ان المأساة التي تعيشها العديد من البلدان والشعوب الاسلامية بسبب ممارسات واعمال الجماعات التي تتبنى قراءة شاذة ومتطرفة للاسلام، جعلت دروس ملحمة عاشوراء التي نعيش ذكراها هذه الايام، تتكثف وتصبح أكثر وضوحا.واصبحت حاجة الامة اليها اكثر الحاحا مما مضى . فإصلاح الأمة لا يعني نشر الفساد والخراب فيها الى الحد الذي يجعل الناس يترحمون على أسوأ طواغيت العصر. فالاصلاح له رجاله ورموزه واهله ، وله متطلباته وظروفه فهذا الحسين بن على بن ابي طالب على جلالة قدره وعظيم منزلته يحدد أسباب وأهداف ثورته ويقول لأخيه محمد بن الحنفية لدى خروجه من مكة: وإني ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنّما خرجت أريد الإصلاح في أمّة جدي، هذه المقولة الخالدة تعني من بين ما تعني، ان نشر الفساد والفوضى والخوف والارهاب في ديار المسلمين، هو فعل المنحرفين عن الدين.وهو فعل الارهابيين الذين يشوهون صورة الدين ويقلبون الحقائق ويخدمون اجندة الاعداء.لدرجة ان بعض هؤلاء التكفيرين اعلنوا انهم اعداء للحسين ولخطه ولزواره مما يثير اكثر من علامة استفهام حول هؤلاء الذين يزعمون انهم مسلمون ويزعمون انهم يجاهدون لاقامة الخلافة الاسلامية اليس مثيرا للاشمئزاز مثل هذا الكلام اذ كيف يعلن هؤلاء عداوتهم لابن بنت رسول الله الذي قال عنه (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة) فما رشح من اعمال ارهابية وجرائم يندى لها جبين الانسانية لجماعات اتخذت من الاسلام شعارا وغطاء لاعمالها المتوحشة انما يؤكد خطورة هذه الجماعات وخطورة المرحلة التي تمر بها الامة كما انها تؤكد ضرورة تصحيح المفاهيم والرؤى والعودة الى الفكر الاصيل والاستضائة بكتاب الله وسنة نبيه وبافعال الهداة من الائمة والاولياء والمجاهدين والصالحين وبالتالي فان الكثير من المراقبين يطرحون تساؤلات عديدة في هذه الظروف ومنها بالطبع :أليس حري بالأمة وهي تمر بأحلك واصعب مراحل تأريخها، ان تتلمس قبسا وضوءا من شخصية الامام الحسين وملحمة كربلاء، التي كانت تجسيداً حياً للاسلام الأصيل بكل ما يحمّل من معاني التسامح والعزة والشموخ والكبرياء، أليس من الأولى أن نكون نحن اول من يتعلم من الحسين قبل غيرنا..اليس من الاجدى الركون الى ثوابت الامة وعدم الركون الى شلال الدم والاعتداء على الحرمات وتجاوز المقدسات بمسميات ما انزل الله بها من سلطان وبالتالي الا يحق للامة ان تقول ما أحوجنا اليوم للحسين..وماأحوج الأمة لحسين العصر وثورته التغييرية الانسانية….