20 ديسمبر، 2024 8:31 ص

ما بعد داعش هل يبقى العراق  في وحدته المفككه ام يخضع للاقلمة ؟! ح1

ما بعد داعش هل يبقى العراق  في وحدته المفككه ام يخضع للاقلمة ؟! ح1

من المعلوم ان سيناريوا داعش سينتهي بالعراق لا محالة , ولكن هل تتوقعون ان يستمر العراق بوحدته المفككة ام يخضع للاقلمة والتقسيم ؟! الجواب على هذا السؤال سيختلف العراقيون فيه سواء كانوا مواطنين ام سياسين فبعضهم يريد عراقا واحدا وهذا مطلب اغلب سكان وسط وجنوب العراق مع سياسيهم ومرجعيتهم وحشدهم … المنطقة الغربية اغلب سكانها وسياسيها ومشايخها يفضلون الاقليم السني … فاي الخيارين مناسب للعراق ؟! هذا ما ساتركه لكم مع وصف موجز لكل خيار وعليكم تقع مسؤولية الاختيار … في البدء علينا ان نحترم خيارات العراقيين في هذه المناطق ونتفهمها في حالة كونها مسؤولة وبعيدة عن التدخلات الاقليمية والدولية , ولكن قبل التحدث بالخيارين نود ان نقول مزاج العراقيين مع ساستهم قد تغير خلال عقد من الزمن فكان سكان الجنوب وسياسيهم من اشد المطالبين بالاقليم في حين المنطقة الغربية وساستهم متشبثين بوحدة العراق , اليوم الامر تغير وانعكس تماما فالمطالب بالاقليم سابقا اليوم مصرا على وحدة العراق والذي طالب بالامس على وحدة العراق , اليوم مستقتلا على الاقليم فلا نعرف ما عدا مما بدا ؟! على اقل تقدير للمصرين على العراق الواسع الكبير الذي يستهدف حياة ابناءهم واستنزاف ثرواتهم وليس لهم جزاءا ولا شكورا فيه الا ان ينعتون بانهم فرس مجوس وصفوين … نقول لا باس ان يبقى العراق موحدا حتى وان كان مفككا , ولكن علينا ان نفكر باستقراره وايقاف نهر الدم الجاري فيه , الم تروا ان العراق منذ قرن من الزمن هو في حروب دائمة , بالسبعينات حرب البرزاني , في الثمانينات الحرب مع ايران , في التسعينات غزو الكويت , 2003 احتلال امريكا للعراق ….
توقعوا كم ارواح زهقت واطفال يتمت ونساء رملت في هذه الحروب المتواصلة ؟! طبعا هذه حروب عبثية ليس لها اهداف ونتائج غير نشر الموت بالجملة وتمثل كارثة متصلة بكارثة , مقابر جماعية وابادة بالاسلحة الكيماوية وفقر وبطالة وتهجير واخرها سبي واغتصاب وذبح وتفخيخ , هذا كله جرى وسيجري تحت عنوان العراق الواسع الكبير وكانما هذا العراق لا يتغذى الا على الدماء ولا يرتوي منها.اذا كان خيارنا العراق الواحد فكيف نتصرف مع ساسة الاكراد الذين انتماءهم للعراق رهين مصالحهم ؟! وهو انتماء صوري للعراق مبني على فرضية حلب خيراته الى اخر قطره بنفس الوقت سياسة الاكراد مبنية على لوي الذراع والابتزاز فبين الحين والاخر تصدح اصواتهم المطالبة بالانفصال رغم انهم يعيشون الاستقلال بكل معناه , بالامس خرجت تظاهرة في مدينة السليمانية احتجاجا على قرار تمليك مواطنين عرب اراضي وعقارات سكنية , فاين العراق الواحد من هذا الاحتجاج ؟! واين هم من العراق الموحد عندما طالب ماجستير او دكتوراه يدرس على نفقة الحكومة في الخارج عندما يسالوه عن اسم بلده يقول كردستان العراق , فكيف يكون شعور المواطن الكردي الغير متعلم اتجاه العراق ؟… واذا اردنا العراق الواحد فكيف نتصرف مع ساسة المثلث الغربي؟! الذين يرفضون ابن الناصرية وكربلاء والبصرة والحلة ان يجودوا بانفسهم ويستشهدوا للدفاع عن ارضهم وعرضهم ويقبلون بالاوزباكي والشيشاني والافغاني حاكما في مناطقهم وربما البعض منهم جعلوهم  اصهارا لهم .

بالامس كتبنا مقالا بعنوان (داعش ستنهزم عسكريا ولكن اعلامها سيبقى مقاوم ) واليوم نضيف الى هذا المقال عبارة : سيبقى فكر داعش وجناحها السياسي قائم … اذن قضية الطائفية والعداء والكراهية ستبقى قائمة ولا يمكن بالمطلق للشبك واليزيدين والمسيحين والشيعة المهجرين ان يعودوا الى ديارهم ويمارسوا حياتهم بامن وامان ليس من كل سكان هذه المناطق فقيها الشرفاء الوطنين بل من الحواضن لداعش والمتعاونين معها والمقاتلين تحت لواءها فداعش قوية لا ببسالتها بل بحواضنها ,  بنفس الوقت هل ستعود الرمادي والفلوجة الى حضن الوطن ؟! في الحقيقة هناك مخاوف تراود افكارنا ومنها كيف ومتى سيتم اعمار البنى التحتية التي عبث بها داعش في هذه المدن الكبيرة في ظل خزينة مالية خاوية ؟ ومتى سيعود المهاجرون والمهجرون ؟ مع اننا نعرف ان المجتمع الانباري بين حاضن لداعش ومتضامن معها او معارض لها , وبهذا ستكون عودة المهجرين ستخلق مشاكل عشائرية ثارية بين ابناء المدينة , لان ما مارسه تنظيم داعش من انتهاكات ومجازر وإعدامات في أوساط  اهل السنّة أحدث حالة انقسام كبير داخل العائلة الواحدة ستؤدي الى أشبه بحرب أهلية وربما عائلية بامتياز … 
صحيفة نيويورك تايمز نقلت شهادات من داخل الفلوجة لضباط سنّة يشاركون في تحرير المدينة، فيما أشقاء وأقرباء وجيران لهم منخرطون في صفوف داعش , هادي رزيج صرح انه عازم على قتال الإرهابيين قائلا“حتى لو كان شقيقي بينهم”، وفعلا شقيقه داعشي معتقل في السجون العراقية , وحال ارزيج كحال محافظ الموصل نوفل حمادي الذي شقيقه بايع داعش , سبحان الله التاريخ يعيد نفسه ففي معركة الجمل حصل مثل هذا تماما وتقاتل الاخوة  ابناء خلف الخزاعي فيما بينهم عثمان في معسكر الامام علي (ع) وعبد الله  في المعسكر الثاني المناوىء  … انظروا مدى الأحقاد التي تولّدت داخل العائلات نفسها؟ ومدى الضرر الذي سببه التنظيم داخل البنية الاجتماعية للطائفة السنّية في العراق ؟ ففي العراق الواحد الموحد الانقسام فيه لم يقتصر بين عرب وأكراد وبين سنّة وشيعة ، بل أضحى شديدا داخل الطائفة السنّية نفسها،وجوه شيطانية متشيطنة تصدت للمشهد السياسي فانتجت هذا التقسيم من امثال علي حاتم السليمان ورافع العيساوي وخميس الخنجر وناجح الميزان وعبد الرزاق الشمري واشباههم هؤلاء سوف لم ولن يتغير حالهم وتصلح سيرتهم وسريرتهم وهم اصحاب مشروع تدميري مدعوم اقليميا ودوليا في تفتيت وحدة العراق ؟ داعش الرجس انشئت بيئة لانقسام اهل السنة الى معتدلين ومتطرفين وسنشهد حرب بينهما  .

كذبة كبرى من يرفع شعارا (اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه ) فالوطن يباع ويشترى منذ 2003 الى اليوم وفي كل يوم وبالمناسبة من اطلق هذا الشعار الشيخ احمد الكبيسي ورايتموه بالامس يقول عن الحشد الشعبي غير مسلم , فكيف الشيعي اخو المسلم بالامس واليوم اصبح كافرا ؟!… عراق واحد بحكومة شراكة وطنية ولكن الشركاء احدهم يخون الاخر, واحدهم يدعي التهميش والاقصاء ويقصد بها صدارة السلطة وليس استحقاق المكون فهو طامح لا ستعداتها والا فالتخريب هو الاولى لها وانتم رايتم كيف نجحت الصحوات وانتصرت على القاعدة ؟!عندما كانت امرتها بيد الامريكان ولكن بمجرد ان اصبحت بادارة رئيس الوزراء السابق فشلت التجربة رغم الاموال التي اغدقت وكانت ترسل بالتيرلات لهم ولكن النتيجة حتى اسلحة الصحوات هربت او بيعت الى داعش وتبخرت اعدادها في الرمادي وكانوا بعشرات الالاف … هناك حقيفية يغفلها ويتغافل عنها سياسيو الصدفة ان المجتمع الغربي بعضه مع داعش واغلبه معارض فالذي مع داعش معروف توجه ومشروعه , اما المعارضون لداعش فهم منقسومون ايضا بعضهم يسعى الى راس السلطة كما كان قبل 2003 وهؤلاء المدعون بالتهميش والاقصاء , والبعض الاخر اعتبر هذا الامر من التمنى واكل عليه الدهر وشرب ولذا يطالبون بالاقليم السني وبكل الاحوال فان الحكومة المركزية الحالية لم ولن تكون بدليلة عن حكم داعش في المثلث الغربي والمناطق التابعة له بعد ان تنطوي صفحة داعش الى الابد … التاريخ القديم والحديث لم يروي لنا ولو مرة واحدة ان نظام الحكم بني على الشراكة في مكان ما , فمثلا بعد وفاة النبي (صلى) السقيفة اقصت الانصار وبني هاشم من الحكم وعندما تولى بنو امية حصروا حكمهم في عشيرتهم واهلهم واقصوا صحابة النبي والتابعين لهم بل قتلوهم في معركة الطف وواقعة الحرة وقطعوا عطاء بعضهم , وعندما ال الحكم الى العباسين اجتثوا كل اموي ونبشوا حتى قبورهم … واليوم امريكا يحكمها حزبان(ديمقراطي او جمهوري) بالتناوب وعلى اساس الانتخابات وكذلك في بريطانيا هناك حزبان (العمال والمحافظين) يحكم احدهما والاخر معارض وفي ايران لا يشاركون اي سني في حكم ولاية الفقيه , لكن الحكومة الوحيدة في العالم سابقا وحاضرا التي يشترك فيها كل القوميات والاديان والمذاهب هي الحكومة العراقية او ما يسموها حكومة الشراكة الوطنية …فمن اين اتوا بهذه الفكرة ؟ وما هو اصلها ؟ الم تكن هي بدعه في العرف السياسي لا تتعدى عملية تمثلية لا ستغفال الشعب العراقي لحصول اشخاص واحزاب على المكاسب والمناصب بعد هذا ؟!
 نستخلص من هذا كله ان العراق الواحد فيه ازمة سياسية وازمة طائفية وازمة قومية عنصرية , اي انه عراق مازوم ومتازم باحزاب متنافسة ومذاهب متصارعة وقوميات متنافرة وحتى عوائل مختلفة ومتقاتلة وكل يوم تنفجر فيه ازمات وتشتعل فيه صراعات وتنشا على ارضيه بيئات جاذبة لتدخلات اقليمية ودولية , فما قيمة عراق موحد ولكن لا يحفظ كرامة ولا دما ولا عرضا ولا مقدسات على حد تعبير الكاتب سجاد تقي كاظم … ساسته اما طامعين بثروته او اعداء لتطلعات شعبه او خائنين لمياهه وتربته .تتمة  المقال في الحلقة الثانية فانتظروها [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات