19 ديسمبر، 2024 6:01 ص

ما بعد الكرادة ، الموت أم الحياة …؟

ما بعد الكرادة ، الموت أم الحياة …؟

نعم  كارثة أكبر مما سبقها في القتل والترويع ، وستمضي الأيام نحو دمار وكوارث أخرى ، ولهول ماسيحدث نكون قد نسينا جريمة الكرادة وفاجعتها ، كما نسينا جرائم الأربعاء الدامي والأحد الدامي وثلاثة عشر سنة دامية بلا هوادة …! شعب العراق صار يتآلف مع المأساة وكأنها (مورفين) يُنسيه حقيقة أنه شعب مكرس للقتل الأرهابي والحروب الطائفية ، تتلاعب بمقدراته حكومة ضعيفة هزيلة فاسدة خائنة ، فاقدة للحضور والوظيفة الشرعية ، يتقاسم ثروات ومنافع الوطن فيها قادة الأحزاب والمليشيات والكارتلات الحاكمة ، وبعض العصابات الدولية . 

 واقع لم يتغير سواء ً غاب نوري أم جاء حيدوري ، لأنها معادلة ثابتة يتحكم فيها زعماء الطوائف والأحزاب الخاضعة لإرادة دول الجوار وأهدافها وبرعاية امريكية خالصة تحافظ فيها على توازن الموت والعنف .   واقع يشهد التشظي وغياب الفعل الوطني المكافئ والهادف للتحرر والتغيير، في ظل تخلف ثقافي ووطني عميق ، وطغيان المشروع الطائفي البغيض وارتباط خيوطه بفرص العيش كالوظائف والمواقع الإدارية والعسكرية والأعمال التجارية ومشاريع الإثراء والتسلط ، حيث أجادت الأحزاب الطائفية لعبة استدراج الضعفاء لها من هوامش المجتمع العراقي ، سلوكية ضاغطة لتعميم مفهوم خدمة المذهب في إنموذج مستحدث لعبودية مجتمعية تمارس في ظلالها أبشع وسائل المسخ والاستغلال والأنتهاك والبغي . 

واقع يكشف بوضح تام اكاذيب وسخافة المشروع الديمقراطي وخداع الاصلاح ، كما يفضح لعبة أحزاب الإسلام السياسي في نهب وتدمير دولة عريقة مثل العراق، ولم يبق متسع للتبرير الذي يبرع فيه بعض الغوغائيين والمنافقين .  ليس أمامنا كشعب وطلائع ثقافية وقوى وطنية شريفة غير متورطة ومرجعيات  دينية وعشائرية نزيهة ، سوى مواجهة حقيقتنا المرّة والمؤلمة في ما حدث لبلادنا من جريمة كبرى ، مطلوب منا جميعا ً تداول الأمر والبحث عن مخرج من هذه الكارثة  والخلاص من موت أصبح واقعا ً لامفر منه لنا وللوطن .

أحدث المقالات

أحدث المقالات