23 ديسمبر، 2024 4:14 ص

ما الفرق بين القائد والمدير

ما الفرق بين القائد والمدير

لا زال الجدل محتدماً حول ماهية القائد، هل هي ملكات شخصية ومواهب ، كما هو حال المبدعين الاخرين كالفنانين والعلماء والكتاب الكبار والرياضيين ، أم انها دِربَّة وصناعة .
الجدل الدائر بين علماء الإدارة والاجتماع والفلاسفة ، يتركز على ما إذا كان القادة يُصنعون أو يولدون وهم يمتلكون الملكات القيادية التي تميزهم عن الاخرين .
لكن البعض يطرح سؤالاً مهماً وهو ما الفرق بين القائد والمدير، وهل المدير يُعد قائداً ؟
ربما على القائد ان يصقل مواهبه من خلال تعلم فن الادارة وكيفية التعامل مع الاخرين ، وربما نجاح القائد في مسؤولية الادارة يعتبر مؤشر جيد على قدراته في تنفيذ الافكار .
وكما يقول ارسطو في تعريف السياسة ” هي فن إدارة المجتمع ” ولكن كل فن يحتاج الى موهبة. والموهبة تحتاج الى تدريب وصقل. وتجربة .
لذا نجاح القائد يعتمد على قدراته الشخصية في ترجمة ما تعلمه من فنون الإدارة لتحقيق النتائج العملية المطلوبة، وعليه يمكن القول إن القائد الناجح يولد بملكات معينة و يُصنع بنسبة كبيرة.
والفرق بينه وبين المدير هو الابداع في الفكرة لدى القائد ، والتنفيذ الحرفي للفكرة لدى المدير .
ففي الواقع السياسي هناك قيادة مقنعة تتقن فن الابداع في الفكرة ، وهذا يعتمد كذلك على البيئة الحاضنة للقيادة، فهنا يستوقفني كلام للعالم المصري احمد زويل ، حينما سئل عن الفرق بين الشرق والغرب قال : في الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح وفي الشرق يحاربون الناجح حتى يفشل، وهذا القول يدلل على ان المواهب تحتاج الى بيئة صحية كي تنمو فيها .
وهذا القول ينطبق غلى واقعنا السياسي العراقي وما نراه من صراع بين فاشلين وناجحين يوضح حقيقة التحضر واللاتحضر.
ما يحصل من خصومات شخصية بين السياسيين العراقيين، نابعة من عدم التفريق بين القيادة والادارة ، فهناك اعتقاد خاطئ ان من يحمل شهادة عليا ويدير مؤسسة، يمكن ان يكون قائداً .
والواقع يثبت عكس ذلك تماماً ،
فالقيادة لا تعتمد على الشهادة والتحصيل العلمي فقط وان كانت ضرورية ، كما انها لا تعتمد على العمر ، فرب شاب يمتلك من مواصفات القيادة وما لا يمتلكه الكهول.
ما نراه اليوم من معاناة لبعض القادة الموهوبين من الشباب الذين اثبتوا كفاءة في القيادة وادارة المجتمع ، هو صراع المبدعين مع الجهلة .
فالبعض يحاول ان ينتقص من القائد الشاب بعمره ، وكأن العمر مقياس الذكاء والموهبة .
ان ما يحققه بعض القادة والزعماء الشباب اليوم في العراق من انجازات يجب ان نتوقف عندها وان نعيد حساباتنا في تعريف القائد والمدير .
فهناك مصطلحات تطلق أحياناً تشوش على افكار المتلقين. ومنها مصطلح ” القادة السياسيون ”
فالقائد السياسي هو من يتقدم الصفوف ومن يحقق لشعبه منجزات حقيقة ومن يوفر لهم العيش الكريم ويحميهم من غوائل الزمن ، وهو من يعيش معهم ويشاركهم يومياتهم ، اما المدير هو من يؤدي عمله في مجال اختصاصه فقط .
فولادة القائد عملية عسيرة في حياة الشعوب والامم ، فهناك عشرات المدراء يمكن ان نصنعهم ولكن لا نتمكن من صناعة قائد موهوب .