23 ديسمبر، 2024 11:20 ص

ما الذي يحصل في العراق؟

ما الذي يحصل في العراق؟

ما الذي يحصل في العراق؟ هل هو إنقلاب على الشرعية، أم ثورة شعبية، أم تغطية على ملفات الفساد وتحويل الأنظار عنها وعن المفسدين، أم تصفية الحسابات بين السياسيين الفرقاء، أم سحب البساط من تحت أقدام متظاهري ساحة التحرير والخضراء، ومحافظات الوسط والجنوب، وإظهار صورتهم أي نواب البرلمان العراقي على أنهم الأبطال، وهم المنادون بالإصلاحات وهم صوت الشعب، في حين هم من شهدوا وشاركوا جميع ما حصل ويحصل من مشاكل سياسية وأمنية وإقتصادية وإجتماعية وخدمية في العراق، منذ أن إختارهتهم شعوبهم قبل سنوات ليمثلوهم في البرلمان العراقي، دون أن يتفقوا يوما على حل تلك المشاكل وإعطاء كل ذي حق حقه ، فهم يعلمون أكثر من الشعب ماذا كان يجول وراء الكواليس ولم يحركوا ساكنا، بسبب إنتمائاتهم لكتل وأحزاب وتيارات تشارك جميعها في العملية السياسية.
إذا ما الذي يحصل في العراق في هذا الوقت والإرهاب الداعشي على الأبواب؟ هل أفرزت ملفات فساد النفط العراقي تكتلات جديدة بعد ان ذاع صيتها في جميع دول العالم بمشاركة شركات كبرى ودولا وحكومات كبرى في ملفات الفساد تلك، ما تسببت بمشاكل سياسية في تلك الدول الديمقراطية الكبرى، أم لتهميش بعض المكونات وإبعادها عن المشاركة في القرار السياسي، بحجة إيجاد وزارء تكنوقراط وإصلاحات جذرية وإحتكار السلطة من قبل تكتلا جديدا يبدو انه سينبثق بحجة الإصلاحات وبحجة النيابة عن الشعب.
هنا يجب التوقف لإيضاح بعضا من هذه الأمور المهمة، هل عدم تقديم الخدمات لأبناء الشعب بدأت قبل أيام او أشهر؟ كلا، فهي موجودة منذ توليهم عضويتهم في البرلمان العراقي، هل بدأت ملفات الفساد في النفط العراقي منذ أيام أو أشهر؟ كلا، فهي موجودة قبل ومنذ توليهم عضويتهم في البرلمان، هل بدأت ملفات فساد الكهرباء والتجارة والوزارات الأخرى
منذ أيام أو أشهر؟ كلا فقد كانت موجودة قبل ومنذ توليهم عضويتهم في البرلمان العراقي، إذا ما هي هذه الصحوة للضمير البرلماني، ماذا حصل خلال ليلة وضحاها في أن يعادى هؤلاء البرلمانيون رؤساء كتلهم وأحزابهم وتياراتهم، والوقوف ضد العملية السياسية، التي هي في أحرج ظرف لها في هذا الوقت، بسبب إرهاب داعش القريب من الأبواب، وتحرير مدينة الموصل، والاقتصاد العراقي المنهار وهبوط أسعار النفط، والتحديات الجمة التي تواجه الشعب العراقي، وما هي صحوة الضمير للنواب هذه؟ التي أتت بعد أن قال السيد مقتدى الصدر حفظه الله كلمته، ضد الفساد والمفسدين والإصلاحات وخروج الملايين من أبناء الشعب في الوسط والجنوب ضدهم، وهنا نقول أن صحوة الضمير هذه للمصلحين البرلمانيين تأتي خوفا من تلك الحشود المليونية التي أقسمت على محاسبتهم الواحد تلو الآخر وبالقانون، وإلا لما قاموا بهذه الحركة البهلوانية والوقوف بوجه العملية السياسية التي تدار من قبلهم أنفسهم جميعا، حيث كان من المفروض عليهم أن يقوموا بها قبل الآن، بتأييد ما طالب به وما كان ينادي به السيد مقتدى الصدر دام ظله منذ سنوات، لذلك فإن سحب البساط من تحت أقدام متظاهري ساحة التحرير والخضراء سوف لن يجر عليهم إلا الفشل الذريع والخسارة، وسوف يجر الويلات على هذا الشعب المسكين، ما لم يعودوا الى رشدهم قبل فوات الآوان في أن لا يكونوا السبب في حدوث أمرا غير منتظرا يزيد الطين بلة وسوف لن تحمد عقباه، والعودة الى طاولة المفاوضات التي هي الحل الأمثل لجميع ما يواجهه العراق من مشاكل، وإعطاء كل ذي حق حقه، وعدم محاولة تهميش تيارات وأحزاب وشخصيات قدمت التضحيات في الغالي والنفيس في سبيل التخلص من النظام الديكتاتوري السابق، وعدم الإنجرار الى ما ينادي به بعض الذين دخلوا العملية السياسية على أكتاف الشهداء والمناضلين الذين قدموا أرواحهم لكي يشارك جميع أبناء هذا الشعب من مكونات وطوائف وأديان في بناء العراق الجديد، ونقول ليبقى ضميركم نائما أيها البرلمانيون المصلحون لحين القضاء على أبشع وأخطر تنظيم على وجه الكرة الأرضية وهو داعش الإرهابي، وتستطيعون حين ذاك عندما تنتهي مدة عضويتكم، أن ترفعوا أصواتكم وتنزلوا الى الشارع
العراقي جنبا الى جنب أبناء الشعب المتظاهرين وضموا صوتكم الى صوتهم، لأننا سنتحمل الجوع والصمود لحين إخراج جميع أراضي العراق من قبضة الإرهاب الإرهابيين.