23 ديسمبر، 2024 5:08 ص

ما الذي فعله الأمين لبغداد ؟!!

ما الذي فعله الأمين لبغداد ؟!!

ما الذي فعله الامين لبغداد التي توج خادما لها ؟. هل كان خادما مخلصا أمينا حقا ، وهل استطاع ان يضع لمساته على خارطة هذه المدينة ؟ ام انه اكتفى باللقب كنوع من البهرجة الإعلامية والاغراض الدعاية الانتخابية حصرا ؟. ما الذي فعله أمين بغداد للعاصمة؟.. وهل هو فعلا الرجل الكفوء الذي يستحق ان يتولى هذا المنصب الحساس والمهم ؟.. وهل ان منصب الأمين تشريفي ليس الا ، ام انه مجموعة مسؤوليات تنفيذية تتمثل في المهام الموكلة به ، والسهر على أمن المدينة ، وتنفيذ المشاريع والبرامج والخطط الموضوعة ، لتطويرها واعمارها وتنظيمها واظهارها بالمظهر اللائق ، كعاصمة عراقية ، ما الذي فعله أمين بغداد الذي لبس بدلة العمل النظيفة والانيقة وظهر فيها بعشرات الآلاف من الصور .. بل انه لم يترك مناسبة صغيرة او كبيرة الا ونشر اعلانا وتهنئة باسمه وصورته موجهة الى الشعب العراقي مصروفة أُجورها من خزينة الدولة والميزانية المخصصة . هل يستطيع ان ينكر احد هذا الامر . الخدام يعملون بصمت ، اما أولئك الذين يرغبون ان يعيشوا تحت الأضواء ليظهروا بين فترة وأخرى ، فليس هم في حقيقة الامر سوى مهرجين ومدّعين . كون العمل يفصح عن نفسه أينما يكون..

ماذا فعل الأمين وبغداد فقدت نظافتها ورونقها وألوانها ووجهها الجميل ، ولم يستطع إعادة النضارة الى وجهها .. لقد عادت القمامة تملا شوارع بغداد الرئيسية ، وشارع محمد القاسم انموذجا ، واذا كان هذا الجهد البلدي من اختصاص امانة بغداد حصرا.. فاين المتابعة لجهود الأمانة ؟.. وأين الدعم المركزي للعاصمة ؟.. كما ان أطراف بغداد اسوأ حالا من مركزها ، لقد رافقت تولي أمين بغداد منصبه هالة إعلامية كبيرة ، صورت للناس بان الأمين الجديد سيجعل من بغداد جنينة ، الا ان مرور سنتين على توليه المنصب لم نر منه شيئا ملموسا.

مشكلتنا مازالت قائمة ، فالمحاصصة الحزبية والكتلوية تجعل من المناصب الرسمية سلعة في سوق المزايدات ، حتى اذا تسلم الشخص الذي ينتمي الى الكتلة المعينة منصبه صار همه كيف يرضي كتلته .. وصار هم كتلته كيف تستفيد من المنصب الجديد ، الذي اصبح جزءا من حصتها .. أما الجهد والعمل والإخلاص فذلك امر اخر على ما يبدو .. لانشكك بوطنية الأمين ، ولابحرصه وسعيه الى العمل ، فهذا باب من ابواب

المزايدات ، لانريد ان ندخله ، لكن نقول: كنا نامل ان نرى بغداد بشكل أفضل غير الذي عليه الان.

ان بغداد مدينة كبيرة ، وفيها من المعالم مايستحق الاهتمام به ، ليس من قبل امانة بغداد فحسب بل من قبل ادارتها المتمثلة بالمحافظة .. ومتى سعت المحافظة الى ذلك ستكون تلك المعالم بحال افضل .. كما ان الدور الاشرافي والمتابعة لاعمال امانة بغداد ، هو جزء من مهام المحافظة ، وهذا مايجب إعادة النظر فيه ، فليس من المعقول ان تكون هناك سلطتان ، ولابد من اصلاح هذا الامر ضمن التوجه العام في الإصلاح الاداري. ولابد لأي عراقي يتم اختياره أمينا لبغداد ، أن يمتلك جملة مواصفات تجعل منه قادرا على النهوض بواقع هذه المدينة التي شهدت ترديا مستمرا بالخدمات طوال السنوات الماضية.. ولابد للمسؤولين بمستوى محافظ بغداد ، وامين بغداد ان يخضعا الى المساءلة دائما من قبل مجلس الوزراء ، وكذلك مجلس النواب السلطة التشريعية والرقابية ، من اجل تقويم العمل وضمان سيره بآليات سليمة ، لامن اجل التسقيط والمشاكسة . وان يخضع أي مسؤول مرشح ليكون محافظا لبغداد او امينا لها الى عدة اختبارات ، إضافة الى امتلاكه مجموعة خبرات يمكن ان تسهم في تحسين ادائة وتطوره ، وغالبا مايرشح محافظ العاصمة او عمدتها ليكون رئيسا للجمهورية في الأنظمة الرئاسية ، او رئيسا للوزراء في الأنظمة البرلمانية ، لان مثل هذا الشخص قد اكتسب خبرة كافية من خلال تولية المسؤولية ، خاصة عندما يقدم منجزا واضحا وتغييرا كبيرا في المدن التي يتولون مسؤوليتها . كأوردغان رئيس جمهورية تركيا عمدة اسطنبول ، واحمدي نجاتي عمدة طهران .

لاشك ان بناء الحضارات الجديدة في أي مكان في العالم ، يعتمد على جهد اشخاص متميزين ، يقودون مؤسسات رصينة تتولى تغييرا شاملا في البنى التحتية والفوقية للمدن والبلدان ، وغالبا ما يساعد وجود شخصية إدارية متميزة على راس المسؤولية في هذه المدينة او تلك ، على ترك بصمات بشكل واضح ، وإضافة لمسات واحداث طفرات كبيرة في الشكل العام للمدينة ومستوى الخدمات فيها .. لذلك من غير الممكن ان نترك هذا الامر الى نظام المحاصصة ، ونحن نسعى الى بناء عراق ديمقراطي متطور يشار اليه بالبنان ، ولايمكننا ان نجعل من بغداد على وفق هذا النظام ، عاصمة تضاهي عواصم العالم الكبرى .. فهي مازالت متخلفة عن هكذا مستوى ..!!