الانقسامات بدأت تعصف بالائتلافات ما ان بدأت التصريحات المختلفة بعد كل اجتماع بين الكتل حول الاستعداد لتشكيل الكتلة الاكبر للبرلمان العراقي ولكن الاختلافات اخذت تطفوا على السطح لان كل كتلة تريد ان تكون على رأس المجموعة وتفرض شروطها على الاخرين . وهذه كانت متوقعة لان كل كتلة تضم مجموعات ذات ايديلوجية قد تكون بعيدة كل البعد عن الاخرى وخاصة في كتلة سائرون بقيادة السيد مقتدى الصدر حيث لا يمكن الجمع بين الاسلامي والشيوعي حسب المبادئ والاختلاف الجوهري وهذا ماكنا نتوقعه والان ثبت ذلك كما يدعي الحزب الشيوعي من خلال بيان المجلس الاستشاري الاخير على اثر التحاق فتح بسائرون في ائتلاف واحد ” لان الحزب الشوعي حريص على استقلاله السياسي والتنظيمي والفكري، وانه سيصون هذا الاستقلال مهما كانت الصعاب والإشكاليات والتعرجات السياسية”والحزب ساهم في تشكيل . ((سائرون)) على اساس بلوغ هدفه الاساسي المتمثل في مشروع التغيير والاصلاح الذي اعتمده في مؤتمره الوطني العاشر. وان النجاح الذي حققه التحالف في الانتخابات الاخيرة لم يأت بمعزل عن تبنيه هذا المشروع وخوضه العملية الانتخابية تحت رايته. وبناء على ذلك فان ديمومة التحالف ترتبط باستمرار تبنيه للمشروع وبسعيه الملموس لوضع المشروع موضع التنفيذ”. فما لم يعتمد هذا التشكيل المطالب الاساسية لمشروع التغيير والاصلاح، ويتضمن برنامجه ضمانات لتحقيقها، فان الحزب لن يشارك فيه ، وسيجد نفسه مضطرا الى النظر في كافة الخيارات السلمية الاخرى المتاحة، بما فيها الانتقال الى المعارضة و لن يكون لا اليوم ولا غداً أسير اي تحالف مهما كبر وعظم دوره والاجتماعات واللقاءات التي حصلت بين الكتل السياسية، هي مجرد اتفاقات أولية ولا تعني تشكيل التحالف الأكبر و المحادثات هي في البداية ومستمرة بين ألاطراف سياسية ، وننتظر نتائج الانتخابات ومصادقة المحكمة الاتحادية عليهاوالصورة النهائية للانتخابات ونتائجها لم تتبين في شكل واضح حتى الساعة .بلا شك ان شكل التحالف بين كتلتي سائرون والفتح سببت صدمة للحزب الشيوعي ، وخيبة أمل كبيرة لهم وبعض الاوساط السياسية والشعبية العراقية التي كانت تأمل في تمزيق الكتلة الشيعية .وتدعي هذه الاحزاب والتشكيلات ان التحالف بين سائرون والفتح لم يكن ارادة وطنية بحتة، انما جاء نتيجة جهود خارجية اخيرة خلال الايام الماضية لمساعي بذلت في بغداد ولقاءات مع القادة السياسين التي انتجت هذا التحالف.فكما أثار الإعلان الثلاثي بين سائرون والحكمة والوطنية حفيظة بعض القوى السياسية ، أثار إعلان تحالف الفتح وسائرون حفيظة آخرين، لان هذا التحالف يشكل خطرا على العراق لأنه سيعيد البلاد إلى المربع الأول والتحالف الذي تم إعلانه بين كتلتين شيعيتين يدفع الكتل الأخرى إلى التخندق في الجانب الآخر وهو ما يعني عودة العراق إلى التخندقات الطائفية”. في حين اعلن من ان التحالف الجديد لا يستبعد أحداً، وسيكون أساساً لتشكيل حكومة خدمة وطنية، والدعوة الى الاطراف الاخرى بالانضمام لفتح وسائرون وإلى المشاركة في هذا التحالف وفق برنامج حكومي يُتفق عليه، ويكون مناسباً لمواجهة التحديات والأزمات والمشاكل، وتبنى على أساسه حكومة الخدمة الوطنية و من لا ينسجم مع البرنامج، ومن يرى من هذه الكتل أن البرنامج الحكومي لا ينسجم مع برنامجه، بالتأكيد من حقه التوجه إلى المعارضة . والحقيقة ائتلاف فتح وسائرون يعني إعادة تشكيل التحالف الوطني ولكن بقيادة جديدة و بحلة جديدة باعتباره أول تحالف يعلن بشكل رسمي لأن ما أعلن سابقا بين سائرون والوطنية والحكمة كان ورقة تفاهم لم ترتق إلى مستوى التحالف الرسمي بعد وربما بدأت القوى السياسية مغادرة لغة الشعارات والوعود الإنتخابية ، وإنتهت مرحلة جس النبض والمناورة، في نفس الوقت هناك احزاب اخرى اعتبرت إعلان تشكيل تحالف بين كتلة سائرون وتحالف الفتح، خطوة إيجابية وبداية لخارطة طريق سياسية جديدة، مشيرا إلى أن تحالف سائرون وفتح خطوة مهم لإنقاذ العملية السياسية بالعراق وخطوة مدروسة من اتجاهات عدة . ومن المعلوم ان أي تحالف يسير في اتجاه تشكيل الكتلة الأكبر التي ستنبثق عنها الحكومة المقبلة ، يجب أن يحظى بموافقة الاطراف المشاركة في التحالفات بعد مشاورتهم، بهدف التوصل إلى صيغة واضحة وصريحة تعمل وفق مبدأ الشراكة الوطنية الذي يتحمل فيه الجميع مسؤولية القرار من دون تهرب أو نكران.