استمتعنا معاً في أكبر تظاهرة كروية آسيوية وعشنا أياماً رائعة من التعاضد الجماهيري الحكومي المشترك الداعم لمنتخبنا الوطني الذي شهدنا مع نجومه لحظات لا يمكن نسيانها إطلاقا وحلمنا معه بالتحليق بعيداً في سماء القارة الصفراء ومنافساتها، ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر لهم ونواصل وقوفنا معهم على الرغم من الألم الكبير وكأس المرارة الذي تجرعناه من خسارة قاسية لم تكن بالحسبان بعد ميلان كفة منتخبنا الوطني وصعود نجمه بالعلامة الكاملة في دوري المجموعات، خسارة صعبة لا يمكن أن نضعها على كاهل اللاعبين وحدهم، ومن الإنصاف أن نشير الى من تسبب بها يشكل مباشر او غير مباشرة، مع العلم أن هذا المنتخب والاتحاد معه نال من أسباب الدعم الحكومي والجماهيري ما لم يحصل عليه أي منتخب في السابق ولا يمكن أن يحصل عليه منتخب آخر من البلدان المنافسة أيضاً.
ولكن كما أسلفنا فإن شريك اللاعبين في الخطأ يقف بالمقام الأول المدرب كاساس الذي لم يتقن إطلاقا وعلى مدى أربع مباريات علاج الأخطاء الدفاعية الفاضحة او التلاعب بالتشكيلة بلا أي وجه من الانسجام الذي من الممكن تأشيره بوضوح، بل تمادى في النظر الى الأخطاء من دون علاجها وتبعها بالانزلاق إعلامياً ورفع سقف الأمنيات متناسياً أنه هو نفسه من استبعد أن يحصل منتخبنا على نتيجة تذكر قبل البطولة وأخذ يستعرض تواجده الإعلامي في الدوحة بالظهور المفاجئ بأحد البرامج الشهيرة والسماح للسوشيال ميديا بالوصول الى المنتخب وأماكن تواجده وتعزيز الضغط الإعلامي عليه بما لا سابق له واستشعره الجميع بوضوح، وهنا تأتي نقطة الضعف الأخرى التي نالت من المنتخب كثيراً وأمسى فيها المادة الدسمة الأولى بين المنتخبات في الترند الإعلامي والظهور على تكتوك وغيره من المواقع وصار أشباه الإعلاميين يستطيعون التحكم بأدق تفاصيل ما يحصل خلف الكواليس داخل بعثة منتخبنا الوطني، أخيراً ومن الإنصاف أيضاً أن نذكر بأن الحكم الإيراني الأسترالي الجنسية كان هو الآخر غير موفق بالمرة في عدد من قراراته لعل أبرزها طرد لاعبنا أيمن حسين في حالة غريبة لا يمكن قبولها إطلاقاً بحجة الإسراف في الاحتفاء بهدفه في مرمى الأردن وقد أحدث الطرد انعطافة هائلة لا يمكن التغاضي عنها.
من الجانب الآخر وبالمقابل فقد كان للدور الساند والتواصل مع المنتخب وتذليل جميع العقبات أمامه من قبل دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الشباب والرياضة احمد المبرقع ورئيس اللجنة الأولمبية الدكتور عقيل مفتن ومستشاري رئيس الوزراء أطيب الأثر في نفوس الجميع وكسب ود واحترام جماهيرنا الكبيرة التي زحفت الى الدوحة لتقديم الدعم وجمع تكاليف الرحلة بشق الأنفس يحدوهم الأمل في تحقيق حلمهم ورفع راية بلدهم في ميدان الرياضة وعكس صورة زاهية عن العراق المتحضر وكانوا بحق ملح البطولة وأجمل ما فيها بتشجيعهم المثالي وأهازيجهم التي ألهبت أجواء الدوحة، كان الله بعونهم في ليلة من المشقة والعناء تشاركنا فيها جميعاً وتألمنا على حلم تصورناه في متناول اليد وضاع في غضون سبع دقائق لعينة .
همسة…
في الوقت الذي نتقدم به الى الاتحاد العراقي لكرة القدم بالشكر والتقدير على مجهوداته رغم عدم اصطحابه لأي صحفي ، نطالب أيضاً بأن يكون هناك تقييم حقيقي لمسيرة كاساس مع المنتخب وهل استحق كل هذا الدعم لتكون المحصلة هذا المستوى من الضعف في الاختبار الأخير مع الأردن، وهل سينجح في التأهل الى كأس العالم بالطريقة ذاتها التي رأينا فيها تصرفه الغامض في علاج جملة من الأخطاء تعرض لها منتخبنا الوطني؟ أسئلة كثيرة لا تحتمل التأجيل وننتظر أن نسمع أجابتها قريباً.