قضية خطيرة وكبيرة واعتراف صريح نوه عنه المرشد الفارسي ( الخامنئي) يختصر كل الأدلة التي يطالب بها أفاقوا الخضراء حول تدخل أسيادهم الفرس في الشأن العراقي وما ترتب عليه من قتل وتدمير للبلاد وما لحقها نتيجة استهتار القيادة الإيرانية بكل قيم السماء والأرض ‘ أجاد مرشد الشر هذا بتصريحه هذا ‘ ووضع النقاط من خلاله في أماكنها ‘ مبينا أن الساحة العراقية وإدارتها بشقيها السياسي والعسكري وتداعياتها وعلى مختلف الأطر والأصعدة الأخرى هي تحت تصرف الحكومة الفارسية‘ وأن كل ما يدور في العراق اليوم لهو خاضع لأجندة طهران ولا حيدة عن ذلك.
تصريح الخامنئي الأخير حول استهداف الجنود الأمريكان ‘ واتخاذ الساحة العراقية مكان لتصفية الحسابات مع الشيطان الأكبر كما يسميه بعد أن انتهت لعبة المصالح المتبادلة بين الطرفين ( الإيراني والأمريكي) على حسابنا ومستقبل العراق‘ وبعد تطاول اللاعب الإيراني الذي عاث فساداً بالعراق وأهله انتقاما لحرب بدءها وكان يقصد منها احتلال العراق ‘ لكن صمود أهله حطم رأس الأفعى وجرعهم السم الزعاف الذي قتل كبيرهم الذي علمهم السحر‘ لقد سيطر الشر الإيراني اليوم على كل مفاصل الحياة في العراق‘ وهي سيطرة محسوبة ومدروسة ومخطط لها وبعلم قوات الإحتلال وأدواته وبمساعدته ‘ وصولاً إلى اليوم الذي حان وقته ألا وهو المنازلة الكبرى بين الشر والشر‘ لكن متى وأين ومن المتضرر‘ طبيعي إن الإجابة على هذه التساؤلات معروفة والعراقيون هم من سيدفع الثمن كونهم يمتازون بخصال الكرم وإيثار الغير على أنفسهم‘ لذلك سيتحملون من أجل عيون المرشد الفارسي التضحيات الجسيمة جراء تلك المنازلة المرتقبة والتي يتأجج أوارها اليوم أكثر من ذي قبل بعد أن انتهت لعبة المصالح كما ذكرنا.
إن ما جرى من سيطرة إيرانية على كل مفاصل الحياة في العراق ما كانت تتم لولا الغطاء السياسي واللوجستي اللذان وفرتهما الحكومات التي تعاقبت على حكم المنطقة الخضراء وبمباركة المرشد الإيراني وتحت حماية الأمريكان‘ وما كان للرئيس الإيراني نجاد أن يزور بغداد المحتلة إلا تحت تلك الحماية التي وفرها له سلاح الجو الأمريكي وقواته على الأرض‘ وما كان للمرشد الفارسي ليتحكم بالقرار العراقي لولا هذا الغطاء وتهيئة الأرضية للممارسات التي قامت بها المليشيات الفارسية المجرمة والتي قتلت خيرة أبناء العراق على مدار السنين الماضية من عمر الإحتلال وأيامه الملعونة وبمعرفة استخباراته وربما بل مؤكد بمعاونتها.
كما غيبت بالسجون الأكثرية الباقية من الشباب العراقي ‘ ودفعت آلة القتل الفارسية الأمور نحو التأزيم والتقاتل تحت مرأى ومسمع المحتلين وبمباركتهم حتى وصل الحال اليوم إلى التراشق والتهديد وعبر وسائل الإعلام بين هذا الطرف الأمريكي القاتل المحتل والفارسي المجرم مبينين من خلاله أن القوات الأمريكية المحتلة في العراق هي الهدف الثابت والسهل الواقع تحت مرمى القبضة الفارسية إن طال إيران تلك الجمهورية الماجنة الفاسقة المجرمة الظالمة أي ضرر ولا حساب لمصلحة العراق وأهله ‘ وهو ما يفسر سر عدم حماسة صاحب القرار الإيراني لانسحاب المحتل من أرض العراق على الرغم مما يبدونه في الإعلام بالمطالبة بذلك ‘ كون الموضوع يتعلق بالأمن القومي الفارسي وليس خوفاً على غيره.
وهو ما كرسته الإدارة الإيرانية طيلة السنين الماضية كونها تدفع بمصلحة حكومتها قبل أي شيء أخر ولا يدخل في حساباتها ما يطال العراق وأهله من قتل ودمار.
لقد فات الولايات المتحدة وهي القوى العظمى أن حرب تحرير العراق التي حشدت لها مجموعة مارقة فاسدة من الخونة والأنذال ستنقلب عليها إن عاجلاً أم آجلاً وأن من باع ضميره للأمريكان سبق وأن تربى في أحضان هذا المرشد الفارسي والذي هيأهم لمثل هذا اليوم ‘ إن هذه الحرب القذرة التي حولت العراق إلى أثراً بعد عين ستفضي إلى سيطرة فارسية تامة على مجمل المنطقة وليس العراق فحسب ‘ وهو ما نوهنا إليه في العديد من المواضيع السابقة وذكرناه لمرات عدة دون أن تعي إدارة الإحتلال ما يدور في كواليس المنطقة التي أنشئوها وأرادوها خضراء والتي يعمل القابعون فيها لمصلحة إيران دون غيرها‘ وهنا لابد إن نسوق مثلاً لازال عالقاً في الذاكرة القريبة حول ما كان من مطالبة محافظة صلاح الدين بالإقليم وما جاء من رد وتهجم من قبل المالكي وتهديد مباشر واتهامات واسعة وغير دقيقة وقمع وتنكيل بالعديد من شرائح شعبنا وأهلنا في تلك المحافظة الطيبة العريقة‘ مقابل سكوت مطبق قابل به السيد رئيس الوزراء تصريحات مرشد الشر الفارسي وعدم اتخاذه أي موقف اتجاه التجاوز المفضوح والتطاول الفظ والمباشر من قبل الخامنئي والذي مس فيه كل التراب العراقي دون أن يحرك ذلك الأمر حفيظة السيد المالكي أو رئيس الجمهورية العتيد ‘ ولا حتى أقطاب عملية السوء تلك التي يسمونها سياسية وبرلمانها القميء أو أن يكون لهم موقف تجاه هذا الأمر الخطير‘ وأني لا أتصور أن يجرؤ أحد من هؤلاء على الرد كونهم ليسوا أكثر من أتباع لهذا الفارسي الشرير وسنين الإحتلال شاهدة على ذلك.
ولكن يبقى العتب كل العتب على الغباء السياسي الأمريكي ورعونة الإدارات الأمريكية المتعاقبة على حكم البيت الأبيض والتي تنتهج نهج التعامل مع الخارجين على القانون دائماً نحو تحقيق مصالحها‘ لكنها في موضوع العراق فقدت بوصلتها وكانت النتيجة لصالح الطغمة الفارسية المجرمة.
فهل تعي هذه الإدارة ما جرته من خراب على المنطقة برمتها وليس العراق فحسب‘ وتحاول إصلاح سياستها القذرة التي كرستها في العراق وجرت من خلالها الويلات على أهله‘ لا أظن إن هناك من يملك الحكمة في تلك الإدارة الرخيصة‘ لذلك سنرى أن قوات هذا الإحتلال البغيض بعدته وعديده أسير نيران الفرس في المرحلة اللاحقة وهو ما جنته أيديهم المجرمة ‘ وصانع السم لابد أن يذوقه.