نعم الاقاليم ضمن العراق هو الحل الاخير الامثل بل هو قمة الخيار والواقعية خاصة بعد احداث سقوط الموصل …لقد نجحت الدول التي اختارات نظام الاقاليم نجاحا باهرا كالامارات العربية المتحدة على المستوى العربي واستراليا على المستوى العالمي , ارتقت وتطورت وانتعش اقتصادها ولا تنسوا ان داعش برزت بمناطق غير خاضعة لاقليم وظلت كردستان مستقرة بعيدة عن شرها فوجود الاقليم سيكون قوة للشعب وليس للاحزاب والكتل وهذا ما فهمه الاكراد وعارضه ساسة الجنوب لانه ضد مصالحهم واحزابهم , كما ان المنطقة التي تحظى باقليم ستزدهر اقتصاديا وستكتفي ذاتيا من الزراعة والصناعة والوقود والطاقة وستنتهي البطاقة ويختفي الفقر .
لقد تبنيا هذا المشروع فكريا مع اخوة سياسين واكاديمين وكتبنا مقالات عدة مع ناشطين مدنين بعد ان راينا ان العملية السياسية محكومة بالفشل وان من دخلها يريد تقويضها , فالطرف السياسي السني والكردي وحتى قسم من ساسة الشيعة لا يردوها وان ساسة السنة يطرحون اقليم سني ويطالبون بحرس وطني والكرد لديهم اقليهم وحرسه من البيشمركة فما الضير ان نطالب باقليمنا لمنطقة وسط وجنوب العراق وحرسه الحشد الشعبي او نبقى ممزقين ومشتتين , فالى متى اموالنا تهدر ودماءنا تسفك ؟! فليس في الافق ان العراق سيستقر ؟! ولم يبقى في نفس احد منا مكانا للصبر , هل يستقر غدا بعد غد بعد سنين؟! كيف يستقر وهو ملتهب بنار الطائفية ؟!
فالظاهر ان العراق قسمه الكبار فقط ينقصهم الامضاء على شهادة وفاته وقد تبنى التقسيم على اساس طائفي وعرقي ساسة خونه لا يهمم العرض والارض للعراقيين …نعم العراق العظيم في غرفة التخدير لاجراء عملية التقسيم ويبدو قد خرج من الادراج السرية الى العلن.
حلفاء امريكا صرحوا بسر التقسيم فنائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج اعلن عن امخطط يقضي بتقسيم سوريا الى ثماني او تسع دول، ومصر الى دولتين، والعراق الى ثلاثة، والسودان الى اربع، وليبيا الى خمس امارات او اكثر، ولم يتطرق الى المملكة العربية السعودية لتجنب غضب قيادتها.
ان امريكا تريد البديل الأفضل للدولة الإسلامية المزعومة في كل من شمال شرق سوريا وغرب العراق، وهو تأسيس اقليم سني مستقل واقليم شيعي في الجنوب واقليم كردي وربما دولة كردية في الشمال. ان القبول بقيام ثلاثة أقاليم رئيسية تخضع لحكم فيدرالي في بغداد هو الشرط الأساس لحسم ملف تنظيم داعش وتطهير العراق شبراً شبراً هذا شرط امريكا , وواشنطن سوف تتعهد أن تتولى حماية الحكم الفيدرالي الجديد في العراق بتأييد من مجلس الأمن لحكومة فيدرالية تمثل العراق بما يشبه النموذج السويسري وسيتم اعلان العراق كمنطقة استراتيجية من الدرجة الاولى وان أمنها مرتبط بالأمن القومي الأمريكي , وامركيا ستحث بل تامر دول الخليج و الذين لابد إنهم قد استوعبوا الدرس من دعمهم للتنظيمات الإرهابية بالوقوف الى خيار المقترح الامريكي بتقسيم العراق كما تقترح على تركيا أن تدرك بأنها ستنعم باستقرار اكبر على حدودها الجنوبية إذا ما سمحت بنشأة هكذا دولة.
اذن العراق يتقسم ببطء إلى ثلاث دويلات وهو كالمريض المخدّر الراقد في غرفة العمليات منذ تسرطن جسمه وأخذت مكوناته المجتمعية تأكل بعضها البعض , ومن يقرأ الاشياء والوقائع والحراك الذي يحصل في المناطق الساخنة وتحديداً محافظات المثلث الغربي سيكتشف بسهولة ان ثمة رغبة جامحة نحو قيام الاقليم السني وهذا ما ظهر جلياً في تصريحات المساري والعاني وقبلها النجيفي , اما ما نسمعه من كلام عن الوحدة الوطنية فأنه مجرد ذر الرماد في العيون وضحك على الذقون…بربكم قولوا لنا ماذا يفعل عدد من شيوخ العشائر يتقدمهم اثيل النجيفي في البيت الابيض؟ قولوا لنا بربكم ماذا يريد هؤلاء الشيوخ من الامريكان في هذا الوقت بالذات وما هو دور المستشارين الامريكان في قاعدة عين الاسد غرب الانبار؟! لماذا يستجدي شيوخ العشائر السلاح من الادارة الامريكية وما هي الغاية المنظورة او غير المنظورة من بناء جيش سني في المنطقة الغربية باشراف الامريكان؟! والسؤال الكبير ما هو سر تطابق مصالح رؤساء العشائر مع الامريكان الذين كانوا في وقت سابق يتعاملون معهم كمحتلين للعراق؟
وللموضوعية والإنصاف، فلا بد أن نشير إلى أن الأكثرية الساحقة من أبناء الشيعة والسنة من غير السياسسين في العراق لا مشكلة لديهم مع الطرف الآخر ولديهم رغبة شديدة بالتعايش السلمي مع بعض البعض بعيداً عن هذه النغمة الطائفية السخيفةرئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركة، في مايو/ أيار من العام الجاري، قال إن وحدة العراق اختيارية وليست إجبارية وأضاف عبر حسابه على توتير “لا أعلم متى ستستقل كردستان، لكن الاستقلال بالتأكيد على الطريق.امريكا مصرة على التقسيم في العراق وبايدن كاذب في تراجعه في إبريل/ نيسان 2015، عن رأيه السابق مناديا بعراق موحد لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”لان الجمهورين في مجلس النواب الأمريكي اقترحوا مؤخرا بتخصيص ميزانية لتمويل قوات البيشمركة الكردية والقوات السنية التي تقف في صف الحكومة العراقية في قتالها ضد تنظيم “داعش , وهل تعتقدون ان امريكا تصغي لرفض طرف عراقي لعراق موحد في حين طرفان يريدوه مقسما ؟! وهل امريكا يعيقها هذا الطرف في ظل هدف وستراتيجية قائمة لرسم خارطة شرق اوسط جديد لعموم المنطقة العربية وليس للعراق وحده .طبعا ثمن الرفض سوف يكون زج اكبر عدد من خيرة شبابنا في مطحنة الموت وتاسس جيش من الارامل والايتام مضاف الى الجيش الذي خلفه بحروبه صدام ويبدو أن النفوذ الإيراني والتاثير السعودي والقطري والتركي سيسرع هذه العملية التقسيمية في العراق.
ان إيران هي الخاسر الأكبر من قيام اقليم شيعي في الجنوب وأخر سني في الغرب فعلاوة على ما ستفقده من نفوذ وامتيازات هنا وهناك، ويصبح هذا الواقع مصدر قلق لوحدتها لان الاحوازين والاكراد سيطالبنون بالحكم الذاتي او الانفصال وكذلك السعودية ستحصل بها اضطرابات لا تستطيع دولة ال سعود احتوائها من قبل اهل الاحساء والقطيف اذا ما امريكا غظت الطرف عن مساعدة ال سعود في مواجهة هذا التحدي والحالة قد تحصل في تركيا من احتمال تمرد الاكراد ومطالبتهم بحقوقهم اسوة باكراد العراق , لكن عمالة ال سعود واوردغان وتبعيتهما لامريكا اعمتهم عن كشف الحقيقة حتى المضرة لهم … الرافضون للاقاليم يغضون الطرف عن ان العراق مقسم دون تقسيم, فالعراق حتى الجغرافية قسمته شماله ارض جبليه وغربه ارض صحراوية ووسطه وجنوبه ارض سهلية واهوار … الرافض للاقاليم هدفه المكاسب والمناصب في ظل اكراد مستقلون وينونون الانفصال وداعش هدفها اقامة الخلافة الاسلامية والرافض لداعش هدفه الاقليم السني وضمانته الحرس الوطني فاعطونا هدفكم ايها الرافضون لفكرة الاقاليم ؟!اخيرا إن هناك عجزاً غير قابل للمعالجة في استمرار الحكم في العراق على وفق الوضع الحالي”بالنهر الدم الجاري , ما هو المشروع البديل ؟ كيف نوقف التداعيات في عملية سياسية في العراق غير واضحة الى الان ؟ وأن كان البعض لايريد ان يفهمها ويتعقلها فالدستور العراقي نص على الفدرالية والاقاليم وصوتنا عليه بنعم ماهو الموقف الرسمي والشرعي من الدستور والاقاليم اليوم ؟ لماذا البعض يريدها واخرون يرفضوها ؟!في النهاية بعد ان عرضا عليكم عبر سبع حلقات سيناريو الخيارات بين العراق المركزي والعراق الماقلم وبيان القاعدة والارضية لكل منهما , فلكم الاختيار مع اننا نقر بصعوبة اختيار الخيار ونقول اي الخيارين سيكون مرا كالعلقم ولا تتوقعوا سيكون غدنا افضل من يومنا حيث إن الاقلمة للعراق لن يكون سهلا؛ حيث هناك دول واحزاب وكتل ستعارض هذا الخيار وبقاء العراق على حالة في وحدة مفككة جزؤ منها اقليم كردستان يعني بقاء نهر الدم جاري ومزيدا من الفقر والمرض والبطالة وسوء الخدمات .
اخيرا استبيحكم عذرا لانني اعددت هذا المقال والذي كان في 7 حلقات على عجل بناء على طلبات وتساءلات وردتنا على الاميل الخاص من داخل العراق وخارجه حول مستقبله , وكيف يكون بعد القضاء على داعش لاسيما أورام التطرّف للطائفية قد انفجرت على مدى 13 عاما , واليوم يقال ويروج اعلاميا من خلال سياسين ان هناك انتهاكات لميليشا الحشد الشعبي مع نازحي الفلوجة .
[email protected]