10 أبريل، 2024 9:31 م
Search
Close this search box.

ما الأسباب التي تدفع الكثير للترشيح للانتخابات البرلمانية العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

أيّ متابعٍ للأحداث منذ عام 2003 ولحد الآن سيجدُ قراءة واضحة لما حصل ويحصلُ في العراق على الساحة السياسية المفتوحة للجميع وكأنها سوق تجارية رابحة مضمونة لا وجود لأية مخاطر فيها . وهذا الأمرُ ليس اعتباطاً وانما جاءَ نتيجة المخطط الأمريكي القذر الذي أرادَ من خلاله تدمير العراق تدميراً شاملاً ، وجعل حاضره ومستقبله متخبطاً مرهوناً بفوضى عارمة لا نهاية لها . وأمريكا حين أزاحت النظام البعثي من العراق ليس اكراماً للعراقيين ، وليس دفاعاً عن حقوق الانسان العراقي كما تدّعي ، وهذا الأمرُ يعرفهُ السياسيون الجدد قبل غيرهم لمعرفتهم بنوايا القادة الأمريكان . ووفقاً لهذه السياسة المفتوحة التي لا ضوابط فيها ولا احترام لشأنها فقد وجدَ الكثيرُ من ذوي الأحلام الوردية أن فرصة الترشيح للانتخابات البرلمانية فرصةً ممتازة لتحقيق مآرب كثيرة ربّما من الصعب تحقيقها على أرض الواقع في الظروف الطبيعية . ومن يتصور أن الدوافعَ لهذا العدد الهائل من المرشحين للانتخابات دوافع وطنية محضة ، وأن نواياهم من أجل خدمة العراق ، فهو واهمٌ تماماً . بلْ أجزمُ باليقين أن أكثر المرشحين ( ان لم أقل جميعهم ) وجدوا في الصعود الى قبة البرلمان أفضل فرصة لهم للكسب المادي السريع الذي يؤمن حياتهم وحياة عوائلهم لسنوات عديدة اضافة الى المكاسب المعنوية التي سيحصلون عليها . وهل هناك أفضلُ من هذه الفرصة أن يستلمَ النائبُ راتباً شهرياً يفوقُ قدراته العلمية وامكانياته الذاتية خلال مدة أربع سنوات يقضيها دون أن يقدم شيئاً للبلد ؟ وهلْ هناك أفضل طريق من طريق الانتخابات لشخص يرى نفسه مجرّد نكرة من النكرات ، وفجأة يرتقي سلّم الشهرة ليجد نفسه ( السيد النائب المبجل ) ؟ وأي مكسب هذا الذي يجعلهُ بعد مضي السنوات الأربع يتقاضى راتبا تقاعديا يضمن له البقاء مترفاً رغمَ معاناة الجياع من العراقيين ؟ فالبرلمان العراقي تحوّل وفقاً لهذا المنطق الى واجهة تجارية مفتوحة الأبواب ، وعلى من يستطيع فهم اللعبة جيداً يمكن لهُ أن ينالَ أكبر قدر من المكاسب كما فعلها السابقون الذين تحولوا من بيوتهم البسيطة الى قصور فخمة والى حياة مترفة على حساب آلام وأوجاع الكثير من العراقيين . والذي يرى أن هذا الرأي غير صحيح وأنني بهذا المقال الصغير ظلمتُ البرلمان وأعضائه ، عليه أن يبحث كثيراً ويدقق في حياة معظم أعضاء البرلمان السابقين وكيف كانت وكيف أصبحت حياتهم . والأسماء كثيرة ( والحمد لله ) . كما أن الرأي القائل أن القادمين الجدد للبرلمان ربّما يختلفون عن أسلافهم ، وربّما سيكون لهم دورٌ فعال في التغيير والاصلاح ، فهذا رأي بائس وفاقدٌ للمنطق لأن الأجواء العامة الفاسدة هي التي تحكم الواقع البرلماني والسياسي ولا يمكن لأيّ عبقري أن يخرج عن هذه الأجواء ، والاّ سوف يعرض نفسه لمفاجئات تجعلهُ يكفرُ بالعملية السياسية برمتها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب