فلا واحد يعرفه قط * سوى عائلة بيته مكفّخ ملطلط

رجل عادي فقير ومنزوي منحط * في داره جليس ايفاوض النسوان!!

هذا قِسِم من عندهم والآخر * صرفها بالخمر والونسة (والبوكر)

وبالمجلس عبارة عن صخر مرمر * صامت لأن حيوان بشكل إنسان

رحمك الله أيّها الكرخي فلو ألقيت قصيدتك هذه الآن لاُبلِغَتْ نفسك الحلقوم أو لرميتَ بالجنون على أقلّ تقدير!!

سؤال: لماذا اختارت المفوّضية العليا للانتخابات شهر نيسان موعد انطلاق الحملات الانتخابية؟!

جواب: الكذب مغتفر طالما يكون في نيسان (كذبة نيسان) كفرحة الزهراء (ع) اذ يرفع القلم ويباح الذنب!

يقول أحد المواطنين: أنا اسيء الظن، ربما أنا سلبي بطبعي، إذ أرى ان غاية كل مرشّح للانتخابات هو المال والجاه، ان كان ذو مالٍ ينقصه الجاه وان كان ذو جاهٍ ينقصه المال ولو كان ذو مال وجاه لتمنى وادياً اخراً!

وقال آخر: خدمة الوطن والمواطن ان كان له وجود اصلاً في ضمائرهم فسيكون حتماً في المرتبة الثانية بعد خدمة النفس او في المرتبة الثالثة بعد خدمة الابناء والعائلة وتكوينهم او في المرتبة الرابعة بعد خدمة الحزب! لا شك في ذلك وهذا ما توصلنا اليه من خلال تجارب سابقة، واشك في وجود معارض لكلامي!!

يقول آخر: ننتظر نزول سماحة الشيخ بشير النجفي الباكستاني إلى ساحات الاعتصام حال فوز المالكي، من دون عمامة كما صرّح سماحته!

يقول آخر: صرفوا أموال طائلة من أجل بطاقة الناخب لأنّها تصب في مصلحتهم، إذ كان الأولى أن يخلّصونا من الأربعة العجاف في بطاقة الكترونية موحدة بدل بطاقة الناخب!

المواطن [الإنسان لا الكتلة!] مسؤول عن كلامه ولا يعبّر بالضرورة عن رأيي!!