في مجتمعنا العربي والإسلامي من الصعوبة أن نجد تفسيرات منطقية للكثير من السرديات والموروثات وعندما يريد احدنا أن يوجه سؤالا بريئا لفكرة ما فسرعان ما توجه له سهام اللعنة والشرك والهرطقة بحق هذا السائل دون أن نجد جوابا وافيا وفي أحسن الأحوال يسمع منهم عبارات السب واللعن والشتيمة وكأنه تجاوز على الذات الإلهية ، فمعركة الطف التي جرت بين فريقين من المسلمين لأسباب كثيرة منها معلن والباقي غير معلن وفيها جانب السلطة شامخ في عقول المتصارعين ومعها جانب زعامة المسلمين حاضرة في عقول المتحاربين والكثير من المسلمين وليومنا هذا بالرغم من مرور أكثر من 14 قرنا على هذه المعركة التي جرت في أرض العراق وهي بالذات نصف مشكلة المسلمين لو تحدثنا على أسباب الاختلاف بين المذهبين فهنالك فريق يدعي خلاف ما يدعي الفريق الثاني وسيبقى الخلاف الفارغ إلى يوم الدهر ما بين الطرفين وهم في نهاية المطاف مسلمون ولكن بلا عقول ولو احصينا عدد المسلمين الذين يمتلكون عقول تستحق أن تجلس في مجالس العقلاء لما وجدنا منهم إلا شذرات متناثرة في هذه الأرض أو تلك .
نعود للدروس المستنبطة من معركة الطف وكيف كانت مأساوية بكل معنى الكلمة ولكن رغم أن فريق المهولين لهذه المعركة يتباكون طيلة العام بل طيلة الدهر على نتائج هذه المعركة نجد احدهم بعيدا كل البعد عن الدروس المستنبطة من هذه المعركة ولو بالحد الأدنى ، أغلب رجال الدين ومعهم اقزام السياسة من الذين يروجون لهذه المعركة في ثنايا أقوالهم وهم بالذات يبحثون عن تأجيج لمشاعر طائفة معينة لغرض كسب الأصوات فلو أعاد الله الروح ( وهو قادر على كل شيء قدير) في جسد الإمام الحسين وخرج لنا من قبره الشريف في كربلاء سنشهد معركة أبشع من معركة الطف فيها الفريق الأول هم رجال الساسة وأصنام النجف ووكلاء الأصنام والأسلحة المتوفرة تفوق بقوتها عن السلاح المستخدم سابقا ( سيف ورمح ) والفريق الثاني سيكون جسد الإمام الشريف ، للأسف لا أعرف كيف عقول أغلب المسلمين لا تفهم إن فكرة معركة الطف هي فكرة أصبحت بقالب سياسي ( تقولبت سياسيا ) وأصبحت فكرة دعم وقوة لرجال الساسة ومعهم الأصنام الخالدة في سراديب قم والنجف وإلا لحد هذه اللحظة لم نسمع عن ترجمة لفضيلة واحدة من فضائل هذه المعركة ولم نسمع عن تضحية واحدة قام بها احد الساسة أو رجال الدين السياسي ، هم يطلبون التضحية من المواطن البسيط وعليه أن ينفذ ولكن هيهات أن يترجم أحدهم ( ولو واحد بالمليون ) فكرة التضحية والمثول للخلق الرفيع ومن ينتقدهم حينها ستظهر الالسن الخشنة تشتم وتتهم بولاء قلم الفواز للصهيونية وربما للماسونية وبعدها للوهابية ثم حزب البعث بعدها الولاء للشيطان دون أن يفكر احدهم بالغاية من هذه السطور ، أين ترجمة ساستنا لمعاني معركة سيد شهداء الجنة ؟ هل السرقة هي ترجمة لمفاهيم معركة الطف ؟ هل التزوير هي سمة معركة الطف ؟ هل اغتصاب السجناء هي ترجمة لمعركة الطف ؟ هل قتل من يختلف معهم بالرأي هي ترجمة لمعركة الطف ؟ هل اجبار النساء على زواج المتعة هي ترجمة لمعاني الطف ؟ هل سرقة خيرات البلد وتحويل هذه الأموال لمصارف خارج العراق هي ترجمة لسمات معركة الطف ؟ وهل وهل وهل ولكن علينا أن نعترف إن معركة الطف أصبحت معركة إعلامية يتربح منها فريق من المنافقين وهم يتغنون ويبكون على هذه المعركة ولا ترجمة فعلية لسمات هذه المعركة حتى لو ظهر المهدي المنتظر .
مشكلة أغلب الشعب العراقي إنهم بلا عقول ومن كان بلا عقل مكانه ليس بين عقلاء الإنسانية بل في زريبة البشر وتبقى معركة الطف وسيلة وغاية فعالة في غسل عقول من كان بنصف عقل وسار على نهج الأصنام وأقزامهم من رجال السياسة فهنيئا لكم هذا النصف من الهبة الربانية .