23 ديسمبر، 2024 1:14 ص

ما السر وراء تركيز التحالف على كوباني وإهمال الموصل والفلوجة؟

ما السر وراء تركيز التحالف على كوباني وإهمال الموصل والفلوجة؟

رغم مرور 3 سنوات على إستيلاءداعش على الفلوجة  وهي الأقرب الى بغداد وخاصرتها ,وأربعة أشهر على نكسة حزيران في الموصل وتكريت وإحتلال ثلث مساحة العراق. لم نرَّ إهتماماً من التحالف الدولي لطرد داعش منها وإعادة اللاجئين وبخاصة المسيحيين والآيزيدين الى ديارهم وتخفيف الضغط عن بغداد.ولكنلماذا التركيز على عين العرب كوباني وإهمال الموصل ثالث أكبر مدن العراق؟. رغم إن كوباني المدينة السورية الكوردية  الواقعة على الحدود مع تركيا خالية تقريباً من سكانها و معركتها ليست مفصلية ولا مفتاحاً مهماً لكسر شوكة داعش . فمن مَكَّنَ داعش؟ ومن المسؤول عن الدعم الواضح وغير المخفي لها؟ .كشفت منظمة ((أرمامنتكونفلكتريسيرتش المستقلة)) التي تعنى بمراقبة الأسلحة إن الداعشيين يستخدمون أسلحة وذاخر مصنعة في 21 بلداً بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة وهذ يعني إنذاراً لصناع القرار الدولي عامة والعراقيين خاصة أن يتدخلوا. وكشفت المنظمة في تقريرها إن محققين يعملون جنباً الى جنب مع القوات الكوردية التي تحارب داعش جمعوا عَيِّنةً من 1700 طلقة لأسلحة رشاشة وبنادق ومسدسات في تموز وآب الماضيين في شمال العراق وسوريا  وتبين أن أكثر من 80% من الذخيرة التي تستخدمها داعش صنعت في الصين والأتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة وروسيا وصربيا. ووجدت قذائف إيرانية الصنع أيضاً. ويقول التقرير إن الطلقات التي تستعمل في بنادق أم 16 صنعت في مصنع ذخائر تابع للجيش الأمريكي في ولاية ميزوري!!!!!!.
فهل من المعقول وصول هذه الأسلحة والأعتدة الى يد داعش من 21 بلد بضمنها الولايات المتحدة دون علم الأستخبارات الأمريكية والبريطانية؟؟.
ومن ناحية أخرى أشارت تقارير إستخبارية الى إن إيرادات التنظيم الداعشي من مبيعات النفط وغيرها من المصادر تكفي لتمويل شراء الأسلحة مباشرة من بعض الشركات وتجار الأسلحة. وليس بخافٍ على الأستخبارات العالمية وبخاصة البريطانية والأمريكية مصادر الدعم المالي  والبشري واللوجستي لداعش .وأبسط الناس يعرف بإنَّه من دول متحالفة أو بالأصح خاضعة للنفوذ الأمريكي. وهي دول الخليج وتركيا. بإعتراف دهاقنة السياسة الأمريكية والبريطانية بما فيهم أوباما وكاميرون وميركل.
هكذا تعززت قدرة داعش. فإحتلت ثلث أرض العراق. فكيف غاب هذا عن أميركا والتحالف الدولي  والمسؤولين العراقيين؟ فهل لساستنا من صحوة؟
إن الستراتيجية الأمريكية المبهمة والمرتبكة التي يقودها الثلاثي أوباما وهيغل وكيري والتي عنوانها الأضعاف ثم القضاء على داعش و هذا يقتضي 30 سنة .تسعى جاهدة لتنفيذ خطة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لتقسيم العراق .وما توجيه الأنظار والأهتمام الغير طبيعي لكوباني وإهمال الموصل والفلوجة وتكريت إلا ليتعود العراقيون على هذا الأمر. ويصبح واقع حال ومن ثم يصبح التقسيم حلاً لا بد منه.
ومن الأمور اللافتهللأنتباه هو تحرك قوات البيشمركة العراقية لنجدة أكراد كوباني دون أخذ موافقة البرلمان العراقي وفق الدستور. لأن كوباني غير عراقية وتدَّخل قوات عراقية إتحادية  خارج العراق يقتضي هذا .ولكن هذا جزءٌ من خطةِ فرض الأمر الواقع بأن العراق بات مقسماً وكما قال السيد مسعود البارزاني إن واقعاً قد حل في العراق بعد 10 حزيران. وهذه إشارة قوية لتكريس الأنفصال وخطوة نحو تقسيم العراق.
إن أميركا تريد أن ترتب الأوضاع في الشرق الأوسط وفق مصالحها وإعادة نفوذها بقوة .لا سيما إن بوادر أزمة إقتصادية بدأت تعتري الأقتصاد العالمي وبخاصة الأوربي والأميركي وبوادره لاحت في الأفق بالأنخفاض المفاجئ لأسعار النفط العالمية, وبداية كسادٍ إقتصادي في الغرب.
وبناءً على  هذا كله فكل غيور على شعب العراق وأرضه مدعو للمطالبة  بعقد مؤتمر وطني للأمن والدفاع .لأن الحلول والممارسات الرسمية غير مجدية. ولأن أركان العملية السياسية والكتل النافذة المهيمنة على القرار العراقي ليست مقتدرة وفشلت في إيجاد الحل. ولنستدرك الموقف قبل فوات الأوان. وإعادة اللاجئين والنازحين لديارهم. ففي هذا الحل . وهذا حقهم علينا جميعاً .لا بالتَصَدِّق عليهم بفتات وسرقة جلًّ ما خصص لهم وتوطينهم بمخيمات وأعشاش ستكون حتماً بؤراً للجريمة المنظمة والفساد لا سامح الله.
فهل لنا أن نستوعب الدرس ؟ويكون قرارنا عراقياً يا سادة و العراق أولاً وقبل كل شيء.