10 أبريل، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

ما التفسير المنطقي فيما لو نفذ المالكي مطالب المتظاهرين ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تظاهرات واعتصامات منذ أسابيع في ساحات المحافظات تطالب الحكومة ببعض الاصلاحات ، الحكومة ما بين الرافضة ظاهريا والخائفة داخليا ، الخوف ليس على الدولة أو قانون الدولة أو على الشعب أو على عدم تنفيذ الدستور بل الخوف على كرسي المالكي ، الاخوة الأعداء من (التحالف الشيعي ) كلا منهم يبكي على ليلاه والكل يريد اسقاط المالكي بدرجة أكبر واقوى من المتظاهرين ، المتظاهرون يريدون الاصلاحات كما يفهموها ، الاخوة الأعداء يريدون اسقاط المالكي لان كل واحدا منهم يتوقع أنه سوف يكون الجالس الجديد على هذا الكرسي ، إذن غايات المتظاهرين أكثر رحمة بالمالكي من اخوان المذهب ، المتظاهرون لا يريدون كرسي المالكي بقدر ما يريدون بعض الاصلاحات ، أعضاء الحكومة من ( الشيعة حصرا ) يريدون اسقاط المالكي طمعا بالكرسي وهم يساندون المتظاهرين ليس حبا بهم بل كرها بالمالكي، منذ متى والصدر يساند أهل الانبار لكنه يريد إحراج المالكي ليطلب منه مزيدا من التنازلات والهبات ، منذ متى والمجلس الأعلى مع أهل الموصل ، إنهم يبحثون عن فراغ عسى ولعل أن يملأ هذا الفراغ احدهم ( عادل عبد المهدي ، صولاغ ) الجعفري بدوره يريد الفرصة لكي ينتقم من المالكي ومن وقف ضده من الشيعة عندما كان رئيسا للوزراء وسحب منه البساط ، الجلبي ينتظر بفارغ الصبر لحظة الهجوم وقنص الفرص بحجة أنه عراب فكرة البيت الشيعي والأول في اقناع الأمريكان بتغير حكم صدام وهو يرى أنه الاحق بالكرسي ، كلهم يبحثون عن فرصة للانقضاض على المالكي ، اكثرهم بعداً عن الطمع في كرسي الرئاسة هم المتظاهرون ، لو كنت بمكان المالكي لما ترددت مطلقا في تنفيذ طلباتهم ليس حبا بهم لأنني ( طائفي ) ولكن كرها بأبناء المذهب من ( الساسة ) الذين ينسجون لي المخططات الخبيثة ليلا ويقفون معي صباحا ، هكذا هي السياسة عندما تجد من هو الاقوى ترضخ وكأنها عاهرة استلمت ما تريد لتعطي ما نريد .

       نعود إلى عنوان الموضوع والذي اقصد منه ماذا لو نفذ المالكي كل مطالب المتظاهرين وبعدها سيكون السؤال الجوهري للمالكي هو :::

         لماذا لم تنفذ هذه النقاط قبل أن نتظاهر ؟ هل الخوف دفعك للموافقة ؟ هل شعرت بصحوة الضمير الآن ؟ هل أن قراراتكم كلها كانت خطأ وإلا كيف تفسر قبولك ما نريد ؟ هل حبكم بالكرسي دفعكم للموافقة على انحراف مبادئ ونهج الدولة ؟ هل كنتم مخطئين ؟ أين كنت طيلة هذه السنوات ؟ من يتحمل وزر المظالم ؟ ما هو نوع التعويض عن هذه المظالم ؟ هل التعويض المادي يعيد حياة احد المغدورين ؟ هل الأموال تعيد البسمة لوجوه الأطفال ؟ هل الأموال كفيلة بمسح دموع الثكالى ؟ هل مفردة عفا الله عما سلف تساعد في برودة القلوب المحروقة  ؟ من يعوض المرأة التي فقدت زوجها ورب أسرتها ؟ تنفيذ المطالب هل هو اعتراف ضمني بالفشل ؟ من يعترف ضمنا بالفشل هل يستحق أن يكون رئيسا للعراق ؟ هل تستحق أن تكون رئيسا لكل العراقيين أم لفئة واحدة ؟ هل سنجد لحظة ندم على ما اقترفته من اخطاء جسيمة ؟ هل سيبقى رهطك المخزي يتحكم بالناس دون أن يفهم احدهم عمله ؟ هل ستمضي في فكرة وضع الرجل الغير مناسب بالمكان الغير مناسب ؟ هل ستعتمد على رهط المستشارين وهم لا يفهمون إلا بلغة الهدايا والمكاسب ؟ هل ستتغير وتبتعد عن نصرة الطائفة لحساب نصرة العراقيين ؟ هل ستطرد الوزراء الطائفيين أمثال وزير اللطم والحقد ( علي الأديب )؟

       اسئلة كثيرة ولكن لا جواب ولا تقدم ذاتي وأخلاقي في بناء الدولة عندما يكون القائم على أمر الدولة رجلا طائفيا متخلفا لا يفهم إلا في انواع المحابس ونصرة المذهب والسفسطة واللغو الفارغ عندما يقف امام شاشات التلفزة .. هكذا هو رئيس وزراء بلاد ما بين النهرين فطوبى لحمورابي وهو في قبره وعسى أن لا يسمع شيئا عن العراق وكيف وصل به الحال ولتغطي وجهها الملكة سمير اميس خجلا ممن جاءوا بعدها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب