تعد ثورة اكتوبر هي الثورة الاولى في العراق وقيمتها مع قيمة الثورة الفرنسية او الروسية او الامريكية او الايرانية تعد هي الاولى من حيث التضحيات ومن حيث المواقف البطولية فرموز هذة الثورة العظيمة هم الصبية والشباب والشابات الذي وضعوا ارواحهم ثمنا للتغيير بمواجهة افسد منظومة سياسية غاشمة وظالمة ، النظام السياسي والاحزاب استخدموا اقسى اشكال العنف والترويع ضد شباب عزل سلاحهم راية العراق والهتافات الوطنية والهتافات الساخرة والساخطة، وان مواقف التضحية والإباء والتلاحم التي وثقها العالم وما يقابله من عنف وقسوة شاهد تاريخي على اعظم ثورة في التاريخ في كل تفاصيلها وتستحق ان يكتب لها الف رواية وقصة وقصيدة ويبعث لاجلها تولستوي ومكسيم غوركي وماركيز والجواهري ليكتبوا عن ثورة جيل لم يسبقه جيل في معنى ان تكون حراً .
ونعود للمعنى لماذا هذة الثورة .
هذة الثورة في بدايتها ولازال فيها صمت وهدوء ازاء من يلبسون الف لبوس ولبوس ويتاجرون بمشاعر الناس تارة وتخويفهم وترويعهم تارة اخرى .
هذة ثورة ضد حكم العوائل الغاشمة من ال فلان وفلان هي ثورة ضد الاقطاع الجديد وضد المافيات الجديدة والعصابات الجديدة هي ثورة ضد الفساد واي فساد يبدأ من اعلى هرم السلطة لاسفلها . ثورة ضد العوائل التي تسرق النفط جهاراً نهاراً بدعم اللوبي العالمي .
ثورة ضد رئيس الكتلة الذي يبيع منصب الوزير والوكيل والمدير ثورة ضد كل مفصل يبدأ من امانة العاصمة وينتهي بحضانات ورياض الاطفال، عامل المجاري لايفتح الانابيب الا برشوة والمنظف لايرفع الانقاض الا برشوة ومهندس التجاوزات منشار الامانة والبلدية يهدم بيوت الفقراء ويعمر بيوت الاقوياء باموال توزع على المدراء، والفساد لاينتهي فالمدير متواطئ مع المهندس والجميع متواطئ مع الراس الاعلى بسبب واردات الضرائب والاتاوات التي تفرضها الامانة او البلدية في اي محافظة على اصحاب البسطيات او الذين يفترشون الارض، فيجنون المليارات لهم وليس للدولة كما الضرائب على شراء وبيع البيوت والاراضي فيخصص الريع للموظفة والموظف بنسبة تفوق حصة الدولة، هذة الصورة وهذا المشهد موجود عند كل موظف حكومي فاسد الا ماندر وسيصبح الندر معدوم في دولة زرعت الفساد عن عمد في كل المفاصل فتعمدت ان تفسد في كل مشاريع البناء ولم تبني شارع او مستشفى او مدرسة لان القائمين لصوص وهل تترجى من لص ان يبني وبيده مليارات الدولارات .
من عجل بقيام الثورة هو ذلك الفساد المروع لدى المسؤولين وابنائهم
من عجل بقيام الثورة ان الاحزاب الفاسدة تهب بعضها البعض ممتلكات النظام السابق وتهب الاراضي والمشاريع والصفقات لبعضهم البعض .
من عجل بقيام الثورة هروب المستثمرين بسبب كمية الرشاوى التي تلاحق المستثمر والمقاول فيهرب قبل ان تقتله جماعة مسلحة او تقطع الطريق عليه عشيرة بعض افرادها منفلتين .
دولة تعمدت فساد التعليم فاصبح خصوصي لمن هم اغنياء وافسدت الصحة فاصبحت اهلية والفقير يموت بسبب فساد المستشفيات العامرة بالقطط والكلاب السائبة والاطباء والممرضين الذين ينصحونك بالعلاج في المستشفى الاهلي الفلاني وفيهم من ليس لديه اخلاق مهنة الطب وانسانيتها وهم لايشبهون جيل الثورة من الاطباء الذين يرقصون على الموت في ساحات المياديين وهم يسعفون الجرحى المتظاهريين .
هذه وغيرها عجلت بالثورة، مئات الابنية من العهد البائد بقت خاوية ومتروكة وفسادهم جعلهم يبنون مولات بينما تركوا عشرات الاسواق المركزية فارغة وما اكثرها بسبب الفساد .
ابنية متروكة بالعشرات من مخلفات النظام السابق وعشرات الابنية متروكة بسبب فساد انجازها في عهد الاحزاب .
من عجل بقيام الثورة ان الاحزاب عمرت قصور صدام والوزراء فسكنتها وتركت الشعب يبحث في التجاوزات والصفيح يدفع الرشاوي لامانة العاصمة والبلدية من اجل البقاء تحت رحمة المطر وموظف البلدية
من عجل بقيام الثورة عندما تتفق الحكومة مع اصحاب المولدات فتطفى الكهرباء التي تشتريها من ايران بالمليارات فتبتز المواطن مرتين مرة لصاحب المولدة الفاسد ومرة للحكومة الفاسدة .
من عجل بالثورة انعدام الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والقضاء .
من عجل من قيام الثورة ان العراق منهوب من دول الجوار .
من عجل بقيام الثورة ان الشعب لم يشارك بالانتخابات لانها باطله بنسبة المشاركة والتزوير .
من عجل بقيام الثورة الموظف المرتشي يهدد بانه من الفصيل الفلاني والجماعة الفلانية وياتي باقربائه يدكون بيت المشتكي بالاحاديات .
من عجل بقيام الثورة البطالة والفقر والبحث عن الطعام في الازبال بسبب انعدام دور الارامل واليتامى والعجزة .
من عجل بقيام الثورة بلد مثل سوريا يواجهه تلك الحرب الكونية ويصدر لنا الغذاء والدواء والعراقيين يتطببون في دمشق من مختلف الامراض . فما الفرق بين بلد يقوده فرد وبلد تقوده احزاب .
من عجل بقيام الثورة ان سوريا ترمم وتعمر ابنية لازال القتال فيها وهي تعيش على فتات الدولارات بينما الاحزاب تهدم المعمر وخزينتها مئات المليارات .
من عجل بقيام الثورة اننا نستورد كل شيء في حياتنا اليومية من دول الجوار الا التخويف والترويع والفساد فهو منتج وطني
من عجل بقيام الثورة ان كل مفصل في الحياة تقوها احزاب الفساد وكل ارث اخترعوه من اجل جعل العراق فقيراً وضعيفاً وممزقاً .
ثورتكم سحقت ارث التخلف والمرض والطائفية والكراهية وفي عهدكم لم يتوحد الشعب مثلما توحد تحت ظل رايتكم عبر التاريخ واصبح الانفصاليين اكثر قلقاً وخوفاً وهلعاً منكم وانتم بلا بنادق .
نتمنى ان تنتهي هذة الثورة بنصرها السلمي وان لا يتلقفها المرتزقة والعصابات والقتلة والرعاع والجهلة وتجار الحرووب ودول الشر