اليوم تكون القوات العراقية بمشاركة صنوفها كافة قد أكملت تحرير مركز مدينة الفلوجة من براثن المجاميع الإرهابية، يرافقه تسابق ملفت من السياسيين على تقديم التهاني وزيارة جبهات القتال وتحقيق لقاءات مع المقاتلين هناك، سعياً من بعضهم لجني ثمار هذا النصر الكبير، في حين أن الذين يستحقون التهنئة والتكريم هم المقاتلون الأبطال ضباطاً ومراتب وحشد شعبي ومقاتلي العشائر، لأنهم الوحيدون الذين واجهوا العدو بصدورهم وقاتلوه ببسالة من أجل وحدة الصف العراقي.إن عملية تحرير الفلوجة تأتي استكمالاً لعمليات تحرير الأقضية والنواحي الأخرى، ومع نهايتها تكون مدينة الأنبار قد تحررت بالكامل ما عدا بعض قصبات أعالي الفرات وعملية تحريرها مسألة وقت ليس أكثر، وقد تشهد الأيام القليلة المقبلة طي صفحة الرمادي والتقدم إلى الموصل من محاور عدة.
إن تحرير الفلوجة يعّد نصراً حيوياً حقق دعماً معنوياً ونصراً كبيرين للجيش العراقي والشعب، وفي المقابل ألحقت هزيمة نفسية قاسية بالدواعش ومن يقف خلفهم ويمدهم بالمال والسلاح ويسهل وصولهم. إلا أن هناك نصراً آخر لا يقل أهمية عمّا تحقق اليوم يتعلق بالتعامل الإنساني مع السكان في الفلوجة لتفويت الفرصة على أولئك الذين يبحثون عن هفوة هنا وهناك لتحويل الأنظار عن النصر الكبير والتركيز على تجاوزات مفترضة من بعض أفراد الجيش العراقي.
التأريخ يذكر لنا أن الرسول الكريم(ص) في قتاله المشركين لم يكسب من الانصار لدعوته سوى بضعة آلاف، إلاّ أن الرحمة التي تعامل بها مع أهل مكة أسهمت بدخول آلاف الناس إلى الدين الحنيف، وهنا اسوق هذه المقاربة فقط لأجل توجيه رسالة إلى ابناء الفلوجة أولاً، وللشعب العراقي والعالم أجمع بأن الجيش العراقي بصنوفه كافة هو المنقذ لهم وخير من يحافظ على النظام والأمن، وعلينا أن نقدر هولاء الأبطال في قتالهم البطولي وندعمهم ونلجم الأصوات النشاز التي تسعى للنيل منهم ونقدم الدعم السريع لابناء الفلوجة ونعفوا عن بعض حالات التعاون التي قدمها بعض المدنيين للدواعش تحت واقع التهديد والبطش وندعهم يدخلون خمية العراق الكبيرة، كلام أقوله هنا عسى أن يتصرف الجميع بحكمة مع أهلنا لاجل سحب البساط من تجار السياسة والكلام.