23 ديسمبر، 2024 7:54 ص

ما المطلوب من مؤتمر واشنطن

ما المطلوب من مؤتمر واشنطن

لا يخفى على النخب الوطنية التي ستجتمع في واشنطن في 13 آذار/ الجاري ان الدمار الذي لحق بالعراق بعد الاحتلال الامريكي لم يكن ناجماً عن اخطاء امريكية عفوية او سوء تقدير من الإدارات الامريكية السابقة حتى يتم التحاور مع الإدارة الحالية على تصحيح تلك المسارات الخاطئة، وانما كان التدمير مبرمج وبالتعاون مع ايران لتحطيم قدرات العراق وتخريب النسيج الاجتماعي بالطائفية والعشائرية وهذا ما حصل ايضاً مع دول الربيع العربي .. بمعنى ان تدمير العراق والدول العربية الاخرى عمل مبرمج ومقصود ولم يكن ناجم عن اخطاء عفوية وهذا يعني ان امريكا ليست في غفلة عن ما يحصل في العراق اي ليست في غفلة من هيمنة ايران على مفاصل الدولة العراقية وليست في غفلة عن الفساد المنظم لنهب ثروات العراق ومع ذلك هي ليست في حالة عداء مع الطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم العراق، وما البروبكندا التي روجتها الماكنة الاعلامية الامريكية ضد فصائل الحشد الشعبي وتحريك جيوشها هنا وهناك الا لهدف كسب المعارضين للعملية السياسية وخصوصاً الطرف السني مع ابقاء علاقتها مع اقطاب تلك العملية .. لذلك نتمنى على المجتمعين في واشنطن عدم الوقوع في الفخ الامريكي والتصور بان هناك تحول في السياسة الامريكية اتجاه العراق ومن ثم التعويل على ذلك بانها ستكون الراعية للتغيير، لان كل ما تريده امريكا مسك خيوط اللعبة بخداعها جميع الاطراف لأحكام قبضتها على الطرفين السني والشيعي من دون معاداة لأحد والدليل على ذلك انها تعلن معاداتها الى ايران وتفرض اشرس حصار اقتصادي عليها حسب ما تزعم وفي الوقت نفسة تدعم بقوة اتباع ايران في العراق الذين يصرون على عدم الرضوخ للمشاركة في الحصار على ايران والأكثر من ذلك يتباحثون مع روحاني الذي يزور العراق لإجراء اتفاقات ومنافذ اقتصادية ومصرفية يمكن اعتبارها تحدي للعقوبات الاقتصادية على ايران، ومع ذلك لم يتغير شيء في الموقف الامريكي الداعم لهم لان امريكا هي من صنع العملية السياسية في العراق وهي من تحميها .. بمعنى ليس هناك فائدة مرجوة من اَي ادارة امريكية لاصلاح الوضع في العراق لان مصلحة امريكا لا تتحقق الا بدمار الشعوب والاوطان .. وهذا لا يعني معارضتنا لانعقاد مؤتمرات تقوم بها نخب وطنية مثقفة خصوصاً على الارض الامريكية لان هذا الامر يساهم في توضيح الحقائق للشعب الامريكي لما يجري في العراق والحالة التي يعيشها شعبه الجريح من قبل أناس نصبتهم امريكا على رقاب هذا الشعب وقتلوا كل ما هو جميل في العراق ودمروا كل ما تحقق من إنجازات في العقود الماضية .. لهذا نأمل ان تكون هذة الاجتماعات بوابة لفتح قنوات مع اللوبيات والجهات المؤثرة على القرار الامريكي وهذا افضل من التباحث مع إدارة لا أمان لها خصوصاً التركيز على أعضاء الكونكرس ومدراء مكاتبهم ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الانسان وايضا مع رجال الصحافة المؤثرة ووضع خطط وبرامج تؤمن للنخب العراقية الذين يقيمون في الولايات المتحدة الامريكية ممن يتقنون اللغة الإنكليزية التواصل مع تلك الجهات من خلال تزويدهم بالنشرات والصور والتقارير التي تبحث التجاوزات على حقوق الانسان والقوانين الانتقامية والممارسات الطائفية التي ترمي الى تهميش شرائح كبرى من المجتمعات العراقية وادخال عناصر وميليشيات من خارج العراق تعبث بحقوق المواطنين، لكي تكون تلك القنوات على بينة من معاناة الشعب العراقي لتقوم بدورها في تشكل وسائل ضغط على صناع القرار الامريكي وهذا بالتأكيد يحقق اكثر منفعة من اجتماعات يطغى عليها الطابع الإعلامي ثم تنفض وتذهب مقرراتها في ادراج النسيان ..