لا احد من الدول المحيطة بايران يريد محاربتها او التدخل في شؤونها الداخلية او له اطماع في ثرواتها او يتآمر عليها خصوصاً بعدما انحسرت قدرات العرب لأسباب معروفة ومنها خروج العراق كقوة اقليمية بعد الاحتلال الامريكي وبذلك اصبحت ايران القوة التي لاينافسها احد من دول الجوار .. لذلك نتسائل لماذا تقوم ببناء ترسانة عسكرية كبرى وتصرف عليها المليارات من قوت الشعب الايراني وتسعى للحصول على السلاح النووي وتخلق لها أعداء هي في غنى عن ذلك فضلا عن صرف اموال طائلة على الميلشيات الموالية لها لتكون أذرع فتاكة لزعزعة امن المنطقة لصالح اجندتها العدوانية وحتى لو حصلت ايران على السلاح النووي فأنها لن تستطيع الهيمنة على المنطقة وسط عالم بات يعج بالمصالح المشتركة وهناك من يملك أسلحة فتاكة تفوق الاسلحة النووية الايرانية وايضا ليس من الصعوبة ان تحصل دول مماثلة اخرى في المنطقة على السلاح النووي فان ما تفكر به ايران اضغاث احلام من الزمن الغابر تستمده من وهم التاريخ وروح الانتقام دون الادراك ان العالم أتجه نحو العولمة والمصالح الاقتصادية المشتركة .. ودون الادراك ان العلاقات الدولية بين دول العالم اليوم غير ايّام قورش وكسرى .. واذا كان ذلك من اجل تحرير القدس من اليهود كما تدعي طيلة عقود من الزمن باعتبار ذلك واجب ديني مقدس فما هو المبرر من تدخلها في اليمن والصومال وشمال افريقا وحتى امريكا الجنوبية في الوقت الذي رفعت شعار تحرير القدس يمر عبر كربلاء بينما أحكمت قبضتها ليس فقط على كربلاء وانما على العراق وسوريا ولبنان وغزة وهذة الدول بمثابة طريق الحرير الى القدس فماذا تنتظر .. لماذا لا تحرك جيوشها وصواريخها وأذرعها نحو فلسطين وانتزاع القدس من قبضة اليهود وتتخذ من الضربات الاسرائيلية لذيولها ومخزونها الصاروخي في سوريا والعراق ذريعة لتحقق الأمل المنشود لكل المسلمين في العالم وانتزاع القدس من اليهود وبذلك تتربع حباً في قلوب المسلمين كافة قبل قلوب اتباعها ومحبيها فضلاً عن إثبات مصداقيتها فيما تدعيه بعدما صدعت رؤوس الملايين في عنتريات كاذبة لاكثر من أربعين عام واليوم انكشف زيفها بعدما تفاقمت الضربات الاسرائيلية على ذيولها ولم تحرك ساكن من اجلهم بل روحاني تخلى عنهم بقوله ” اننا غير مسؤولين عن القوى التي تدعي انها تمثلنا وهي خارج حدودنا ” وهذا يعني ان ايران سوف لن ترد ولن تدافع عن ذيولها لانها جندتهم للدفاع عنها وليس الدفاع عنهم أي لكي تتخذهم وقود لتنفيذ اجندتها السياسية التي لا علاقة لها بقضية فلسطين ولا القدس لان الصراع الحقيقي مع اسرائيل صراع عربي اسرائيلي بحت وليس صراع اسرائيلي فارسي لان السبب احتلال اليهود اراضي عربية باستخدام شعارات دينية على اساس انها ارض الميعاد، وعلى نفس المنوال استخدمت ايران شعارات دينية بحجة القدس ليكون لها موطئ قدم لأغتصاب اراضي عربية كما اغتضب الصهاينة ارض فلسطين، ولو كان ملالي طهران ضد الصهاينة بحق بحكم رفضهم لمبدأ إغتصاب الأرض فالأولى بهم اعادة ارض الأحواز المغتصبة إلى أهلها العرب وينسحبوا من الجزر الاماراتية الثلاث ثم يتخلوا عن نزعتهم التوسعية التي تطال اجزاء من الأراضي السورية واللبنانية والعراقية .. بمعنى ان القدس استخدمت شماعة لتحقيق اطماع سياسية لان ايران القومية تتقدم على ايران الاسلامية لان القومية الفارسية تتقدم عندهم على الدين والمذهب والاتباع بل سخرت الدين والمذهب والاتباع من اجل خدمة اجندتها القومية لتحقيق حلم اعادة امجاد إمبراطوريتها المنشودة على حساب العرب، ذلك الوهم الذي لم يفارق اذهان الفرس الذين يعتقدون ان تحقيقه لا يمكن ان يتم الا بإذلال العرب والانتقام منهم بسبب عقد التاريخ .. بينما لازال كثير من المغفلين في العراق من الموالين لايران الذين تم غسل أدمغتهم من قبل اصحاب العمائم من اجل التبعية المطلقة والانقياد الاعمى ليكونوا محرقة للدفاع عن ملالي طهران المنغمسين في النعميم واولاد الخايبة يذهبون الى الجحيم .. ألم يسأل مقاتلي الحشد الشعبي لماذا ملالي طهران لم يحركوا ساكن في الدفاع عنكم وانتم في محنة تحت جبروت ضربات الطائرات الاسرائيلية وتعرّضون انفسكم للموت وبلدكم للدمار من اجل حراسة أسلحة ايران وصواريخها المؤمنة في مخازنكم ومستودعاتكم، واذا كُنتُم تعتقدون ان ايران قد جاءت بميليشياتها لمحاربة داعش في العراق حباً فيكم فهذا هو الغباء بعينه لانها هي من ادخلت داعش وهي من ساهمت في صناعتها وبحجة محاربتها جاءت بجيوشها وميليشياتها وخبرائها من اجل تحقيق موطئ قدم في العراق ومثله في سوريا .. ايضاً ألم يسأل احدكم لماذا ايران تتاجر بالاسلام والمسلمين والمقدسات والأضرحة والمراقد أليس من الاولى لو كانت ايران حقاً على دين الاسلام ان تتحلى بخلق الاسلام وتتبع تعاليم القرأن وتنبذ الخلافات العقائدية وتترك الدسائس والفتن الطائفية وتعمل على التآخي والمحبة والتسامح بين المسلمين وفقاً لتعاليم الاسلام وتنبذ الكراهية والأحقاد وتتخلى عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وتترك التهديدات الفارغة والعبث في الامن الإقليمي والدولي بدعمها ورعايتها للارهاب وبذلك تسحب البساط من تحت اقدام امريكا والصهاينة وتكسب حب واحترام الجميع بدلا من ان تفعل ذلك مرغمة وتكسب سخط وشماتة الجميع ..