22 نوفمبر، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

ما أخطؤا إنهم يكذبون!!

ما أخطؤا إنهم يكذبون!!

قرار لجنة التحقيق البريطانية , خرجت بإستنتاج أن قرار الحرب كان خاطئا ومبنيا على معلومات إستخبارية خاطئة , وأنه لم يحقق أهدافه , والكل بعلم أن قرار تدمير العراق جريمة مع سبق الإصرار , لا مثيل لها في تأريخ الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية , أن يتم في أروقة الأمم المتحدة مناقشة تدمير بلد عضو مؤسس فيها!!
فالقرار الجائر تم إتخاذه منذ أعوام بل أنه على الطاولة منذ سبعينيات القرن العشرين , ولكن تم تأجيله لكي يحقق الأهداف المطلوبة بعد أن تنضج المفردات العناصر اللازمة للقيام بالدور الإجرامي الفتاك.
ولهذا تم تجميع وتراكم الأكاذيب لبناء قضية وتأكيد حالة , وتنفيذ مشروع مرسوم بجبر سري على وجه رقعة لا يقرؤها إلا ذوي العيون الشيطانية والنظرات العدوانية.
الكل يبرر القرار الخطيئة بأنه بسبب معلومات إستخبارية غير صحيحة , والواقع أن حتى الذي قرأ ما قرأ في الأمم المتحدة كان يعرف أن ما سيقرأه كذب مئة بالمئة , لكن اللعبة تقتضي هذا الكذب.
الكذب الذي نطق به رئيس وزراء بريطانيا المتحمس لتدمير العراق بقوله , أن العراق سيمتلك القنبلة الذرية في غضون ساعات , رغم أن رئيس المفتشين أقر وكرر بأن لا توجد لدى العراق أية قدرة على ذلك , لكن الكذب ساد وحتى رئيس المنظمة الدولية للطاقة الذرية أمعن بالكذب , وما أكثر الخونة الذين كذبوا وتم إستخدامهم كأوراق لتمرير لعبة تدمير العراق والمنطقة بأسرها.
وكانوا جميعهم يعرفون بأنهم يكذبون وأن الكذب هو المطلوب , لأن القرار مُتخذ ولا يحتاج إلا للتنفيذ , ولكي يتعزز سلوك التنفيذ لا بد من بناء الحالة , بخداع الرأي العام وإشاعة التضليل وتسويغ الخراب والتدمير.
والحالة تتكرر لأن المشروع ينفذ بإتقان والكذب في ذروته , والإعلام في أوج تفاعلاته المزيفة المجانبة للحقيقة , والمجتهدة بتسويغ الجرائم والمآثم , والعدوان على الأوطان والحياة والإنسان.
وبعد تلك الكذبة المروعة الفتاكة توالت الأكاذيب وإزداد إنتاجها بالمفرد والجملة , حتى صار الكذب دستور وقانون وعقيدة ودين , ومذهب وحزب وعصابة ودولة ودويلة و وغيرها الكثير .
وإتخذ الكذب مسميات وماركات ومعسكرات , ودخل في تصارعات إتلافية إنقراضية ترفع رايات الله وترتكب أبشع الجرائم بإسم الله وحده , والكل يلهج بإسم الله والمقصور غيره وغيره.
يقولون قد أخطؤا وما هم إلا يكذبون , فلم يكن قرار إحتلال العراق وتدميره خاطئا , وإنما مشروعا إفتتاحيا لويلات القرن الحادي والعشرين بحروبه الجديدة , التي تعني ما يحصل اليوم في بلاد العرب والمسلمين.
إن القوى الكبرى لا تعرف الخطأ , لأن كل قرار محسوب بدقة متناهية جدا , وهي تتصرف وفقا لحسابات دقيقة وخرائط أحداث ذات أعمار أطول من قرون , فلا يمكن القول بأن سايكس بيكو كانت خطأً , إنها
مشروع لتحقيق مصالح الدول المنتصرة على المدى البعيد , ويمكن توظيفه في مشاريع أخرى ستتولد عنه , لكنها تريد أن تخدع الرأي العام العالمي بإدعاء الخطأ.
وما حصل للعراق كان محسوبا بعناية , وكل خطوة كانت تتحرك بإتجاهها المضبوط , وجميع ما جرى في بداية الإحتلال كان مدروسا بدقة وخبرة فائقة.
حتى الإتيان بنوع الأشخاص ووضعهم في السلطة كان أمرا مدروسا ومبرمجا.
فالذي قام بإحتلال العراق وتدميره قِوى ذات خبرات إحتلالية وتدميرية وقتالية , إنها تختزن خبرات الحربين العالميتين وما قبلهما وما بعدهما, وقامت بتنفيذ مشروع جهنمي كبير وطويل الأمد.
إنها قِوى تعرف ما تقوم به وما سيؤدي إليه , لكنها تكذب وتدّعي الخطأ , وما هي إلا تنفذ مشاريعها المرسومة وخططها المحسوبة , التي لا تزال تجري على قدم وساق وبإتقان منقطع النظير , وتدبير فاق أي تدبير حكيم , لكنها تمرر على السذجة والأغبياء إدّعاءات الخطأ.
فما أخطأت أية قوة أسهمت بتدمير العراق , بل أنها نفذت القرار الذي يجب أن ينجز المشروع المطلوب تحت شعار , من أجل عين ألف عين تُكرم , وكل ما في بلاد العرب والمسلمين من أجلها يهون , وعاش العرب يتقاتلون!!

أحدث المقالات