23 ديسمبر، 2024 6:31 ص

ما بالُ السواد الأعظم إنقادَ لتغريرات وشيطنة الخوارج المارقة؟!.

ما بالُ السواد الأعظم إنقادَ لتغريرات وشيطنة الخوارج المارقة؟!.

مهما إمتلك الإنسان من قدرات ومواهب يستثمرها لتربية وتزكية ذاته ومن يرتبط به إلا أنه لا يستطيع الإستغناء عن قدوة يقتدي بها، وأسوة يتأسى بها، كي تكون له نبراسا في طريقه نحو الرقي والكمال، ولذا عليه أن يحرص في إختيار القدوة والأسوة الصالحة لما لها من تأثير في صقل شخصيته ورسم معالم حياته وبناء مستقبله، من هنا حثّ الإسلام على وجوب الإقتداء والتأسّي بمَن هو مصداق حقيقي للقدوة والأسوة الحسنة، والاقتداء والتأسّي ليس أمرا شرعيا فحسب وإنما هو قضية فطرية جبل عليها الإنسان منذ أن وُجد، ألا تلاحظ أن الطفل يقتدي بالكبار ويقلدهم…؟.
الإقتداء والتأسّي فرضٌ شرعي وفطري وحضاري تؤمن به جميع الآيديولوجيات حتى الوضعية، وهو موجه لجميع بني البشر حتى مَن كان يمتلك حظا معينا من القدرات، فما بالك بمن لا يمتلك قدرات تدفعه نحو الكمال والرقي؟، فالإبتعاد عن هذا النهج التربوي ينعكس سلبا على حياة الفرد بل على المجتمع، فمَن لم يجعل له قدوة وأسوة يقتدى ويتأسّى بها نظريا وتطبيقا، يعيش في ظلمة لا يبصر من خلالها سبيل الكمال، فلا يستطيع النهوض بواقعه ولا واقع من يرتبط به أو يرعاه إذا كان في منصب قيادي او اجتماعي أو تربوي أو غيره.
ولعل غياب الإقتداء والتأسي الحقيقي هو من جملة الأسباب التي أدّت الى ضياع القيم والمباديء والأخلاق وتفشّي الظلم والفساد وسيطرته على الرقاب والمقدرات والأوطان، وزادت الخطورة عندما تم الإقتداء والتأسّي بشخوص وجهات ليست أهلا لذلك إطلاقا، بل إنما تتنافى مع عنوان القدوة والأسوة.
حول موضوعة التأسي والإقتداء عرَّج المرجع الصرخي قي المحاضرة السابعة عشرة من بحث: (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول – صلى الله عليه واله وسلم) موجها خطابه للجميع بما فيهم السياسيين حيث قال:((…فما بالُ المسلمين لا يقتدون بأبي بكر وعمر(رض) في هذه المواقف، وما بالُ الأكثر والسواد الأعظم انقادَ لتغريرات ومكائد وافتراءات وشيطنة الخوارج المارقة، حتّى وصل أهل الإسلام إلى ما وصلوا إليه بسبب أفكار السموم والغدر والنفاق والتكفير والتقتيل والإرهاب الداعشي المارق؟!! )).