19 ديسمبر، 2024 1:09 ص

ما الذي يجر في هذه (الزيطة ) ؟ الحرس القديم والقلّة الطامحة

ما الذي يجر في هذه (الزيطة ) ؟ الحرس القديم والقلّة الطامحة

يحار الباحث المستقل في تقويم الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة في العراق , وعندما تنظر الى تشابك رؤى السياسيين المستحدثين وطروحاتهم , سوف تقف على حقيقة ان مضمون طروحاتهم  واحدة او على الأقل متشابهة ! وفي هذا (يلتبس الأمر على المراقب) , فهم (وطنيون, متدينون ,ديموقراطيون, مخلصون , يدينون سراق المال العام ,ويجرّمون متقاضوا (الكومشنات) و(لافطوا) الميزانيات الخرافية ) ! وأذا ما أزحنا هذه (الفذلكات ) جانبا و(عرّينا) هؤلاء السياسيين , سنجد الحقيقة هي الأخرى (عارية ) , لم يسترها لبوس(المنافقين) الذين لا يظهرون ما يبطنون !

واذا جاز لنا من تقويم , سنجد أفضل مايمكن اصطلاحه ( شليلة وضايع رآسها) !

مصادر الدراسات الإستراتيجية الأمريكية , الموجهة قطعا من قبل الإدارة الأمريكية , تفيدنا ان “المالكي سيتربع ثالثة على كرسي رئيس الوزراء “!

فيما تذكر مصادر مقربة من (ايران) اللآعب الإقليمي الهام في قضية العراق وقضايا المنطقة , أنها سحبت شرطها المتمثل  بالتمديد ل(المالكي)  بعد استماعها الى آراء  عمار الحكيم ومقتدى الصدر !

واذا ما مددنا انظارنا الى الداخل (الشيعي)  ,سنقف على صراعات لم نشهد مثيلها داخل  المؤسسة الشيعية , عدى ذلك الصراع المستتر بين (المرجعية الشيعية ذات الأصول الفارسية ) و(المرجعية الشيعية العربية ), التي شهدت الصراع الخفي طيلة ثمانينيات وتسعينيات وحتى الأعوام الأخيرة على الإحتلال الأمريكي الغاشم , لتأتي بعدها وحتى اليوم مرحلة تدخل المالكي في توفير الظروف اللوجستية لقيام مرجعية جديدة تتمثل ب (الشهرودي) ..كما لاينحصر الأمر بمرجعية التقليد او الإجتهاد , بل ان هؤلاء اللآعبون على حبل (ديني وزمني) في وقت واحد , فشلوا الى حد واضح في وحدة الموقف الشيعي , عندما وصل الأمر الى (السلطة والنفوذ والمكاسب ), على أن البعض من المراقبين يعزو هذا التعدد في القوائم الشيعية ,الى هدف اقتناص الأصوات المصوّتة لهذا العدد الكبير من القوائم (المفرّخة ) عن أصل واحد!  كماهي (العراقية ) المتشطية بفعل  العوامل النفعية الشخصية الى (بيضاء ) وما الى ذلك من التسميات  المعززة في اذهان الجماهير (ان الدنيا ربيع الجو بديع )! ولكن هذه التجزئة اذا ماكرست سوف تلقي بضلالها المعتمة على وضع (الشيعة ) في البلاد , وستمنح للمناوئين فرصا كثيرة لتشتيت وحدة الهدف الشيعي !  كما تكشف الحقيقة المرّة في ان المرشحين من (الصوبين) سعوا للمركز النيابي بدوافع المنفعة الشخصية والوجاهة الإجتماعية !

الأوضاع على الجانب (السني) ليست بأفضل منها على الجانب الآخر ! فالوجوه القديمة من وجهاء العشائر , والسياسيين الهواة الذين ركبوا الموجة في المنطقة الغربية , في المرحلة السابقة , تؤشر تطورات الأحداث أنهم سوف ( يلملون) ماتوسع من امكانياتهم المادية , وماتبقى لهم من رصيد معنوي او ثقة محدودة , ليعتاشوا عليها بقية أعمارهم القادمة , من دون أن يكون لهم الرصيد السياسي الذي يؤهلهم لدور قيادي او منصب ! وسوف تزدحم ساحة مكونهم بالعديد من الشخصيات الصاعدة بفعل الإنتخابات الجارية  ..وعلينا القول بصراحة شديدة أنها سوف لن تجرى في كثير من مناطق (الأنبار وديالى والموصل ) أيضا , وبذلك لاتتحقق المشاركة المبتغاة في اختيار من يمثل الجماهير .. كل ذلك يجري في وقت وضعت (الأنبار) وبعض حواضرها وريفها تحت سيطرة القوات العسكرية , التي يبدو أنها تخوض حربا مريرة في مواجهة مقاومة مسلحة ذات اذرع متعددة  ! يقول قائلون انها من جسد واحد هو (القاعدة) ! ولا أدري كيف تجرى انتخابات في بلد ثلثه  تحت القصف المدفعي ؟ وثلثه الآخر يخطط لإعلان استفتاء عرفت نتائجه مسبقا في اختيار اعلان (الدولة الكردية) !  رغم ماينطوي على هذا المشروع من مؤاخذات تتعلق بالتمويل والأمور اللوجستية ,والموقف الحقيقي ل(تركيا) قامعة التطلعات الكردية المشروعة , حتى وان بدت اليوم متفقة مع سلطة (اقليم كردستان) في قضايا نفطية وتجارية ف(الحار جوه ياخيار ) , وموقف(ايران التأريخي) من رفض تجميع (الكورد) في دولة واحدة ! على ان لاننسى  مستوى القمع الذي تعاملت به (ايران) مع المتطلعين (الكورد ) الى آفاق تلبي طموحهم القومي ! وعلاقات (الدولة الجديدة ) بالدولة الأم (العراق) ,وكيفية رسم العلاقة القانونية ؟ وفض العلاقات التي رسخت عبر 90 عاما مضت ؟ وهل ستكون علاقة (الدولة الكردية) بالعراق ,علاقة (كونفدرالية ) ضمن دولة (العراق ) الواحدة , ام علاقة (دولة ) بدولة ؟

وثمة سؤال يرد في الذهن ؟ ماذا لوكان (العراق) من دون ثرواته النفطية والمعدنية  الناتجة عنها مليارات الدولارات ؟ ترى هل سيتكالب المتكالبون على مواقع النواب والوزراء ,وحتى المجالس المحلية ؟ وماذا لوكان واردات (العراق) مثل واردات (الصومال) او (جيبوتي) ؟ يقول القدريون ..الحمد لله فقد منحنا الله النعمة ! ولكنها نعمة ملغومة جعل البعض منها نقمة  !

في الجانب (الشيعي) أيضا , تشير معلومات مسربة ,ان اجتماعات متكررة عقدت من اجل ترشيح الشخصيات التي ستتولى المراكز السيادية, حيث تذكر ان رئاسة الجمهورية ستكون لإسامة النجيفي , فيما ستكون رئاسة الوزراء  لواحد من اثنين باقر الزبيدي او عبد الحسين عبطان  ,  وسيكون بهاء الأعرجي نائبا لرئيس الوزراء ,  وجواد البزوني وزيرا للدفاع  وضياء الأسدي وزيرا للداخلية , وهذا يعني ان الإستعداد لإستثمار نتائج الإنتخابات يجري منذ الآن من قبل التيار الصدري وكتلة (المواطن) على الأقل !

ولا أدري بالضبط , ماهو نصيب ماقيل وما أشيع عن ارتكابات تورط بها البعض ممن رشحوا لهذه المناصب ؟ من التدقيق والتحقيق , علما ان اية تحقيقات ابتدائية في اية جنحة او جريمة  تأخذ ب (الضنيّات) , فان تحصل التحقيق على ادلة او قرائن , مضى الى مراحل متقدمة ,توصل الى القرار الحكمي الصائب !

من الوفاء للحقيقة القول , ان رائحة زاكمة قد فاحت من بين ثنايا غالبية المرشحين, وخاصة المعاد ترشيحهم من النواب السابقين ,لاتشجع عقل واع على اعادة انتخاب مثل هذه الزمرة المتلاعبة المال العام , والتي غادرت محدودية دخلها الى اقتناء الملاين , بعد اغتصاب قصور وممتلكات عناصر النظام السابق ,  وتقاضي رواتب ومخصصات وامتيازات  استثنائية (مهروش ووكع بكروش) , وقد اثبتت السنوات الثمان الماضية ذلك بالوثائق ومن بينها شرعنة تلك الإرتكابات ,كما اثبتت تجربة تمكنها من السلطة انها فاشلة بامتياز, وانها لم تف حق الشعب , ولم تحقق له مصالحه المشروعة في وحدة (العراق) وعدالة توزيع الثروة ,وتحقيق البناء  السياسي والإقتصادي على اسس علمية معتمدة  .

رباط الفرس ..الواقع المعاش يفرض علينا عدم  الإفراط في التفاؤل ! اذا فازت غالبية الطغمة القديمة بمقاعد البرلمان  , صار حالنا حال ” السدانة بالماي”  , وأذا نحت المرشحون الجدد المعوّل عليهم  في الصخر , وتم لهم اكتساب عضوية (البرلمان) , فهم قلّة  خيرة ليس باستطاعتهم تصحيح مسار !  ولكنهم على الأقل سيمارسون (جهاد الكلام ), وهذا مايمثل ادنى ماتسمح به ديموقراطية مشوّهة أولدها الاحتلال الأمريكي الغاشم !
ورود الكلام ..
(قشبة ) !
ب(الزيطة والزمبليطة), وملايين الأمتار من البلاستك المطبوع ,بصور المرشحين بعد كدح جهاز (الفوتوشوب) مئات الساعات ,ليظهر (الأحول مخنزرا ), و(ابو خشم كباية ) مثل (مصقولة بنت عجرم ) , و(ابو حلك شردانة ) ذي بسمة كبسمة (هويام حريم السلطان) , و(ابو آذان مشنتره) ولا آذان (مسمسمة) , ومن ألمّت به (كرعة), كمن ارتدى (باروكة عزت ابو عوف) ! أما اولئك الريفيون مرتدوا (الدشاديش والشراويل) من دون (لباس ) داخلي, فقد تركوا (الهوه يعبي) , فيما راحت صورهم ( ببوزات جانبية وأمامية) تستفز المواطن محتلة مساحات نظره  , بنظارات سوداء وملونة , تاركين لأذرعهم (الطويلة ) المفتوحة المزدانة ب(السليماني) و(الكهرب) والعقيق) , و(المنفتحه ترحيبا او توعدا بالجماهير ), فيما قلد البعض منهم رئيسه المختفي , وقبل ذلك رئيس (اميركا) , بوضع الكف الأيمن على مكان القلب , وقد ارتفعت اسعار اللحوم في (البصرة ), نتيجة لإستهلاكها في عزائم وولائم , وارتفعت ارقام استهلاك البطانيا ت والمدافيء , و(كارتات التلفون) , وراح المرشحون يسألون عن (النغل منو بزره ) ؟ لعلهم يظفرون بقريب حتى الدرجة الخمسين ! وهنا ارتقت عاطفة القربى , و(صلة الأرحام) , وتفقد حال الأصدقاء القدامى الى مرتبة (الصدقة) !
هل في هذا شيء من (القشبة ) ابعدنا وأبعدكم الله عنها !

أحدث المقالات

أحدث المقالات