اخترت هذا العنوان لتشابه ما جرى للعراق في فترة من فترات تاريخه نعيشها اليوم على يد الهمجية الفارسية من تمزيق لوحدة العراق ولحمته الوطنية وجدت تطابقا بما جرى لدولة بابل العراقية على يد جد الفرس الاكبر كورش لقد احتل كورش دولة بابل العراقية عام ٥٣٩ ق م حيث وقعت معركة بين الفرس الاخمينيين بقيادة كورش وقعت المعركة قرب مدينة اوبيس شمال شرق مدينة بابل تمكن الفرس من الانتصار بهذه المعركة وكان الانتصار بفضل خيانة قائد الجيوش البابلية آنذاك جوبارو ذو الاصل الميدي الفارسي ( العرق دساس) والذي قرر الوقوف الى جانب الاخمنيين ضد بابل بعد هذه المعركةً حصد الفرس نصر كبير حيث تمكنوا بعد فترةً
قصيرة من احكام السيطرة على بقية المناطق المحيطة بأوبيس ثم اقاموا حصار على مدينة بابل وتمكنوا من اسقاطها
استخدم الفرس في اسقاط مدينة بابل اساليب دعائية ذات صبغة دينية من اجل دغدغة الشعور الديني عند البابليين معتمدين على الدجل والتشويه والتشهير بسمعة ملوك بابل وكانت اهم الاساليب الدعائية قبل احتلاله مدينة بابل بما لها من اثار سلبية وعواقب وخيمة تمثلت بزعزعة البنية الداخلية لمدينة بابل مما سهل دخول الفرس خلال فترة وجيزة فاجئت المجتمع بمن فيهم سكان بابل والفرس معروفين في كل زمان يختارون شخصية لا تحب الا مصلحتها وتعشق السلطة والمال ثم تبدأ عملية التلميع لهذه الشخصية حتى يصبحوا زعماء لذالك فضلوا قائد الجيوش البابلية لتأدية هذا الدور
ولو دخلنا في أغوار قصة احتلال بابل لوجدنا ان الفرس تعاونوا مع اليهود لذالك بعد انتصارهم أعادوا لليهود المسبيين الآنية الذهبية الذي سبق وان استقدمت من هيكل أورشليم وتسمح لليهود بالعودة الى فلسطين في السنة الاولى من حصول كورش على لقب ملك بابل بعد ان وقعت جميع الإمبراطورية البابلية في ايدي كورش
نعود الى عنوان الموضوع ما اشبه اليوم بالامس
المعروف عن الفرس انهم يتوارثون الحقد على العرب جيل بعد جيل عندما جاء الخميني الى الحكم محمولا على متن طائرة فرنسية محفوفا بالمخابرات الفرنسية والأمريكية التي امرت الشاه بترك السلطة في الايام الاولى اعلن عن هذا الحقد الدفين لاحياء الامبراطورية الفارسية عبر ما اسماه تصدير الثورة واختار العراق منطلقا لهذا التوسع الامبراطوري لاسباب عديدة لا يسمح المجال لذكرها لكنه اصطدم بصخرة العراق رغم عودته الى طريقة جده كورش باحياء النعرة الطائفية لكن احلامه انكفأت وتجرع مر الهزيمة على يد الشعب وجيشه الباسل الا ان جاءت الفرصة المناسبة ومثلما تعاون جده كورش مع اليهود لاسقاط دولة العراق البابلية تعاون مع امريكا والصهيونية لاسقاط دولة العراق فكان الغزو الامريكي البريطاني للعراق وإسقاط نظامه واول عمل قام به ملالي طهران الفرس هو تمزيق اللحمة الوطنية بأدواتهم التي جاءت بهم امريكا خلف دباباتها وتنصيب اتباعها من الخونة والعملاء على الهياكل السياسية والاقتصادية والأمنية واستخدمت ايران طريق استنهاض الطائفية عند الشيعة والترويج الى فكرة الطائفية هي الاساس وليس القومية التي يبتغونها بطريقة غير مباشرة وكان تفجير قبة الإمامين على يد المختبرات الايرانية وعملائها هي قمة القتل الطائفي وتمزيق لحمة الشعب
اوجدت ايران اكثر واخطر من جاباروا في العراق من الخونة والعملاء ولم يقتصر جاباروا على العملاء من الشيعة بل زادتهم عملاء وخونة من السنة من الذين يعشقون السلطة والمال
ما يحدث في عراقنا منذ عام ٢٠٠٣ ولحد اليوم يدل على المخطط الفارسي عبر التاريخ هو واحد في محاربة العراقيين والعرب والأمة وصناعة العملاء الذي يكون لهم الدور الاهم في هذا العداء واستخدموا الدين والمذهب في تغييب العقول وكان دور المرجعية الدينية في النجف وأصولهم إيرانية وأفغانية وباكستانية هم واحزاب ايران من سهلوا احتلال العراق واوكلت لهم مهمة تدمير العراق اكثر من ترليونين دولار جرى سرقتها من قبل عملاء ايران الفاسدين وبدعم من العمائم الطائفية فاصبح العراق بلا هوية وطنية جامعة موحدة وانما فسيفساء من الانتماءات الطائفية المتناحرة واصبح الشعب العراقي نتيجة هذا الاحتلال الايراني مطعون في كرامته وعزة نفسه لذلك انتفض من اجل كرامته وهويته وثرواته وعندما ينفجر احتقانا وغضبا ياتي من يشك في ثورته المشروعةمن قبل من يقيمون في المنطقة الخضراء الآمنة ويحتمون بالسفارة الامريكية
هذه الانتفاضة المفاجئة للشباب العراقي الوطني بدأت تحرق مخططات الفرس وتغير التوازن الذي كان في صالح الملالي وتلقي الذعر في بيت الخامنئي فهي صرخة شباب يائس يقتل كل يوم بوجه المرجعيات الدينية الشيعية وانهاء النفوذ الايراني واقتلاع أذرعه من العراق