استعادت بريطانيا جزر الفوكلاند من الارجنتين بأيام خمس فقط لا غير ، وليس بسنين وسنين ، وبدأ مؤتمر التقييم والتقويم على مستوى الدولة برمتها ، ورغم النصر السريع الناجز وصلت المشادات اوجها في مؤتمر المنتصرين

اما نحن الذين هزمنا شر هزيمة في 2014 تجاه عدو متخلف وضعيف جدا في تسليحه قياسا ب(55) الف جندي مسند بأحدث الصواريخ والطائرات والدبابات موجود في نينوى فقط ، فشكلنا لجنة من (25) برلماني للتحقيق في اسباب الهزيمة ورميت اوراقها في براميل القمامة ، رغم ان من المقصرين واضحين فسقوط فوج يعني محاكمة قائده وآمر اللواء ، وسقوط فرقة يعني قائدها وقائد قيادة العمليات ، وسقوط عدة قيادات عمليات جيش وشرطة اتحادية ومكافحة ارهاب ، وقوة جوية وطيران جيش وغيرها الكثير فيعني محاكمة قيادة العمليات المشتركة ووزارة الدفاع برمتها . وهذه بديهيات ليست من عندياتي ، اما السيد وزير الدفاع الاسبق فقد دافع عن نفسه بالقول (( الجيش السابق ايضا هزم هزائم منكرة)) وهذا اعتراف ضمني بأنه هو هزم هزيمة منكرة .

وعندما انتصرنا نصرا مكلفا بسياسة الارض المحروقة وبتدمير محافظتين ، وبالطريقة التي فيها خرقنا كل الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها التي نصت في احد موادها على (( يمنع الهجوم قصفا بالقنابل على هدف عسكري يقع في او بالقرب من منطقة مأهولة بالسكان )) الا اننا لم نسمع بعد النصر البطيء المكلف من قال اين أخطأنا ، وكيف انتصرنا ، وماذا سنفعل كي نضمن عدم تكرار تلك الهزيمة وذلك الدمار الذي اصاب المحافظات المحررة التي احد اسبابها الاستخدام المفرط للقوة ؟؟

بعد هذه المقدمة التي لا تعني اني حزنت اقل من حزن القائد العام يوم سقوط الموصل ، ولا تعني اني فرحت اقل من فرح القائد العام عند النصر الا ان الفرق بيني وينهما ان هذه قواتي المسلحة وجيشي الذي تربيت فيه ودرست فيه ، وربيته ودربته وقمت بتدريس جنوده وقادته ، ولن انسى ان لوائي المدرع العاشر اخرج فرقة مدرعة ايرانية من المعركة خلال (40) ساعة .

ننتقل الى الأسئلة فالحديث ذو شجون

س1. لماذا لم يتم رفع الجثث المتفسخة لحد الآن ؟ أليس في هذا عيبا؟؟

س2. لماذا لم يعقد مؤتمر تحليلي عند الهزيمة وعند النصر؟

س3. هل قمنا بإزالة فوضى الهيكل التنظيمي لقيادة العمليات المشتركة بشكل خاص والقوات المسلحة بشكل عام

س4. هل حاولنا فهم حقيقة وجود السيد قائد القوات البرية في المعركة وعدم اتخاذه اي اجراء؟؟ اجيبكم ان تلك القيادة هي بدعة زائدة لا تحتاجها القوات المسلحة ورغم ان اسمها قيادة فهي لا تقود شيئا لأنها زائدة عن الحاجة . ومقرها يكلفنا الف ضابط وجندي وحمايات وعجلات فارهة لأجل لا شيء بل لآجل الضرر فقط

س5. لماذا لم نزل التكرش عن دماغ القوات المسلحة (وزارة الدفاع) لحد الآن ؟؟ هل السبب اننا نعاني نقصا في السادة الفرقاء؟؟ ام ان هناك فائض في دخل الفرد العراقي نريد صرفه كيفما اتفق لأضعاف الجيش ؟؟ وهل فكرتم لماذا نحن الوحيدون في العالم لدينا 12 قيادة عمليات نصفها على الاقل زائد عن الحاجة ووجودها ضار ، والدليل ان فيلق (قيادة عمليات) كان يقود الشمال وصولا الى صلاح الدين والتاجي في بغداد وكانت حتى نينوى ضمن مسؤوليته

س6. هل لمستم ضعفا شديدا في ارادة القتال؟ ان لم تلمسوا فأقول لكم دلائله .. انه ترك ساحة المعركة دون قتال ، وفي التعرض هو عدم الاستعداد الكافي للقتال بندقية مقابل بندقية ، بل ينبغي تدمير البندقية المعادية والبناية التي يقف فوقها القناص المعادي قبل ان نتقدم . وأن سبب كل ذلك هو غياب الضبط .. اتعرفون سبب غياب الضبط ؟؟ انه غياب التدريب . ولعل ذلك ممكن قبل الهزيمة اما بعد الهزيمة فهو دليل على اننا نريد هزيمة اخرى وأخرى كي نستفيد من دروسها !!!

س7. ما هي الاجراءات المتخذة لمنع تحول مدن اخرى الى مدينة نساء كالصقلاوية ومنع تحول اية سيطرة الى مسلخ مثل مسلخ بزيبز او مسلخ الثرثار ، وما هي الصعوبات التي اكتنفت ارادتكم الحرة في كشف المجرمين ؟؟

س8. آلية انتقاء القادة متى تضع اسسها ؟؟ هل سنبقى على الجوكرية ، ولا اقصد التسمية التي اطلقها اعداء الثورة السلمية ، اقصد ان هناك جواكر هم مرهم لكل شيء فضابط امن سابق يصبح قائد عمليات بعدها قائد حشد عشائري بعدها قائد شرطة محافظة ؟؟ بعدها ؟؟ لن اقول منصبه الحالي ففي ذلك كشف لشخصه .. ما الموضوع ؟؟ هل نحن في قبائل الزولو ام في العراق العظيم ؟؟

س9. متى تتحقق الفقرات (أ ، ب ، ج) من المادة (9) من الدستور؟؟

س10. متى تتحقق المادة (5) من قانون الحشد الشعبي .

س 11. هل عرف (الذين تولوا يوم الزحف ) معنى ثنائي رب العزة ( الثواب والعقاب) ؟؟ نعم عرفوا ان لا وجود لهما في قاموسنا ، وأن الذي تولى يوم الزحف فسخ عقده وعاد ليتظاهر ضد الحكومة وأعيد للخدمة بكل ممنونية .. اقول لكم ان من هرب دون اي سبب هو مهزوم في داخله ، ولن يقاتل مستقبلا

س12. لماذا استدعينا قوات التحالف الدولي ، ولم نذكر لها اي دور لحد الآن ؟؟ هل نخجل من ذكر ذلك؟؟ ام اننا نتخيل ان التأريخ سوف لن يسجل ذلك ؟؟

نكتفي بهذا القدر ، وأتمنى ان تقتنعوا بأننا لم نقم بأي تغيير جذري بنيوي في القوات المسلحة ، ولا في غيرها ، وهذا لن يكن الا في صالح اعداء العراق ، والسكوت عنه يعد وقوفا مع الاعداء ، ولذلك جازف قلمي في عبور الخطوط الحمر .. عاش العراق .. وعاش الاحياء اللذين هم عند ربهم يرزقون .